-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تواتر الزيارات والاتصالات بين الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة

تناغم لافت في مواقف الجزائر وواشنطن من القضية الصحراوية

محمد مسلم
  • 5406
  • 0
تناغم لافت في مواقف الجزائر وواشنطن من القضية الصحراوية
أرشيف

حركية غير عادية بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، تجسد رغبة واضحة لدى واشنطن تحت إدارة الرئيس جو بايدن، في إصلاح ما أفسدته تغريدة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في أيامه الأخيرة، التي أدخلت العلاقات بين البلدين حالة من البرودة، بسبب انحيازه المفاجئ للطرح المغربي بخصوص القضية الصحراوية.
التوجه الأمريكي الجديد تجسده الزيارات المتتالية والاتصالات المستمرة بين مسؤولي البلدين منذ أشهر، والتي كانت آخرها تواصل نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي ر. شيرمان الثلاثاء مع وزير الخارجية، أحمد عطاف، تمحورت حول العلاقات الثنائية، وكذا قضية الصحراء الغربية، التي تعتبر معيارا لمدى قوة العلاقات الجزائرية الأمريكية، وذلك استنادا إلى قاعدة مفادها أن الصحراء الغربية تعتبر عمقا استراتيجيا للأمن القومي الجزائري.
وجاء في بيان عممه النائب الأول للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، فيدان باتيل: “تحدثت نائبة وزير الخارجية ويندي ر. شيرمان الثلاثاء مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف لتهنئته بمناسبة تسلّمه منصبه”.
وأكدت نائبة الوزير، وفق البيان، على “أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والجزائر في مواجهة جملة واسعة من التحديات المشتركة”.
وأوضح البيان: “نافش كل من شيرمان ووزير الخارجية أحمد عطاف الجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك دعم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، في دفع حلّ سياسي دائم وكريم للنزاع في الصحراء الغربية”.
ويأتي هذا الاتصال بعد أقل من أسبوع من استقبال الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، لثاني مرة في ظرف شهرين، السفيرة الأمريكية بالبلاد إليزابيث مور أوبين، في لقاء كانت قضية الصحراء الغربية من بين الملفات التي تمت مناقشتها، وفق بيان صادر عن الخارجية الجزائرية، من بين ما جاء فيه أن المباحثات تطرقت إلى “آخر تطورات القضية الصحراوية على الأصعدة الدبلوماسية والقضائية”.
كما تناول اللقاء جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، من أجل “إحياء مسار المفاوضات السياسية بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، بنية حسنة ودون شروط مسبقة وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”، في تأكيد صارم للجانب الأمريكي بأن الجزائر لن تقبل بأي شكل من الأشكال فرض مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به نظام المخزن المغربي في العام 2007.
ولم يحصل هذا التطور في العلاقات بين الجزائر وواشنطن، إلا بعد تأكيد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في مارس الماضي أن الولايات المتحدة لم تغير موقفها بخصوص الصحراء الغربية، مؤكدا دعم بلاده للجهود الأممية من أجل حل القضية، انطلاقا من حل سياسي، وكان اللافت في كل المواقف التي صدرت عن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الحالي، تجاهل تغريدة الرئيس السابق، دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن السيادة المزعومة للمغرب على أراضي الصحراء الغربية المحتلة.
وتزامن اتصال المسؤولة الأمريكية بالوزير الجزائري، مع التصريح الذي أدلى به ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة الثلاثاء 28 مارس خلال إيجاز صحفي، والذي أكد فيه أن المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء الغربية، ستافان ديميستورا، سيلتقي بطرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو، في مشاورات ثنائية غير رسمية هذا الأسبوع، قبل أن تتوسع لتشمل كل من الجزائر وموريتانيا وأعضاء مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، وهم كل من فرنسا وروسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، تحسبا لتقديم إحاطته الإعلامية نصف السنوية إلى مجلس الأمن في شهر أفريل المقبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!