-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لخضر بن تركي يخرج عن صمته

تعرضت لمؤامرة وميهوبي حرَّض ضدي

زهية منصر
  • 2473
  • 0
تعرضت لمؤامرة وميهوبي حرَّض ضدي

العهدة الخامسة وعبد العزيز بلعيد سببا إبعادي من الديوان

رفضت رهن إمكانيات المؤسسة وبدوي لم ينصفني

خرج المدير السابق للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي عن صمته، وعاد خلال لقاء جمعه بالشروق إلى حيثيات تنحيته من على رأس الديوان، حيث كشف لخضر بن تركي أنه تعرض لـ “مؤامرة رخيصة” لإخراجه من الباب الضيق رغم ما قدمه طيلة أربعين سنة قضاها في قطاع الثقافة منذ خروجه من مركز أبناء الشهداء وعشرين سنة قضاها كمدير مسرح للديوان الوطني للثقافة والإعلام.

ماهي خلفيات إزاحتك من على رأس ديوان الثقافة والإعلام؟

لا يمكنني الحديث عن الخلفيات والأسباب الحقيقية لأني لا أعلمها لكن الشيء الذي أثر في أنه وبرغم كل ما قدمته طيلة مشواري يتم إخراجي بمؤامرة رخيصة ودنيئة لأني دافعت عن المؤسسات الثقافية ورفضت تحطيمها. فتلفق لي الاتهامات وأصور كأنني خائن.

في عائلتي عشرات الشهداء والأفراد الذين قتلتهم فرنسا وطنيتي وإيماني بميراث عائلتي هو الذي دفع بي للخروج بمؤامرة رخيصة وبدعوة أنني كنت ضد العهدة الخامسة، وفي الحقيقة أنا كنت أدافع عن المؤسسات الثقافية وأحاول أن أبقيها واقفة وكانت النتيجة أنهم ركبوا لي سيناريو وأظهروني كأنني مجرم.

أنا إطار قضيت كل عمري في القطاع وساهمت رفقة الرئيس عبد المجيد تبون عندما كان وزيرا للثقافة في إعادة فتح المسارح بعد الإرهاب حيث كلفني بإعادة فتح المسارح في العاصمة ووهران وعنابة طيلة شهر مع إعداد برنامج في تلك الفترة، فكيف لمن ساهم في إعادة بناء مؤسسات الثقافة أن يتهم ويهان.

قبل قرار التنحية هذا كانت هناك خلافات بينك وبين الوزير الأسبق ميهوبي وقد أنهيت مهامك من قبل وتم التراجع عنها؟

ليست لي خلافات شخصية مع ميهوبي، ممكن أننا لم نكن نتفق في الرؤية لكني قلت له في أكثر من مرة إننا في مركب واحد هو خدمة مؤسسات الثقافة. في 2018 قمنا بنشاط في بسكرة يتعلق بالمولد النبوي الشريف شاركت فيه 48 ولاية وكان الهدف منه إعادة المسجد إلى رسالته الاجتماعية إضافة إلى وظيفته الدينية حيث قرأت البردة هناك وعرف الحدث نجاحا كبيرا وشارك فيه المواطنون لكنني فوجئت بعدها بالوزير يطلب مني الحضور إلى مقر الوزارة وسلمني قائمة فيها خمسة عمال من الديوان وطلب مني طردهم، رفضت وقد كانت أعلى رتبة في القائمة مسؤول أمن بالمؤسسة وعاملة نظافة وقلت لميهوبي أعطيني قرارا مكتوبا ومبررا أواجه به العمال لأني لن أطرد أي أحد تعسفا. ونتيجة لهذا الرفض قام هو بتوقيع قرار إنهاء مهامي لكنه رفض من طرف رئاسة الحكومة في تلك الفترة لأنه غير مبرر وفيه تجاوزات إدارية ومنذ تلك الفترة لم أتحدث مع الوزير لأزيد من سنة، لكننا استمررنا في العمل والنشاط لأننا نشتغل لصالح المؤسسة وليس لصالح الأفراد وكانت قناعتنا أننا في خدمة الثقافة والمؤسسات وليس الوزراء.

