“تيك توك” يهدد عرش “فايسبوك” ويستقطب 17 مليون جزائري !

تتصدّر وصفات الطبخ وقنواته بملايين المشاهدات، يليها الترفيه عن النفس وثم الأبحاث العلمية والمعرفية. بينما عرف ولوج الجزائرييّن لمنصّة ” تيك توك” ارتفاعا ملحوظا مُقارنة بسنوات ماضية، في ظل تحسن تدفق الإنترنت.. هذا ما كشفه أحدث تقرير عن استعمال الإنترنت في الجزائر خلال العام 2023.
كشف التقرير الرقمي للجزائر للعام 2024 الصادر عن موقع Datareportal، أن أهمّ ما تصفّحه الجزائريّون عبر متصفح البحث الرقمي “غوغل” و”يوتيوب” خلال العام 2023 يخص مجالات الطبخ والترفيه والترجمة.
وبحسب التقرير، يبقى Google سيد محركات البحث بنسبة 98.0 بالمئة كما كانت كلمة Traduction أكثر كلمة بحث عنها الجزائريون في سنة 2023. وأكثر كلمة بحث عنها الجزائريون في youtube كانت “أغنية” بعدها كلمة “أغان”.
وفسّر المختص في تكنولوجيات المعلومات والمهتم بريادة الأعمال يزيد أغدال، هذا التقرير، بأنّ المواضيع التي يبحث عنها الجزائريون أو اهتماماتهم عبر منصّتي “غوغل” و”يوتيوب” لم تتغيّر كثيرا خلال السنوات الأخيرة.

الرّسوم المتحركة في الصدارة لامتلاك الأطفال هواتف ذكية
وقال أكدال لـ “الشروق”، بأن موضوع الترجمة عبر منصة “غوغل” تشكل أيضا اهتمامات الجزائريين في أمر لافت، وهي تخص مختلف الفئات خاصة الطلبة والباحثين والمهتمين بالمجالات المعرفية، والذين يحتاجونها لدواع علمية أو معرفية أو لإنجاز بحوث. أما الاتجاه الترفيهي عير تصفح “يوتيوب”، بحسبه، فهو أمر متوقع أن يكون من ضمن المواضيع ذات الاهتمام الواسع من قبل شريحة كبيرة من متصفحي الإنترنت، “في ظل امتلاك معظم الأطفال والمراهقين والشباب هواتف ذكية، أو أجهزة حاسوب منزلية، وحتى تلفزات ذكية، ومعظم تصفحهم يتركز على وسائل الترفيه، فالرسوم المتحركة مرتبطة بالمتصفحين الأطفال” على حدّ قوله.
ويقول مُحدّثنا، بأن استهلاك المحتوى الرقمي مرتبط بالحاجة إليه، وعليه لا يمكننا الحكم بوجود نقص اهتمام بالجوانب العلمية والمعرفية عبر منصتي “غوغل” و”يوتيوب” “لأن الأمر نسبي.. فمثلا توجد شريحة معتبرة من الطلبة يتصفحون المجالات العلمية والمعرفية عبر الإنترنت، وهؤلاء في حد ذاتهم ينقسمون لعدة فئات في مجال البحث العلمي، كل بحسب تخصّصه أو اهتمامه.. ومهما كان عددهم مهماّ، فلن يصمد أمام ما يبحث عنه الملايين من المتصفحين الرقميين الآخرين للفيديوهات.

24.85 مليون جزائري يستخدم ” فيسبوك”
وفي سياق مواز، كشف تقرير” Datareportal ” أن استخدام منصة “تيك توك” في الجزائر يشهد ارتفاعا ملحوظا، بعدما كانت من أكثر المنصّات التي لا ينشط عليها الجزائريون كثيرا، مقارنة بمنصتي “فيسبوك” و”أنستغرام”.
وبحسب الأرقام المتاحة لأول مرة عن هذه المنصة، يستخدم أكثر من 17 مليون جزائري “تيك توك”، أما 24.85 مليون جزائري فيستخدم “فيسبوك” بزيادة تقدر بـ 19.5 بالمائة. وبلغ عدد مستخدمي منصة أنستغرام 11,40 مليون مستخدم، مُسجّلة ارتفاعا عن العام الماضي بعدما كانت 8,6 مليون. ومستخدمي منصة يوتيوب بلغ 22,80 مليونا مقابل 22.70 مليون مستخدم العام الذي قبله، وحوالي 16,40 مليون مستخدم لتطبيق ميسنجر، في حين كانت 13.60 مستخدما عام 2022. ووصل عدد مستخدمي شبكة LinkedIn إلى 3.90 مليون مستخدم.
ويصل عدد مستخدمي سنابشات حسب ذات التقرير 7,88 مليون بزيادة عن العام الذي سبقه حيث كانت 6.95 مليون مستخدم. واستطاع تويتر سابقا أو منصة X تخطي حاجز المليون مستخدم للعام الثاني على التوالي.

زيادة سرعة التدفق بـ 59,4 بالمئة للنقال و12 بالمئة للهاتف الثابت
بينما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت 33.49 مليون مستعمل بمعدل 72.9 بالمائة من عدد السكان، مقابل 30.09 سنة 2022. ووصل متوسط تدفق الانترنت في الجزائر 21,36 ميڨابيت في الثانية للهاتف النقال و12,32 ميقابيت في الثانية للانترنت الثابت، بنسبة زيادة سرعة 59,4 بالمئة للنقال و12 بالمئة للهاتف الثابت، وتربع متصفح غوغل كروم على عرش أدوات التصفح على الانترنت بنسبة 84,6 بالمائة.

المؤثرون الرّقميّون سبب الإقبال على ” تيك توك”
وزيادة عدد مستخدمي “تيك توك” في الجزائر، ربطه مختصون، ببحث كثير من الشباب عن مصدر دخل قار وتحصيل ثروة سريعة، عن طريق نشر مقاطع ترفيه من غناء أو رقص أو ضحك، التي لا تتطلب كفاءات ومهارات غالبا، أو نشر مقاطع في مجالات علمية أو طبية أو اجتماعية، ومع زيادة عدد متتبعيهم ومُعجبيهم يتلقّون دخلا قارّا من “تيك توك”.
كما ساهم المؤثرون الرقميون في الجزائر في الترويج لمنصة “تيك توك” عن طريق إظهار ثرواتهم الّتي اكتسبوها في ظرف زمنيّ قصير.

انتشار استعمال الإنترنت وتحسن التدفق
وفسر يزيد أغدال هذه الأرقام، بأنها تعطي صورة مهمة عن مدى انتشار استعمال الجزائريين لمختلف منصات التواصل الاجتماعي، وأضاف: “أول مرة نحصل على إحصائيات حول استخدام “تيك توك” في الجزائر، التي بلغت 17 مليون مستخدم في ظرف قصير، ما يجعل المنصة في المرتبة الثانية وبإمكانها تجاوز “فيسبوك” قريبا، وارتفاع مُتصفحي منصّة “لنكد” أمر إيجابي، لأنها منصة اجتماعية مهنيّة”.
والإشكالية، بحسب مُحدّثنا، هي في نوعية المحتوى الذي يقدمه مستعملو المنصات الرقمية، “ومعلوم أن المجال الكبير متروك لأصحاب المستوى الضعيف، والذين يؤثرون سلبيا في توجيه اهتمامات الشباب. والمؤسف أن التأثير السلبي ينتشر بشكل أسرع، وهو ما يهدد الأخلاق والذوق العام بالمجتمع في ظل غياب قوانين رادعة”، على حدّ قوله.