-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تعميم البريكولاج!

جمال لعلامي
  • 628
  • 1
تعميم البريكولاج!
أرشيف

عندما تتعرّض برأي نقابات وخبراء وحتى أساتذة، البكالوريا وما أدراك ما البكالوريا، لـ”البريكولاج”، فمن الطبيعي أن يعمّ الخوف والهلع والفزع والرعب، فعندما تفقد هذه الشهادة قيمتها وسمعتها وهيبتها، لا يُمكننا أن ننتظر الخير في شتى القطاعات والمجالات، اللهمّ إلاّ إذا أكرمنا خالق السموات والأرض بمعجزة ونحن على مشارف 2019!
البريكولاج هو أيضا نوع من أنواع التزييف والتحريف والتزوير والتلاعب، وعندما تتعرض المدرسة وبعدها الجامعة إلى كلّ هذا التجاوز الخطير، فلا غرابة لو حدثت كل المنكرات والمشاكل والمصائب، في عالم الشغل، في الاقتصاد، في الإعلام، في السياسة، في الأحزاب، في التسيير، في المسجد، في الأسرة، في البيت وفي المجتمع برمّته!
البريكولاج هو الذي أدّى ويؤدي إلى “الصابوطاج”، وهو ما تسبب رغم تغيّر المكان والزمان في تتفيه شهادات وكفاءات، وحوّل الطبيب والمهندس والإطار والأستاذ والمحامي والصحفي والقاضي والإداري، وغيرهم من المهنيين، إلى موظفين من الدرجة الثانية، ففي كثير من الأحيان، “يتفوّق” عليهم التاجر والبزناسي والسمسار والحلاق و”المهرّب”، وغيرهم، طبعا في جمع المال وبناء وضعه الاجتماعي !
البريكولاج ضرب أعناق الجميع، وقتل الأخلاق والقيّم، وهذا هو أخطر ما في الموضوع، فعندما “يهزم” الفاشل الناجح، والتافه المحترم، ويتجاوز السفيه النبيه، ويسرق “البراكاسي” وظيفة حامل الشهادة والمتخرّج من الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، من الطبيعي أن يكون البريكولاج قد فعل فعلته في شرائح واسعة ستنقل بعدها عدوى اليأس والإحباط !
ما يحدث للمدرسة والجامعة، منذ سنوات، هو الذي أنتج مجتمعا آخر، مشتتا بين تلاميذ وطلبة لا يعرفون أيّ مصير “مهني” ينتظرهم، وأفضى بالمقابل إلى رعاية أساتذة يقولون ما لا يفعلون، من باب الاضطرار وليس الاختيار، ليجنح الفريقان إلى التكسار، الذي تحوّل للأسف إلى مرض “يُدقدق” أطياف المجتمع ويضرب أعناق العائلة الجزائرية التي لم تعد متماسكة وموحّدة!
بريكولاج المدرسة والجامعة، هو الذي نشر البيركولاج في الإدارات والمؤسسات والمساجد ووسائل الإعلام والمستشفيات والبنى التحتية، وفرض أيضا البريكولاج على العائلات والبيوت التي لم يعد لها أسرار، ونزع غطاء الستر والحياء حتى على “غرف النوم” التي فقدت وقارها وسريتها!
العلاقات الزوجية أضحت هي الأخرى رهينة بريكولاج الرجال والنساء، فتحوّلت من العلاقات الثنائية المقدّسة، إلى علاقات متعدّية وعدائية في الكثير من الأوضاع والوضعيات، وأخطر ما في الحكاية، أن البريكولاج تعرّض إلى البريكولاج، بما أفقد العملية حدّها الأدنى من الخدمة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الطيب

    منحنانا البياني في انحدار مستمر يا أخ جمال ...و لا نخبة له !