إذن ما هو السبب المباشر لإزاحتك.. هل طلب منك الوزير شيئا ولم تنفذه؟

الأسباب الحقيقية يعلمها الله وميهوبي وحده لكني كنت ضحية مؤامرة رخيصة وطبخة قذرة. ميهوبي كان يعلم جيدا أن كل ما يضر بالمؤسسة مستحيل أن أسايره لذا هو يعرف ما يطلبه وما لا يطلبه، كان يعرف أنني سأرفضه فقد حاول ولم يفلح، كان ميهوبي مثلا ينتقد استقدام الفنانين العرب بكثرة لأن هناك في الشارع من انتقد هذا التوجه لكنه كان في نفس الوقت يجلس مع كل فنان يأتي إلى الجزائر ويعرض عليهم نصوصه، حدث هذا مع صابر الرباعي وماجدة الرومي وغيرهما.

وكيف جاءك قرار التنحية في المرة الثانية بعد فشل المحاولة الأولى؟

“ما عنديش” فكرة على الخلفيات لكن ميهوبي قال لي بالحرف الواحد الرئيس سيعلن الترشح للعهدة الخامسة ويحتاج المؤسسة و”راهم نحاوك”، قلت له امنحني 24 ساعة أصفي أموري لكنه رفض وقال لي الآن وكأنني خائن. لو ارتكبت أي خطأ كان يجب أن أمر على لجنة التأديب ولو سرقت كان يجب أن أحاسب، أما أن تتم إهانتي بهذه الطريقة بعد 24 سنة خدمة فهي مؤامرة رخيصة وحقيرة.

بعد كل هذه المدة على رأس أكبر مؤسسة ثقافية ومشوار طويل هل ندمت على شيء؟

أبدا أنا، خدمت بلدي وليس الوزير ولو تطلب الأمر أن أحمل وزن زيادة من أجل بلدي سأفعل من دون تردد لكن ما يحز في النفس أن المسؤول سعى لتحطيم مؤسسة كانت واجهة لمقاومة الدمار في فترة الإرهاب كانت المؤسسة بإدارتها وطاقمها وفنانيها واجهة للمقاومة وإبقاء الفعل الثقافي حيا. كسرنا الحصار المضروب على الجزائر في سنوات 1995 و1998 واعدنا بعث المهرجانات. عندما استلمت المؤسسة كانت جمعية وكان فيها 26 عاملا و500 مليون وتركتها وهي مؤسسة فيها 550 عامل وقرابة 100 مليار سنتيم. عملنا على تحويل الديوان من جمعية إلى مؤسسة ثقافية قائمة بذاتها ووضعنا إمكانيات الجمعية في خدمة المؤسسة.

عندما جاءك قرار التنحية هل وجهت لك اتهامات معينة غير العهدة الخامسة؟

قام ميهوبي بالتحريض ضدي ومن حرضهم هم اليوم في السجون. اتُهمت بكوني أقدم تسهيلات لأحزاب تأتي لاستغلال القاعة في أنشطتها بينما أغلق على أحزاب أخرى كنت متهما بتسخير الإمكانيات لحزب المستقبل ورئيسه عبد العزيز بلعيد بدعوة أنه صديقي. صحيح لا أنكر صداقتي لعبد العزيز بلعيد لكني لست مناضلا في حزبه. والحزب الوحيد الذي كان يدفع ما عليه للديوان هو حزب المستقبل وأنا بحكم كوني مسيرا كنت مجبرا على الكتابة ومراسلة جميع الأحزاب التي لديها ديون لدى الديوان لكن ميهوبي قام بتحريض مقربين منه ولفقت لي تهمة تفضيل حزب على آخر ووقوفي ضد العهدة الخامسة.

وهل حاولت رفع المشكل بينك وبين وزير الثقافة إلى مسؤولين أعلى؟

نعم، استنجدت بالوزير الأول آنذاك نور الدين بدوي وقلت له إنني تعرضت للظلم لكنه لم ينصفني. المشكلة لم تكن في تنحيتي فذهاب أي مسؤول من المنصب حتمي حتى في ملكك ويأتيك يوم تغادره لكن أن تتم تنحيتي بتلك الطريقة بعد ربع قرن خدمة في القطاع فهذا ظلم

بعد تنحيتك هل ندمت مثلا على شيء ما أو موقف أو ثقة مثلا وضعتها في شخص ما؟

من بين عيوبنا في الجزائر النكران والجحود فأنت مثل أنبوب الماء يوم تجف الحنفية تتوقف مهمتك.

