-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تأخير وتكسير!

جمال لعلامي
  • 413
  • 0
تأخير وتكسير!

بعض البرامج “الكبرى” وحتى بعض المشاريع “التافهة” بالعاصمة، كما في ولايات كبرى أخرى، تسير بسرعة السلحفاة أو الحلزون، وهو ما يكاد يقتل مواطنين “ناقصين عمر”، ومنهم من تترصّده القنطة في الصباح والمساء، ومنهم من تعطلت مشاغله، ومنهم من ضيّع موعدا مصيريا بالمستشفى أو “هربت” عليه الطائرة، ومنهم من خسر أمواله، ومنهم من تعرّض للتوبيخ والتحذير في المدارس ومختلف الوظائف بسبب تأخّرات متكرّرة!
عندما تقتضي مجرّد “حفرة” ببضعة مليمترات، أياما وربما شهورا لإعادة إصلاحها وفتحها أمام حركة المرور، فهذا يُنسي الآلاف الذين ينتظرون مساكنهم منذ عشرين سنة، وأكثر، مثلما يزرع الصبر في نفوس كهول ينتظرون منذ تخرّجوا من الجامعات والمعاهد وهم في ريعان شبابهم، لكنهم للأسف شربوا علقم البطالة حتى الثمالة!
المشكلة في كثير من الحالات، تكمن في اللامبالاة والإهمال، ولذلك تتأخر مشاريع بسيطة دون مبررات مقنعة، ويُفترض أن يستفيد الضحايا من “تعويضات” نظير ما دفعوه من فواتير، ولكم أن تتصوّروا كيف يتمّ تطويل عمر مشروع ميكروسكوبي من الأسبوع إلى الشهور، ومن الأشهر إلى السنوات، ومن السنين إلى أبد الآبدين!
عدم احترام آجال الأشغال والالتزام بالفترة القانونية المتفق عليها سالفا، والمدوّنة في أوراق الصفقات، بين الجهة المانحة والجهة المشيّدة، هو الأصل والفصل في الموضوع، ولذلك، كم من مشروع تعطّل و”تبهدل” منتظروه، واحتجوا واعتصموا، لكن من دون جدوى ودون فائدة!
هي الأخلاق في الأول والأخير، فغيابها وتغييبها ودفنها حيّة تـُرزق، بدّد ما ينبغي أن يكون، وجعل غير العادي عاديا، ولذلك، تكيّف الناس مع أمراض الزحمة، وتعايش العمال والتلاميذ والموظفين والبطالين و”الموتى-قاعدين” مع انحرافات تقتضي التقويم والتصحيح والمعالجة، عوض الرعاية والحماية وتأجيل الحلّ وفرضها على الجميع!
ما يحدث في عديد البلديات والولايات والطرقات والقرى والمداشر، من “بريكولاج” مفضوح واستعراضي وفلكلوري، يتطلب وقفة سريعة لتسوية الخلل و”الهبل” الذي يضرب تسيير الشأن العام هنا وهناك، والأخطر من كلّ هذا، أن هذه الخروقات المكتومة “قنـّنت” النصب والاحتيال، وأسالت لعاب الكثير من المستفيدين والمنتفعين من المشاريع النائمة والمتأخرة!
من أهم هذه الاستفادات، إعادة تقييم المشاريع، فقد صُرفت ملايير إضافية لا تعدّ ولا تـُحصى، وهذا قد يكون حسب المتشائمين، نوعا من أنواع “تشجيع” الفوضى والتسيّب وحتى السرقة المزوّقة بتأخر الإنجاز، ولكم أن تستعينوا بآلة الحساب لمعرفة رقم الخسائر الناجمة عن التأخير المرادف للتكسير!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!