تفحم حارسي حظيرة داخل هيكل مركبة بوهران

فاجعة أليمة تلك التي عاشها سكان المجمع السكني “حياة ريجنسي” بوهران، صبيحة الجمعة الماضية، بعد اكتشاف حريق داخل هيكل سيارة، وبعد وصول سيارات المطافئ، تبين أن المركبة، كان بداخلها شابان في العقد الثاني من عمرهما، تفحما بشكل كلي.
التحقيقات الأولية، بينت أن الأمر يتعلق بحارسي حظيرة لركن السيارات، متواجدة أسفل العمارات، كانا قد لجآ إلى تلك السيارة المهملة، بحثا عن الدفء، فأشعلا النار داخل دلو حديدي للطلاء، طيلة الليل، فكانت النتيجة صادمة، اختناق، متبوع بحريق داخل المركبة، ولَّد حالة من الحزن والهلع في نفوس السكان.
وحسب المعلومات المستقاة من عين المكان، فإن الأمر يتعلق بشابين يقطنان بالحي الفوضوي المقابل لعمارات ريجنسي من صيغة السكن التساهمي الترقوي “أل بي بي”، كانا يشتغلان على حراسة سيارات السكان، التي يتم ركنها داخل الحظيرة، وبسبب التقلبات الجوية الصعبة، والانخفاض المحسوس في درجات الحرارة، فكرا في اللجوء إلى هيكل السيارة المهمل، لاتقاء البرودة الشديدة، واستعانا بدلو خاص بمادة الطلاء من أجل ملئه بالحطب واستعماله كموقد، غير مبالين بما قد ينجر عن هذا التصرف الخطير، خاصة وأنهما سدّا كل منافذ التهوية بالشوائب والألواح، وظلا يستنشقان غاز ثاني أكسيد الكربون السام، ليفقدا وعيهما على حين غرة، ويسقط أحدهما على الدلو الملتهب، وفق فرضيات متداولة، فكانت المأساة التي لم يتفطن لها الجيران إلا مع أولى ساعات الصباح الباكر، حين اندلعت النيران في المركبة.
من جهتها، مصالح الحماية المدنية على لسان المكلف بالإعلام السيد “بلالة عبد القادر”، صرح أن مصالحه تلقت في حدود الثامنة والنصف صباحا نداء نجدة، بخصوص الحريق الذي شب في هيكل سيارة قديمة، لكن عندما حضرت فرقة التدخل، تبين أن بداخلها جثتين متفحمتين، ففهم الجميع ما حدث، وقد تم نقلهما إلى مصلحة الحفظ بمستشفى أول نوفمبر بإيسطو، على أن تواصل مصالح الأمن تحقيقاتها بخصوص حيثيات هذا الحادث الأليم الذي ترك حزنا كبيرا في نفوس عائلة الضحيتين وجيرانهما.