في بلادنا لا نقدر الإنسان نرمي الناس مثل “الشيفون” عندما تنهي مهامهم. الإطارات التي تنتهي مهمتها لا تستغل مثلا في الاستشارة في العمل الجمعوي في تأطير الكوادر الشابة وغيرها مثلما يحدث عند غيرنا. عندنا العكس يتوقفون حتى عن استقبالك ويتوقف مرتبك وممكن تهان.

هل يعني هذا أن راتبك توقف؟

في أوقات نعم، تم توقيف راتبي.

طيلة 24 سنة على رأس أكبر مؤسسة ثقافية في البلاد عاصرت عدة وزراء.. هل كنت مقتنعا بكل ما قدمته معهم؟

أكذب إذا قلت لك إنني مقتنع مثلا بطريقة إدارة المهرجانات في شكل محافظات، كنت معارض لها ولم أكن متفقا مع خليدة تومي في هذا الجانب كنت مع فكرة خلق هيئة خاصة بالمهرجانات لأنها تسمح بالرقابة على طريقة أداء الفريق وتسمع بالمتابعة المالية والفنية وتسمح أيضا بإنشاء مكتبة للأرشيف الوطني الثقافي وإيجاد أرضية تجمع المبدعين كان كل همي وأملي من خلال هذه المهرجانات كيف نسوق ونوصل صوت الجزائر إلى أزيد من 500 قناة عربية لكني فشلت.

ولماذا فشلت؟

لأني وجدت نفسي وحدي، نحن لا نملك تصور ومنظومة عامة للثقافة تمكن من يأتي أن يجد طريقا وخط سير مرسوم وعليه أن يسير وفقه ويبني عليه، مثل هذا التصور غير موجود، مثلا أنا كنت في الديوان ألقب بالبعثي لأني كنت أتعامل مع المحيط العربي وكان كل همي أن أضمن مكانا للجزائر في السماء العربية والتسويق لها عبر هذه المهرجانات. المشكلة هنا ليست مشكلة جمهور بقدر ما هي غياب نظرة وإستراتيجية. أذكر مثلا في السبعينيات كانت قاعة الموقار تحتضن مهرجان الفنون الشعبية فيما كانت فيروز تغني في نفس الوقت بالمسرح الوطني بحضور الرئيس بومدين ولم يكن ذلك عائقا أبدا. يومها كان للجزائر قامات مثل العنقى ومصطفى كاتب وكاتب ياسين ومصطفى اسكندراني وبشطارزي وغيرهم.

قبل تنحيتك تم تجريد الديوان من تنظيم عدد من التظاهرات. ما خلفيات هذه القرارات؟

أعود وأقول لك لا أعلم الخلفيات لكن لا أفهم كيف يقوم مسؤول بتحطيم مؤسسة ثقافية تابعة لقطاعه لمجرد أنه لا يتفق مع مديرها. جرد ميهوبي الديوان من تنظيم مهرجاني جميلة وتيمقاد، ماذا حدث لهما بعدها ماتت هذه المهرجانات، كما جرد الديوان من التكفل ببرامج السينما الدورية ومنحها لوكالة الإشعاع الثقافي، كما قام الوزير بتوقيف البرنامج الذي سطره الديوان “صيف الجزائر” ومنحه لديوان حقوق التأليف غير المؤهل لتنظيم مثل هذه التظاهرات، وقد ذهب المشروع لجهات أخرى بينما إمكانيات الديوان بقيت مركونة والديوان في الأصل مؤسسة ثقافية وجدت لهذا الغرض.

إذا أرنا اليوم أن تخرج هذه البلاد من “غمتها” علينا التوقف عن هذه الممارسات علينا الاهتمام بالثقافة وتعميمها في الجامعة والمتوسط والابتدائي ونأخذها بنفس الجدية التي نأخذ بها الخبز، لأن ساعتها كل واحد يجد مكانه، الشاب والطفل والشيخ والمرأة والرجل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!