تساقط الصخور بفجّ الاخضرية ”يُمرمد” راكبي 50 ألف سيارة.. و8 ساعات للوصول الى العاصمة
تسببت الأمطار التي تساقطت خلال الساعات الماضية في الشرق الجزائري ومنطقة الوسط في خسائر مادية، حيث انقطع الطريق بين العاصمة والشرق الجزائري على مستوى الأخضرية مما جعل المسافرين يقضون ساعات طويلة بحثا عن مسالك ودروب توصلهم الى غاياتهم.. في حين أوقعت جرحى وخسائر مادية في أقصى الشرق الجزائري، في نفس الوقت، وتوقعت مصادر الإرصاد الجوية أن تتواصل حالة التساقط التي ستشمل كافة التراب الوطني ابتداء من الغد حسب تنبؤات مركز الأرصاد الجوية.
- جرحى وخسائر مادية في أكبر عاصفة جوية بالطارف وأكبر تساقط للأمطار بعنابة
- تعرضت ولاية الطارف مساء الخميس الماضي إلى أسوإ كارثة جوية منذ سنوات طويلة ما جعل السلطات الولائية تُفعل مخطط الطوارئ وتشكل خلية أزمة لمتابعة الوضعية المرشحة للتفاقم بعد إعلان تواصل الأمطار إلى غاية الأحد، فبعد تواصل هطول الأمطار بتقطع منذ الثلاثاء الماضي، تهاطلت مساء الخميس كميات معتبرة من الأمطار مصحوبة برياح عاتية في شكل إعصار بمدينة القالة وصلت قوتها حسب المصالح المختصة إلى 80 كلم في الساعة، ودام لعدة دقائق، حيث أسفر عن تحطم سبع سيارات وتطاير أسقف العشرات من المنازل بحي جبهة التحرير، وهو ما تسبب في جرح ستة أشخاص من بينهم فتاة في السادسة أصيبت بجروح خطيرة بعد أن أصابتها لوحة قرميد تطايرت من سقف أحد البيوت، فيما تحطم مولدان كهربائيان بسبب شدة الإعصار وحدوث خسائر كبيرة في تجهيزات سونلغاز أبرزها من الأعمدة الكهربائية والأسلاك. وقد تعقدت وضعية المدينة بعد أن وصلت السيول إلى معظم البيوت خصوصا بحي الحدائق وبوليفة، فيما عزلت المدينة عن باقي الولاية بعد فيضان الوادي الكبير بمنطقة بن سبتي وغلق الطريق الوطني 44 الذي تضرر في مناطق كثيرة ببوثلجة وعين العسل وبحيرة الطيور. أما ببوقوس فقد رفض سكان قرية ماكسنة إجلاءهم من سكناتهم بسبب ارتفاع منسوب المياه وفضلوا البقاء هناك تحت رقابة مشددة من السلطات البلدية والولائية، أما بالطارف فقد اكتسحت السيول مئات المحلات التجارية والبيوت بحي ثانوية مرزوق الشريف والبريد المركزي، فيما غمرت المياه كلية مؤسسات الولاية والثانوية والمركز الجامعي وتسببت في تعطل مئات السيارات وسط المدينة بعد أن تسربت المياه إلى محركاتها مما تسبب في أزمة مرور خانقة بالمدينة، وكان أخطر ما وقع خلال اشتداد السيول هو انجراف صخور كبيرة نحو المدينة من مشروع الطريق السيار المحاذي للمدينة، وهو ما أحدث هلعا وسط السكان خصوصا بحي سيدي بلقاسم القريب من المشروع في حين غلق الطريق الوطني 82 على مستوى ملحقة المركز الجامعي مما تسبب في عزلة بلديات الزيتونة وعين الكرمة وبوحجار، ولم تتم إعادة فتحه إلا في حدود الثامنة مساء، كما تعطلت حركة المرور بالطريق الرابط ما بين بوثلجة والشافية وعزلة أكثر من 30 دشرة ببلديات الجهة الشرقية للولاية. وفي إحصائيات غير رسمية لمصالح بلديات الطارف وعنابة فقد بلغ عدد العائلات المنكوبة ما يفوق 1000 عائلة تضررت كلها نتيجة اكتساح السيول لمنازلها. ولم يسجل طيلة الخميس الماضي أي تواجد لمسؤولي البلديات والدوائر في الطارف لنجدة سكانها المتضررين، حيث فضل الكثيرون منهم الوقوف على عمليات إخراج المياه من بعض الإدارات، فيما اقتصرت مهمة مساعدة السكان وأصحاب السيارات الذين تاهوا وسط طرقات الولاية للعودة الى منازلهم على مصالح الدرك والشرطة والحماية المدنية فقط. وكشفت عاصفة الخميس التي اعتبرها شيوخ المنطقة الأقوى منذ سنوات السبعينيات عيوبا كبيرة في مشاريع مديرية الري خصوصا مشروع حماية السهول ما بين عين العسل والطارف، فيما اتهم الكثيرون شركة كوجال بإحداثها تغييرات كبيرة على المجاري الطبيعية للمياه بجبال المنطقة مما تسبب في كوارث كبيرة بكل البلديات المحاذية للطريق السيار.. وخشي العنابيون من حدوث كوارث، خاصة أن المدينة متخمة بالبنايات القديمة الهشة، حيث
- بات الأهالي في العراء، وفرط آخرون في مساكنهم، خاصة أرباب الأسر الكثيرة الأولاد الذين فضلوا التنقل إلى اقربائهم
- تم فتح شق واحد من الطريق بمضايق الأخضرية عقب تساقط الحجارة
- 50 ألف مركبة في طابور الانتظار و8 ساعات للوصول الى العاصمة
- خلف حادث سقوط صخور بمنعرجات الأخضرية مساء يوم الثلاثاء الفارط والذي أدى الى مقتل شخصين وإصابة أزيد من 7 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة أزمة حقيقية في حركة المرور، حيث لازال الآلاف من المسافرين السالكين للطريق الوطنى رقم 5 سواء في اتجاه العاصمة أو نحو ولايات الشرق يعانون الاختناق والازدحام بسبب الكم الهائل من المركبات التي تعبر مسلك الاخضرية – عمال، حيث تشير إحصائيات مديرية النقل أن ما يفوق 50 ألف مركبة سواء من الوزن الثقيل أو الخفيف تسجل مرورها يوميا عبر هذا الطريق، وقد ازدادت معاناة المسافرين عقب تساقط الحجارة في الأربعة الأيام الأخيرة. الشروق وبغية معرفة ما سببه حادث تساقط الحجارة، اتصلت بالعشرات من المسافرين في اتجاه العاصمة، حيث أجمع كل الذين سألناهم أن معادلة الوقت أصبحت في خبر كان، حيث قدر الوقت الذي يقطعه المسافرون من البويرة الى العاصمة الذي لا يتجاوز 80 كلمترا بـ07 ساعات كاملة، وقد وصف أحد المسافرين تعطل حركة المرور في هذه الأيام بمضايق الأخضرية بالجحيم الذي لا يطاق، وبالرغم من محاولات مديرية الأشغال التخفيف عن المسافرين بفتح شق واحد من ذات الطريق وهذا بداية من صباح الأمس، إلا أن الازدحام وتعطل حركة المرور لازال السمة التى تطبع هذا المسلك، هذا وقد ندد آخرون بهذا الوضع، وطلبوا من الوزير غول التدخل للإسراع بفتح شق الطريق السيار خط بوزقزة لوضع حد للمعاناة القائمة حتى قبل حادث تساقط الحجارة.