-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تنفسوا الصعداء!

جمال لعلامي
  • 2863
  • 2
تنفسوا الصعداء!
أرشيف

مهما كان قرار مجلس الوزراء اليوم، بشأن العام الدراسي، وامتحانات نهاية السنة، لا داعي للأطراف “المتعوّدة دايما” على الاصطياد في المياه العكرة، وتهويل الأمر وصبّ البنزين على النار، والمهم أن يكون القرار في خدمة التلاميذ وفي صالح المدرسة الجزائرية، علما أن جائحة كورونا أخلطت الأوراق وضربت الأعناق وقطعت الأرزاق!

من المستبعد حسب تخمينات العارفين، والنقابات والأولياء، أن يعود التلاميذ والمعلمون إلى مقاعد الدراسة، وقد اقتربت نهاية العام الدراسي، تزامنا مع استمرار تدابير الحجر الصحي، بسبب “تفشّي” الفيروس وارتفاع نسبة الإصابات، في انتظار أن يرفع العليّ القدير عنا هذا الوباء والبلاء!

من بين القرارات الحكيمة، هو تسريع تعليق الدراسة، قبل وصول عطلة الربيع، خلال شهر مارس الماضي، فقد تجنب التلاميذ والأولياء والأساتذة، “الكارثة”، وتجنبت البلاد من خلالهم الأسوأ، وإلاّ تصوّروا لو استمرّت الدراسة في عزّ انتشار “كوفيد 19″، وسط القلق ومخاوف الناس وحالة الطوارئ التي دخلنا فيها منذ عدّة أسابيع كغيرنا من بلدان العالم؟

الأكيد المؤكد، أن مجلس الوزراء لن يخرج إلاّ بقرار يٌفرح التلاميذ والأولياء والأساتذة معا، ويُنقذ السنة الدراسية من الضياع، وقد أكد رئيس الجمهورية مؤخرا، أنه لا وجود لسنة بيضاء، فيما شدّد وزير التربية في لقاءاته مع النقابات والأولياء، على أن أيّ قرار سيتم اتخاذه، لن يكون إلاّ بما يرضي المتمدرسين وأوليائهم وينصف المنظومة التربوية!

قد يتم إلغاء “السانكيام” و”البيام” وتأجيل البكالوريا، واعتماد نظام الإنقاذ في انتقال تلاميذ مختلف الأطوار، وهي مقترحات لاحت إلى الأفق منذ فترة، وتمّ التصريح بها من قبل أكثر من طرف، ومع ذلك، فإن لا أحد بوسعه إنكار أو إخفاء قلق وارتباك ملايين التلاميذ رفقة أوليائهم، في هذا العام الدراسي الأطول منذ عشرات السنين، بسبب طارئ كورونا الذي “سجن” الناس في بيوتهم، وأغلق المدارس مثلما أغلق المساجد ومختلف الأنشطة الحيوية!

نعم، “قدّر الله ما شاء فعل”، و”إنا لا نسألك ردّ القضاء وإنما نسألك اللطف فيه”، و”اللهم حوالينا ولا علينا”.. هذا ما يُمكن للمؤمن الصبور أن يجابه به هذه المحنة، وهذا الابتلاء، بدل الغرق في فنجان “لو كان”، وقد قالوا قديما: “لو كان ما يولّي دكّان”(..)، والحاصل، أن الوباء غيّر حياة العالم، بما اضطرّ الدوّل جميعها إلى تبني إجراءات قلبت الأمور رأسا على عقب، وما كان لأحد أن استشرفها أو تنبّأ بحدوثها، فعلم الغيب عند الله!

على التلاميذ والأساتذة والأولياء، أن يتنفّسوا الصعداء، فالقادم سيكون أفضل إن شاء الله، و”ربّ ضارة نافعة”، ليتمّ تعويض ما فات من “خسائر” مستقبلا، بعد ما تعلمنا من هذا الامتحان ما لم نتعلمه في أيام اليسر والرخاء والاتكال والروتين واليوميات الطبيعية التي نتوق لعودتها في أقرب الآجال بقدرة خالق السموات والأرض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • المتأمل من بجاية

    مشكور
    المقال بالمقاس .

  • هشام سلامة

    مثل قرار العطلة المدفوعة الأجر في الشركات الوطنية ههههههههههه
    اجر قاعدي فقط اين متابعة الدولة للقرارت ؟؟؟؟؟؟؟؟