-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في كتاب جديد شهر له خلال شهر مارس الجاري

بوفلاقة يُبرز “جماليات الاتباع في الخطاب الشعري الأندلسي”

صالح سعودي
  • 363
  • 0
بوفلاقة يُبرز “جماليات الاتباع في الخطاب الشعري الأندلسي”
ح.م

أثرى الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقــة من جامعة عنابة، المشهد الثقافي والأكاديمي، بكتاب جديد تحت عنوان “جماليات الاتباع في الخطاب الشعري الأندلسي”، الذي صدر خلال شهر مارس الجاري عن منشورات مؤسسة دار الجنان العلمية للطباعة والنشر والتوزيع بعمّان الأردنية، حيث تتمحور إشكالية الكتاب مسائل تخص الشعر الأندلسي من زاوية العلاقة الشائكة بين التماثل والتميز والتقليد والتجديد والتناقض والتنافر والتواصل والانفصال وغيرها.

يؤكد الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة لـ”الشروق” بأن المقصود بالاتباع هو إتباع وتقليد التجربة الشعرية المشرقية في الخطاب الشعري الأندلسي، فهذه الدراسة حسب قوله تحاول أن تقدم قراءة مختلفة للخطاب الشعري الأندلسي، إذ أنها في نظره تركز على إبراز جماليات الاتباع في الخطاب الشعري الأندلسي، من خلال تقليد النموذج المشرقي، وتسعى إلى تبيين التأثير المشرقي في النص الشعري الأندلسي، معتمدا على الانتقاء في هذا الكتاب، أي الاقتصار على نماذج شعرية محددة، وتندرج بشكل أساس في فنين شعريين هما الوصف والمديح.

ويقول مؤلف الكتاب في المقدمة “إن ما أرمي إليه بالاتباع هو التماثل، وهو يتجلى في تلك النصوص الشعرية التي لم تتأثر بالبيئة الأندلسية، وهي تظهر بشكل رئيس في الاتجاه البدوي في الشعر الأندلسي، كالوصف التقليدي الذي يشتمل على وصف الأطلال، ووصف الصحراء والحيوان الذي يعيش في الصحراء، والمدح التقليدي المتأثر بالشعر المشرقي، فضلاً عن الرثاء والهجاء، حيث يغلب على هذه الأغراض تقليد المشارقة في صورهم وألفاظهم، وإننا عندما نقرأ نصوصاً شعرية في هذه الأغراض، لا نكاد نتبين من خلالها روحاً أندلسية متميزة عن الشعر المشرقي”، مضيفا بالقول: “إن ما حفّزني على المضيّ قُدماً في خوض غمار هذا البحث، هو أنّني لم أعثر على دراسات مستقلة ركزت بدقة على التماثل في القصيدة الوصفية،والتقليد في قصيدة المديح الأندلسية، فالموضوع لم يحظ باهتمام الدارسين والباحثين، باستثناء بعض الدراسات التي تناولت جوانب أخرى من هذا الموضوع، مثل الأدب العربي في الأندلس لعبد العزيز عتيق. الأدب الأندلسي بين التأثر والتأثير لمحمد رجب بيومي. الشعر في عهد المرابطين والموحدين بالأندلس لمحمد مجيد السعيد. ظاهرة التماثل والتميز في الأدب الأندلسي لسليم ريدان من القرن الرابع إلى السادس هجرياً. الاتجاه البدوي في الشعر الأندلسي لفوزية عبد الله العقيلى. لكن بحثنا يدرس مجموعة من النصوص الشعرية (في عصور مختلفة)، التي تنضوي تحت لواء فنون الشعر الأندلسيّ التقليدية (الوصف والمدح)”.

وأوضح الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة أن من بواعث دراسته لجماليات الاتباع في الخطاب الشعري الأندلسي، هو إيمانه العميق بضرورة الاهتمام بالتراث الشعري في الغرب الإسلامي، الذي لم يحظ حسبه باهتمام الدارسين، كما حظي صنوه في المشرق العربي، ولم يلق العناية الكافية حتى الآن، خاصة ما يتعلق برصد الجوانب الجمالية والفنية في الخطاب الشعري الأندلسي. أما عن الإضافة العلمية التي يُقدمها في كتابه، فيؤكد محدثنا أن الهدف هو جمع نماذج من الشعر الأندلسي في فني الوصف والمديح المتناثر هنا وهناك، في المصادر القديمة ودراسته، ومحاولة الكشف عن خصائصه ومميزاته، وقد استطاع الكتاب حسب بوفلاقة أن يكشف عن كثير من الخصائص المتعلقة بجماليات الاتباع في الخطاب الشعري الأندلسي الذي يسير على النموذج المشرقي، من خلال النظر إلى القصيدة الأندلسية في مختلف مكوناتها، وفي شتى العناصر التي أقامت عليها بناءها هيكلاً ولغةً وصورةً وإيقاعاً، وذلك بحسب ما يقتضيه كل موضوع من الموضوعات.

وقد أفضت الدراسة في هذا الكتاب، إلى النظر في بنية القصيدة الأندلسية، ومدى ارتباطها بالقصيدة العربية، كما سعى الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة إلى التأمل في الروابط النصية التي تشد هذه القصيدة إلى التراث الشعري العربي، موظفا مناهج متنوعة لدى تأمله في النصوص الشعرية التي انتقاها، من بينها المنهج الوصفي والمنهج النصاني الذي استقى منه أثناء دراسته للخصائص الفنية للنصوص وغيرها. منوها في الأخير بوالده الباحث الدكتور سعد بوفلاقة الذي ساعده حسب قوله بشكل فعال في انتقاء النصوص، وأرشده إلى القصائد التي ينبغي تحليلها، بالنصح والتوجيه والمتابعة

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!