-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تقدّم باهر.. يا بلعابد!

تقدّم باهر.. يا بلعابد!

تصريحات غريبة أطلقها وزير التّربية الوطنية الثلاثاء على هامش تكريم المتفوّقين الأوائل في شهادة البكالوريا، حين أشاد بما وصفه “التّقدم الباهر” الذي سجّلته نتائج شهادة البكالوريا، لاسيما في الظّرف الذي أحدثته جائحة كورونا، وزاد الوزير على ذلك، بأن نسبة النّجاح المسجّلة هذا العام لم تسجّل حتى في الأوقات العادية.

لا ندري هل نضحك أم نبكي أمام هذا التصريحات، وأمام المآل الذي آلت إليه المدرسة الجزائرية في ظل إجماع المختصين على تراجع المستوى، وهو وضع تؤكّده التّصنيفات الدّولية التي تضع الجزائر ضمن المراتب الأخيرة في جودة التّعليم.

الوزير اتخذ قرارا مثيرا للجدل، باعتماد الإنقاذ في شهادة البكالوريا، ما رفع نسبة النّجاح إلى 61.17 بالمائة، ثم اعتبر هذه النتيجة إنجازا تاريخيا وأشاد به. وليته أخبرنا بنسبة النّجاح الحقيقية، أي نسبة الذين حصلوا على البكالوريا بمعدل يساوي أو يفوق 10، حينها يمكن اعتبار النسبة إنجازا.

يجب أن نعترف أنّ المرونة المبالغ فيها في التّعامل مع شهادة البكالوريا، تدفع بالآلاف من النّاجحين في البكالوريا من ذوي المستوى المتواضع إلى الجامعة ليزيدوها بؤسا على بؤسها، وسيجد هؤلاء تدابير أكثر مرونة تمكّنهم من الانتقال بسلاسة من مستوى إلى آخر، والحصول على شهادات اللّيسانس والماستر وحتى الدّكتوراه دون أن يخضعوا لتقييم صارم.

على الوزير أن يقلق من الوضع الذي آلت إليه المدرسة، وأن يفكّر في حلول عاجلة للتردّي المتواصل، وأن يُدرك أنّ النّجاح الحقيقي هو النّهوض بمستوى التّلاميذ والأساتذة، وليس تمكين مئات الآلاف من الحصول على البكالوريا، وعليه أن يتحرك لإنهاء بعض الممارسات التي لا علاقة لها بالعلم، مثل منح العلامة الكاملة لكلّ المترشحين في مادة الرياضة البدنية، أو تضخيم العلامات الممنوحة في باقي المواد، وعلى سبيل المثال، ما حدث في شعبة الرياضيات التي حققت فيها بعض الثّانويات نسبة نجاح تُقارب 100 بالمائة، وبمعدّلات تفوق 18 من 20!!

هذه السلوكيات تحدث كذلك في الجامعات التي تتنافس على منح علامات مضخّمة لطلبة الماستر لدرجة أنّ الذي يحصل على علامة أقل من 16 يحتج لدى الإدارة، بل إنّ إحدى الجامعات منحت العلامة الكاملة “20 من 20” في مذكرة ماستر، وهو أمر غريب جدا، خاصّة في العلوم الإنسانية.

عندما يتمّ وقف ظاهرة تضخيم العلامات، وعلاج الاختلالات في البرامج المدرسية، وعلى مستوى العنصر البشري باعتماد برامج تكوينية للأساتذة الجدد… بعدها يمكن الحديث عن النّتائج الباهرة. أما بكالوريا هذا العام فهي “بكالوريا أزمة” بسبب الوضع الصحي في البلاد، ولا يمكن بحال اعتبار أسلوب الإنقاذ إنجازا تتم الإشادة به.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • محمد مشيد

    النسبة الحقيقية 60 بالمئة +1 بالمئة من معدلات 9.50 فما فوق وبصفتي مستشار تربية في ثانوية فان الناجحين بمعدل اقل من 10 هم 4 في الاداب والفلسفة من30 و2 من التسيير واقتصاد من32 ناجح و01 من التقني رياضي من 26 ناجح اما العلوم التجريبية فعددهم ايضا قليل لكن ليس لي عددهم المضبوط حقيقة كان عام استثنائي ولا استقرار فالمواقيت

  • بوزيد

    انها سياسه التبلعيط والضحك على الذقون ونفخ الذات _^%لصناعة مجد حاضر مزيف انا ومن بعدي الطوفان% المؤدية الى الانهيار لان مدخلات التعليم في الجزائر كما سردها الكاتب واخرى لم يسردها مثل ضعف مستوي اللغة والمنهاج في التعليم الابتدائي هي مخرجات كارثية لا يقدزونها الا اصحاب القلوب الواعية لحجم الكارثة لان انهيار منظومة العلم معناه الخراب وعليه فالامر يحتاج الى ثورة راديكالية تبني على العقل والعلم والاخلاق.

