-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تحاليل.. أخماس في أسداس!

تحاليل.. أخماس في أسداس!
ح.م

الكثير من التحاليل التي أسمعها اليوم عن الوضع السياسي في البلاد تبدو لي كأخماس في أسداس. ليس هناك من يملك المعطيات الحقيقية عمَّا يجري، وقليلهم الذين يستطيعون التركيب بين طرفي المعادلة التي تحكم مستقبل أي دولة، أي دور العامِلَين الداخلي والخارجي. بل الأكثر من ذلك نادرا ما ينطلق تحليل الكثير من حقيقة أصبحت ساطعة كالشمس مفادها أن كل الناس اليوم، إنما هم على علم بما عليهم فعله أو عدم فعله وفي كل الظروف.

هل هناك مثلا مَن يستطيع إقناع أي كان بالقيام بنشاط سياسي بمعنى الكلمة، بعيدا عن تحقيق مصالح ضيقة (مادية في الغالب)، هل هناك من يشارك في مثل هذه النشاطات انطلاقا من قناعات تحمل فكرا سياسيا في إطار رؤية واضحة لها مرجعية ومقومات وأهداف…؟

لذلك، فإن الحديث في الشأن السياسي، يبدو لي أنه اختفى اليوم، لتحل محله متابعة أدوار وتصريحات يقوم بها بعض الأشخاص هنا وهناك في الغالب دون محتوى يُذكَر. وعليه، فإنه من الأجدر بنا اليوم، إذا كُنَّا فعلا نرغب في العمل السياسي، أن نُثير مسألة الأفكار قبل مسألة الأشخاص، لأن غياب الأفكار أخطر على مستقبلنا من غياب الأشخاص.

 بمعنى آخر علينا طرح الأفكار السياسية التي بإمكانها تجسيد مبدإ التحسين المستمر الذي ينبغي أن يُصبح عنوان مرحلتنا القادمة، بدل التخويف من المستقبل أو التخويف به أو التبشير بأنه لن يكون سوى وردي، أي أن تطرح بجدية حقيقية مسألة طبيعة الخيارات الاستراتيجية التي ستحكم بلادنا في السنوات القادمة في التعليم والصحة والعدالة والصناعة وباقي القطاعات. كيف ستكون؟ وهل هي صحيحة؟

مشكلتنا هي هذه، هل نحن بصدد تعبئة الرأي العام ضد أو مع أشخاص جدد؟ أم نحن بصدد تعبئته ليتعلم كيف يطرح أفكارا جديدة تهم مستقبله؟ بمعنى آخر، هل نحن بصدد فتح نقاش حول أولويات المرحلة القادمة وكيفية تجنيد الموارد لتحقيقها ومَن يقوم بذلك وكيف؟ أم بصدد إثارة الجدل حول مصير فلان أو علاّن؟

أظن أن التحليل السياسي الحقيقي ينبغي أن ينصب على هذه الجوانب في هذا الوقت بالذات، بدل أن ينصب حول إلهاء الناس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خاصة، بأخبار نصفها صحيح ونصفها الآخر كاذب، المتعلقة بهذا أو ذاك، خالية من كل فكر ومن كل محاولة لتنشيط خلايا الذكاء والتبصر واستشراف المستقبل.

إننا نضيع الكثير من الوقت في ضرب أخماس في أسداس بخصوص مصير هذا أو ذاك، ونشد الرأي العام إلى تفاصيل التفاصيل الشخصية الكاذبة أو الصادقة عن بعض الناس، في حين لا نبذل جزءا من الجهد لمحاولة دفع الناس إلى طرح الأفكار السليمة التي يمكنها وحدها أن تخدمهم وتخدم بلدهم وتُعيد صناعة الأمل، المنطلَق الأول لأي بناء مستقبلي جاد وحقيقي نتطلع إليه…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • الدكتور محمد مراح- الجزائر

    لاحول ولا قوة إلا بالله العظيم : إصرار على إثبات الكفر والفجور، وضرب صفح عن تنبيه ناقد حكيم ، رغم التلطف في التنبيه والتذكير ، إلى الله وحده المشتكى.

  • Observer

    Baraka Allah fika. Inchea Allah rabi yakathar amthalak. You are wise person Sir. ALL MY RESPECT TO YOU

  • عبد الله المهاجر

    الحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ,, أننا أصبحنا نكسر الصليب كل يوم ,,وكما أسلمت الملحدة بالأمس أسلم أخريات من قبل بفضل الله تعالى ,,
    لقد تركوا دين الكفر الصليبي ودخلوا للاسلام وبدون مال كما يفعل المبشرون للمسيحية مع المسلمون ,, لقد اقتنعوا أن الدين المسيحي الذي يتعبد فيه المسحيون - الرب - بالجيتارة والبيانوا داخل الكنائس ليس بدين ,,ان ذاك الدين المسيحي الذي يبيع فيه - بابا الفاتيكان - للناس صكوك دخول الجنة هو دين باطل ,
    كيف يكون القسيس بين - الرب - والناس وسيطا ,,وهو بشر ما هو بنبي ولا رسول ,,
    الحمد لله الذي استعملنا لتكسير الصلبان ,,ونحن على النهج سائرون باءذن الله تعالى

