-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

“بوراك” شعبان لشهر رمضان!

سمية سعادة
  • 2526
  • 0
“بوراك” شعبان لشهر رمضان!
ح.م

من يرى حمى التنافس الشديد بين النساء هاته الأيام على الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الخضر والفواكه والأطعمة الجاهزة في المجمد، يخيل إليه أن هؤلاء السيدات مقبلات على سُبات رمضاني لا ينتهي إلا بعد صيام ستة أيام من شوال!.

وخلافا للسنوات الماضية، يمكننا أن نلاحظ  إقبالا واسعا على تجميد الأطعمة قبل قدوم شهر رمضان بعدة أسابيع وبكميات كبيرة ومختلفة لدرجة أن الأسرة لا يسعها أن تستهلك كل الطعام المجمد خلال أربعة أسابيع كما كان مخطط له، فتضطر إلى استهلاكه بعد العيد وربما في عاشوراء!.

ويعود الفضل في هذه الطفرة الجديدة في التخزين، إلى “جنديات” اليوتيوب اللواتي يعرضن يوميا على قنواتهن مئات الأساليب والطرق المتبعة في  تحضير الأغذية قبل تجميدها حتى التي لم يكن يخطر على البال أنها يمكن أن توضع في المجمد لتوفرها في الأسواق في كل الأوقات ولسهولة اقتنائها، ولأن شهية أفراد الأسرة لا تتجه نحوها لكثرة ما استهلكوها في الأيام العادية، ولكنه شهر رمضان الذي يفرض منطقه الخاص، ويجعل كل مكروه مرغوب.

 فقبل سنوات قليلة، لم تكن البطاطا تجمد لأنها متوفرة في كل حين وسهلة التحضير، ولكن اليوم أصبح بإمكان المرأة أن تقطعها إلى شرائح أو إلى خشيبات وتحتفظ بها إلى غاية أن تحتاج إلى قليها.

وحتى بالنسبة للنساء العاملات والموظفات، كان الأمر محسوما بشأن المواد التي تخزن في مجمد الثلاجة، وهي المواد التي يستغرق إعدادها وقتا كبيرا، أما اليوم فصار كل شيء قابل للتخزين، بدءً من الطماطم وانتهاء بـ “الذيول” أو “البوراك” الجاهز الذي ينتظر وضعه في الزيت ليقدم للصائمين في رمضان وهو المحضر في شهر شعبان، بل هناك من النساء من تحضر الأكل تحضيرا كاملا وتضعه في المجمد وكل ما تحتاج إليه هو تسخينه بعد أن يذوب عنه الجليد، وحول هذا الموضوع، قالت إحدى السيدات متهكمة، إنها طهت “الشربة” واحتفظت بها في الثلاجة.

وبقدر ما تشعر المرأة براحة بال كبيرة، وهي تتذكر أنها أعدت العدة للشهر الكريم، وأنها ستوفر جهدا كبيرا، وأنها ستغير موقعها “الاستراتيجي” من المطبخ إلى مكان آخر تجد فيه راحتها، إلا أنها ستكتشف أنها ضيعت القيمة الغذائية لبعض الأطعمة التي لا يجب أن تخزن أكثر من فترة معينة يحددها خبراء التغذية، ناهيك عن الأمراض الخطيرة التي تختبئ خلف الأطعمة المجمدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!