  • Beldjilali

    pourquoi n'a t'on pas fait appe l a l'ancien ministre Benmohamed ????

  • هبيتة

    نحن على أبواب توظيف الأساتذة الجامعيين، 1400 منصب حسب الإعلان الوزاري. في كل مرة يوظف الأردياء و يقصى الأكفاء، و ذلك وفق قانون شفوي تفقه فيه الأساتذة الفاشلون بالجامعات و بالتضامن مع الإدارة المركزية و فروعها، السبب يعود إلى حماية أنفسهم من الفضائح و لكي لا يكتشف أمرهم من الداخل، فلذا يغلقون الأبواب في وجه الأكفاء و يفرشون البساط الأحمر ترحيبا بالأردياء...قضية للمتابعة...

  • بن بولعيد

    بلعابد يعني بن غبريط يا سادة الفساد لا زال مستمرا ومتواصلا والمرض لم ينتهي بعد والعصابة تجدد جلدها لك الله يا جزائر لك الله يا جزائر

  • ابونواس

    ..تقدم باهر ومبهور واستبهاري ان شئنا.......لأول مرة تحدث في الكرة الأرضية (نجاح)الراسبين في شهادة البكالوريا...ناجح بمعدل..09...أليس هذا انبهار وباهر وقد يكون(بهارات)حارقة..

  • شاهد ع العصر

    الوزير كغالبية المسؤولين على القطاع على المستوى المحلي والمركزي ... يمارسون الشعبوية ويحاولون ارضاء الجميع طلابا وأولياء والهدف النهائي شراء السلم الاجتماعي على حساب مستقبل الأجيال تماما كما كان الأمر عليه منذ على الأقل 3 عقود تدهوت من خلالها منظومتنا التربوية تدريجيا حتى بلغت الحظيظ .

  • خالد

    بـ 9.5 و صلنا إلى 61٪ ( معناه بشق الأنفس) ..... يعني 39 ٪ تحت 9.5 أي الألاف من التلاميذ فشلوا في تحقيق النجاح بعد 13 سنة من الدراسة في الحالة العادية !! أي نجاح هذا !؟ و الذين استطاعوا الوصول إلى الجامعة كيف هو مستواهم الحقيقي !؟ هذه القراءة لوحدها تحتم و تجبر على إعادة النظر جذريا فى المنظومة التربوية..

  • بن بولعيد

    الكل يعمل بجد ونشاط لتدمير المنظومة التربوية والقضاء علي التعليم بالجزائر ونشر الجهل والغباء والفساد والتوحش ببلادنا . هذا الوزير الجديد للتربية خير خلف لخير سسلف اقصد انه استمرارية لنهج بن غبريط علما ان هذا الوزير كان من طواقمها بالوزارة السابقة وامينها العام احذروا يا جزائريين فابنائكم في خطر لا زال المفسدون والفاسدون موجودون

  • انور جلال

    على حسب راي الوزير فان المانيا دولة فاشلة لان نسبة النجاح بها لا تتعدى 18 بالمئة السابقة الوحيدة لباكالوريا 2021 هي 9.50

  • رياض

    لك الله يا جزائر،لا حول و لا قوة إلا بالله

  • جلال

    نركز علي الجانب العلمي ونقل التكنولوجيا ولكن الملاحظ في الميدان عدم توفر الوسائل والإمكانات المؤدية إلي ذلك من المراجع اللازمة والنشريات والدوريات العلمية المتخصصة وخلق مناخ علمي وتحفيز الشباب علي البحث والدراسة والتنقيب ووجود مخابر وتجهيزها فقط نريد تقنية دون توفير الشروط الموضوعية والمادية لذلك .إن النهوض بمستوي الأمة يتطلب وضع خطة علمية مدروسة وفق منهج بيداغوجي وفلسفي متدرج يراعي الظروف الموضوعية والسيكولوجية واللغوية والمقومات الحضارية والعقادية والسلوكية للأفراد .

  • حمدان

    تسليم الوزاره لبلعابد تعني عوده بن غبريط لانه كان يدها اليمنى و بالتالي فالدور التخريبي للاجيال سيبقى مستمرا من قبل اولاد الحركي

  • عبدالكريم

    لا فضّ فوك يا أستاذ رشيد. فعلا تصريح الوزير أثار استغراب الجميع، أفيعقل أن تُعتبر نتائج البكالوريا هذه السنة إنجازا باهرا في ظل اعتماد نظام الإنقاذ.....