  • عبد الله المهاجر

    بسم الله
    بل الاسلام مازال ينتشر وبقوة والحمد لله رب العالمين ,, وأبشرك لقد أسلمت على يدي امرأة كانت ملحدة لا تعترف بأي خالق ,, اليللة تدخل ال 31 سنة من عمرها باءذن الله تعالى ,,أية في الجمال ,,
    أسلمت علي يدي في أقل من 10 دقائق ,, قوة حجة الاسلام هزت أركانها وزعزت جبل الالحاد داخلها ,,فاصبحت الأن تردد الله الله ,,وتؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ,,وتعتبر المسيح عيسى نبي الله عز وجل ,,والذي يفرح أكثر أنها تتكلم مع أصدقائها أنها أسلمت وتعتز باسلامها ,, و تريد اقناعهم بالدخول للاسلام أيضا ,,

    الى المعلق رقم 1

  • م.ب ( يتبع)

    هذه هي مهمتهم؛ وأكثر..؟. لاترى فيهم .الا.؛ ولاذمة.. وهذا هو الدور الذي أنيط بهم في المشهد السياسي الجزائري ..يؤدونه من وراء الستارباعاز من غماز؛ ولماز؛ وهماز.. ومانع لحب الوطن؛ ومشاء بنميم على هذا الوطن الحبيب.. الذي ليس لنا سواه..؛ ولانبغي سواه؛ ولو كره المتآمرون؛ والفاسدون؛ والمفسدون.... اللهم دم علينا نعم الامن؛ والآمان؛ والسلم؛ والسلام.. وشعبنا في رقي ؛ وازدهار..

  • م. براهيمي- وهران الجزائر,

    يا أستاذنا الكريم. هذه التساؤلات؛وغيرها . دائما أطرحها على نفسي. وأنا متلق بسيط.!! وخاصة عندما يظهر سمسارا ساسويا..!! ; ويدعي كذبا ؛ وبهتانا؛ وزورا.. أنه يريدكذا؛ وكذا؛ ويفعل كذا؛ وكذا..؟! ويتكلم باسم الجمع بطلاسيم لايفهمنا حتى هو.. لانها أمليت عليه في الحين من قبل الجهة التي تشغله..؟ ;وفي مثل هذه الحالة هو كذاب لشير... هل مثل هؤلاء يردون الخير للبلاد ؛والعباد..! ؟ كلا .!! . فقط انهم ينتظرون من مشغليهم الاعلان عن ضربة جزاء غير شرعيةلتسجيل هدف لكنه لايسجل.. فتقوم القائمة في الملعب.. فيختلط الحابل بالنابل ؛و الطايح أكثر من النايض..؛ فيتسللون هروبا من الباب الخلفي.

  • الطيب

    يا أستاذ سليم راك هنا في الدزاير ولا وين راك !؟
    زعيم أكبر حزب سياسي عندنا بدأ الحملة الانتخابية و يقول أنّ الشعب كله اختار الاستمرارية و اختار ممثليه قبل حتى الوصول إلى 2019 ...أتعلم يا أستاذ أنّ مقالك هذا هو تشويش على عمل الجبهة الشعبية الصلبة( fps ) التي بدأت تتبلور بكل ديموقراطية فكل مَن دخلها فهو آمن و مَن بقي خارجها فهو مشوش و تحركه أيادي خارجية .....مَن أراد أن يفكر فليدخل إلى الجبهة و يفكر على روحو حتى يشبع المهم لا يقترب من الخطوط الحمراء .

  • ع

    لاول مرة يدكر الاستاد الجامعي الاسلام و يلمح اليه. هدا يمكن ان يجعلنا نقتنع ان “الاستاد” يتدارك و يلتزام بالنزاهة العلمية تاركا الترويج و الاشهار عن قناعاته و البحث في دين الاسلام اللدي اصبح يقنع كل حر في العالم و هو محل اشادات عارمة. دين لا يشك احدا انه من صنع الاهي وجب على الانسان الرقي له. سؤال: ألا يجب على خالد سعد الله ان يفتح لمثل سليم المجال للكتابة بكل حرية ؟

  • كسيلة

    بناء الأفكار السليمة وتبنيها هو من أعظم مقومات بناء الوطن ، لكن ما هي الأفكار السليمة والغير سليمة؟ وهل اتفقنا عليها؟ إن مصير أي دولة متوقف على أفكار أبنائها إذا كانت ثقافة العمل والإنتاج والعرق مسيطرة على أفكارهم بدلا من ثقافة "انتظار حلول السماء" فهنيئا لهذا الوطن،أما عكس ذلك فهو التخلف ونحن منه، مجتمعاتنا لا تزالا في حاجة إلى إصلاح في المعايير و الأخلاق و التصورات و السياسة و التعليم و التفكير، من أجل صياغة مجال يتوفر على الشروط الممهدة و السامحة لتحقيق التقدم والاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والنفسي والأمني.

  • احسن

    لاول مرة لا يدكر هدا "الاستاد الجامعي" لاسلام و حتى لا يلمح اليه. هدا يمكن ان يجعلنا ن نتخيل ان "الاستاد" تدارك اخطائه و قرر الالتزام بالنزاهة العلمية تاركا الترويج و الاشهار عن قناعاته اللتي تخصه هو وحده. و خاصة لدين الاسلام اللدي اصبح لا يقنع احدا و هو محل انتقادات عارمة. دين لا يشك احدا انه من صنع بشري نصراني اموي عباسي و ليس من الرب. سؤال: هل لا يزال خالد سعد الله يؤمن بان سليم متزن موضوعي "عاقل" و جامعي ?