تلميذ في المتوسط يقتل زميله بطعنة خنجر في سطيف

شهدت بلدية تاشودة بولاية سطيف، الخميس، جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها تلميذ في الطور المتوسط، تلقى طعنة قاتلة من زميله إثر شجار عنيف. الضحية يدعى ناصري إياد يبلغ من العمر 14 سنة، يدرس في السنة الرابعة بمتوسطة بشير ساعد بمركز بلدية تاشودة.
وقد وقعت أحداث الجريمة بمحيط هذه المتوسطة، حيث شهدت شجارا بين التلميذ المتهم وبعض زملائه، وهو الشجار الذي تدخل فيه الضحية، إلا تلقى طعنات خنجر، نقل على إثرها إلى العيادة الطبية الموجودة بالبلدية ثم حُول إلى مستشفى صروب الخثير بالعلمة، وقد حاول الطاقم الطبي إنقاذ حياته إلا أن المحاولة باءت بالفشل ولفظ التلميذ إياد أنفاسه الأخيرة.
وحسب المعلومات الأولية فإن المتهم يبلغ من العمر 16 سنة، كان يدرس بنفس المتوسطة وقد أعاد السنة أكثر من مرة، وتم طرده من المؤسسة منذ عدة أيام بعد أن مثل أمام المجلس التأديبي لسلوكه غير السويّ، واعتداءاته المتكررة على التلاميذ وعدم اهتمامه بالدراسة.

ورغم فصله عن الدراسة إلا أنه ظل يتردد على المتوسطة، وفي كل مرة يهدد زملاءه ويعتدي عليهم إلى أن دخل في هذا الشجار العنيف الذي انتهى بجريمة قتل ذهب ضحيتها التلميذ إياد، الذي فارق الحياة بطريقة مأساوية.

وقد تمكن رجال الدرك لبلدية تاشودة من إلقاء القبض على المتهم، وإحالته على التحقيق. وشهدت المنطقة حالة من الهلع فور انتشار خبر هذه الجريمة التي لم تعهدها بلدية تاشودة، والتي زرناها بعد وقوع الحادثة الأليمة، فكانت الجريمة حديث العام والخاص ويقول أحد القاطنين بتاشودة أن هذه الجريمة جاءت نتيجة عدم اهتمام الأولياء بأبنائهم، وعدم متابعة ما يقومون به داخل المدرسة والشارع الذي أصبح يشهد اعتداءات وشجارات متكررة.
وعند زيارتنا للحي الذي يقطن فيه التلميذ الضحية، كانت ملامح التأثر بادية على سكان الحي الذين تجمعوا بالقرب من بيت الضحية، أين تم نصب مجلس للعزاء وكان التأثر باديا خاصة على والد إياد الذي عجز عن الكلام، واكتفى بالقول بأنه لا يعلم أي شيء عن تفاصيل هذه الجريمة، وكل ما يعلمه أن ابنه ذهب في الصباح للدراسة ولم يعد إلى البيت، ويؤكد أن ابنه يتميز بحسن السيرة والسلوك ولم يسبق له أن تورط في أي مشاكل، ولم يهضم لحد الساعة هذه النهاية المأساوية لابنه الأصغر.
الجيران بدوا كذلك متأثرين بالحادثة، ولم يتوقعوا أن تحدث جريمة بهذا الشكل في بلدية تاشودة المعروفة بأمنها وببساطة أهلها.
هذا، وقال النذير والد التلميذ المغدور “إياد”، في تصريح للشروق، بأن الجاني تم تشطيبه من مقاعد الدراسة قبل 10 أيام بسبب سلوكه السيئ، خاصة، وبقي يهدد التلاميذ بالخنجر، الذي يحمله يوميا في المحفظة، لكن، لا أحد من المسؤولين على المتوسطة تدخل لإيقافه عند حده، ليتفاجأ الجميع بإقدام الجاني بطعن الضحية إياد، بواسطة سلاح أبيض متمثل في خنجر، خارج أسوار متوسطة بشير سعد ليتيم ببلدية تاشودة، وبعد ذلك تدخل بعض المواطنون لتحويله على جناح السرعة الى مدينة العلمة بمستشفى صرو بالخثير ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المؤسسة تعاني من اكتظاظ شديد أين وصل عدد المتمدرسين فيها إلى رقم 826 تلميذا وهي المتوسطة الوحيدة على مستوى البلدية والتي تحيط بها العديد من الآفات الاجتماعية المعروفة عند فئة المراهقين وأهمها المهلوسات.