-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثلة الاسبانية إيتيزيار إيتونو لـ"الشروق":

على الفنانين الاستثمار في جماهيريتهم لنصرة القضايا العادلة

حاورها: محمود بن شعبان
  • 527
  • 0
على الفنانين الاستثمار في جماهيريتهم لنصرة القضايا العادلة

دعت نجمة “لا كازا دي بابال”، الممثلة الإسبانية ايتيزيار ايتونو، في حوار أجرته مع “الشروق”، مختلف المبدعين عبر العالم إلى الاستثمار في شهرتهم لجعلها وسيلة لإيصال صوت القضايا الإنسانية والشعوب المضطهدة، مشيرة إلى دور المهرجانات السينمائية في أداء هذه الرسالة، كما أبدت ايتيزيار ايتونو استعدادها لتقديم أعمال سينمائية مشتركة مع الجزائر التي اعتبرتها عاصمة متوسطية بامتياز.

في البداية، كيف كانت تجربتك في الجزائر وعنابة بالتحديد؟

حضوري في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي جعلني أكتشف الجزائر من جديد، لأنني أزورها للمرة الثانية، بعد أن كانت لي فرصة زيارة ولاية تندوف وحضور فعاليات مهرجان سينمائي في مخيمات اللاجئين الصحراويين، في سنة 2022، واكتشفت منطقة الجنوب الجزائري بجماله وبساطة سكانه، إلا أن مشاركتي في فعاليات مهرجان عنابة للسينما جعلتني أكتشف هذا البلد القارة، بتنوع ثقافته ومناخه، خاصة أن ولاية عنابة تجتمع فيها كل الظروف التي تجعل منها مدينة سياحية بامتياز، كالشمس والبحر والأطباق التقليدية المتنوعة، التي تبقى راسخة في أذهان زائريها.

وماذا عن مشاركتك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي؟

تشرفت بحضوري في المهرجان، الذي قدم صورة جد إيجابية عن السينما في بلدان البحر الأبيض المتوسط، حيث اكتشفت من خلال هذه الزيارة اهتمام الجمهور الجزائري بالسينما واطلاعه على آخر الإنتاجات العالمية، وحظيت بتكريم من طرف محافظة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، كما لمست الكثير من الحب والاهتمام من الجمهور الجزائري، واندهشت فعلا من متابعته مختلف الأعمال، والاهتمام بأدق تفاصيلها، كدور المفتشة “راكال مورينو”، الذي قدمته في سلسلة “لا كازا دي بابال”.. وهذا دليل على الثقافة السينمائية الواسعة لدى الجمهور الجزائري، التي ترجمها أيضا حضوره المميز في افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، الذي يقترح قائمة كبيرة من الأفلام سواء الروائية، الوثائقية أم القصيرة، التي تستجيب بالتأكيد لشغف هذا الجمهور وحبه للسينما. لذا، أتمنى فعلا أن يسجلوا حضورهم بقوة في قاعات العرض، مثلما تميزوا في الافتتاح.. كما أتوقع نجاح هذا المهرجان الذي يعد حدثا سينمائيا هاما في حوض المتوسط، سواء لنا كفنانين أم حتى لجمهور الفن السابع، ولم لا يكون عاصمة سينمائية متوسطية بامتياز، نظرا لاجتماع كل الظروف لذلك.

توشحت بـ”الكوفية” على السجادة الحمراء، فهل هذا تضامن صريح منك مع القضية الفلسطينية؟

أظن أن الفنان هو الشخص الوحيد الذي يستطيع تبليغ الرسالة النبيلة دون قيود، ولكوني شخصية عامة أجدني مجبرة ومسؤولة على أدائي هذه الرسالة بكل أمانة، فالفنان نوعان، هناك من يختار الصمت وتجنب إبداء رأيه، وهناك من يختار الاستثمار في طبيعة عمله لإيصال صوت المغلوب عليهم من أصحاب القضايا العادلة، وأنا من النوع الثاني، خاصة أن منطقي في الحياة يعتمد على ضرورة إظهار موقفي تجاه أي قضية ومناصرتها واستغلال جماهيريتي كصوت لكل مضطهد، للتعبير عن قضيته، سواء عبر الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي أم عبر مختلف التظاهرات الثقافية التي أحضرها. وهذا أقل ما يمكنني تقديمه. لذا، ارتديت الكوفية الفلسطينية على السجادة الحمراء، كما ارتديتها على المنصة في أثناء تكريمي في افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، تعبيرا عن تضامني المطلق مع الشعب الفلسطيني وكل الشعوب المضطهدة والقضايا العادلة عبر العالم، خاصة الإنسانية منها. لذا، أدعو كل الفنانين إلى الاستثمار في جماهيريتهم لمساعدة الشعوب المضطهدة والقضايا العادلة، ووضع ذلك ضمن أولوياتهم.

إلى أي مدى يمكن أن تساهم التظاهرات الثقافية في مناصرة القضايا العادلة؟

تعتبر المهرجانات السينمائية واحدة من الطرق المباشرة للتعبير ومناصرة القضايا الإنسانية، وذلك سواء من خلال الأعمال المبرمجة فيها التي تسلط الضوء على مختلف القضايا، وهذا ما لاحظناه في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، الذي خصص حيزا هاما للأفلام الفلسطينية، سواء كانت روائية، وثائقية أم قصيرة، بالإضافة إلى الندوات الفكرية والملتقيات التي تسلط الضوء عليها، كما أن المهرجانات السينمائية تعد فضاء لاجتماع المبدعين من مختلف الجنسيات والأسرة الإعلامية، التي تؤدي وظيفتها في نقل المعلومة. وبالتالي، نقل محتوى الأعمال المعروضة، وأيضا آراء ونضال المشاركين، ما يساهم بشكل كبير في تنوير الرأي العام وتقديم صورة أوضح عن معاناة الشعوب المضطهدة. وبالتالي، فإن المهرجانات أداة قوية لمجابهة المشاكل التي يجتازها العالم بأسره.

هل يمكن أن تفتح زيارتك الجزائر المجال لأعمال سينمائية مشتركة؟

بالتأكيد، فأنا ممثلة أطمح دائما إلى تقديم الجديد، وزيارتي الجزائر وعنابة خاصة جعلتني أكتشف بلدا هاما وإمكانيات لا بأس بها. فباستثناء اللغة التي قد يمكن أن تشكل حاجزا لتقديم أعمال مشتركة، فأنا أرحب بكل الاقتراحات التي من شأنها تقديم إضافة لمشاريع سينمائية مستقبلا، التي قد تكون خطوة أولى للتأسيس لشراكة جزائرية إسبانية سينمائية في المستقبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!