-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تحية وشكر لمن أنقذوا حياة عائلة ابنتي

تحية وشكر لمن أنقذوا حياة عائلة ابنتي
أرشيف

الحمد لله مازالت الدنيا بخير، ومازال الأمل في هذه البلاد لكي تتكاتف أيادي أبنائها شعبا ومسؤولين، لأجل بِنائها ورفعتها وتحقيق مزيد من الاستقرار والازدهار والأمن لها ولأهلها.

بداية أودُّ أن أتوجه، بعدَ شكر الله تعالى، بتحية خاصة لشاب بطل لا أعرف اسمه، ولم أره بعد، كان سببا يوم الاثنين صباحا، في إنقاذ حياة ابنتي وثلاثة من أبنائها أكبرهم 8 سنوات وأصغرهم رضيعة لم تبلغ بعد ستة أشهر من العمر. ثم أوجِّه تحية خاصة لكافة جيرانها نساء ورجالا كل باسمه، وإلى زملائه في العمل، الذين هرعوا إلى مكان الحادثة بمجرد سماع صوت الاستغاثة، ومازالوا إلى حد هذه اللحظة مجندين بالدعم المعنوي والمادي. وكذلك أوجه تحية خاصة إلى رجال الحماية المدنية الذين أنقذوا الأم التي حاصرتها النيران في الطابق الرابع، وإلى كل من السيدين الوالي المنتدب وقائد الدرك الوطني لمدينة رويبة وممثلي البلدية اللذين لم يتأخّرا في الحضور إلى عين المكان، والوقوف جنبا إلى جنب مع المواطنين في تلك الهبَّة التضامنية المثيرة للإعجاب والحاملة لكثير من معاني الأخوَّة والتضامن .

بالفعل، لقد كان ذلك الشاب من الموزِّعين للمواد الغذائية المارِّين بالحي، تطوَّع مسنودا بالجيران لكي يقف على محرك مُكيف مُثَبَّتٍ بجدار العمارة في الطابق الثالث ويمسك بالأطفال المتدلين من الطابق الرابع الواحد تلو الآخر وقد أمسكت والداتهم بأرجلهم… لقد خاطر بالفعل بحياته، وسنبقى مدينين له بهذا العمل البطولي والشجاع مدى الحياة. لقد راهن بثقله وثقل الأطفال على قوة براغي كان يمكن أن تخونه في أيِّ لحظة ويَهوى، ولكن الله تعالى حفظهم جميعا فالشكر الأول والأخير له.

وقد كانت لحظات فرح عندما تَمكَّن رجال الحماية المدنية من إنقاذ الأم وجارتها التي اختنقت جرَّاء الدخان الكثيف مع رضيعها، وكذلك أخمدوا النيران… فتحية خالصة لهم جميعا.

واليوم وقد باشرت البلدية بتنظيف المسكن، وقد استمرّ الجيران في وقفتهم الأخوية ومازالوا، وقد غادر الجميع المستشفى، نسأل الله تعالى بالشفاء العاجل للوالد الذي أصيب بحروق بليغة في كافة أنحاء الجسم، إذ انفجرت بين يديه قارورة الغاز الخاصة بالتخييم وأتت نيرانها على البيت بكل ما فيه.. كما نشكر صاحب البيت، وكل الأهل والأصدقاء الذين لم يتوقفوا لحظة عن السؤال والدعم، والطاقم الطبي بمستشفى رويبة والدويرة الذين لم يدخروا جهدا للتكفل بالجميع…

هذه بلادنا، وهذا هو التضامن بين أبنائها.. وكل مُؤمِن مُصاب… نسأل الله تعالى العفو والعافية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • ناصر

    شكرا لكل من ذكر في المقال و شكرا لذلك العامل البسيط الذي ثبت براغي المكيف بشكل جيد. فلولا اتقانه لعمله لتحولت عملية الانقاذ إلى مأساة.

  • أبو يوسف

    الحمد لله على السلامة، وشفى الله كل المصابين،وبارك الله في كل الساعين إلى الخير والمساعدة أجمعين،آمين.

  • benchikh

    وهذه هي حكمة المولى عزوجل في خلقه ,هنالك رجال لانراهم ويحسبهم الجاهل انهم لاصلاح فيهم لانهم متعففين, "احباب ربي" يظهرونا الافي الشدة اين الشهامةوالرجولة تحية الى هذا الرجل الشجاع .

  • ياسين

    الحمد لله على السلامة وتحية لذلك الجندي المجهول الذي خاطر بحياته لانقاذ الآخرين...

  • جزائري

    يكفي فقط أن نؤمن بإرادة الشعب الجزائري وإختياراته وتدعيمه دعما سليما, عندها سيندهش العالم بالنتائج والمخرجات. الحمد لله على السلامة.