-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ثقافة العطل الصيفية

حسان زهار
  • 2155
  • 0
ثقافة العطل الصيفية

لا حديث بعد رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك، إلا عن العطلة الصيفية والبحر، إنه الحديث الطبيعي الذي يفرض نفسه كل عام في هذا الوقت من ارتفاع شهوة الصيف في ممارسة سطوته علينا، فهل لدينا في هذه الحالة ثقافة البحر، ثقافة العطل والراحة والاستجمام، باعتبارها فترة ضرورية للغاية لجسم الإنسان وعقله، بعد سنة كاملة من الكد والعمل، لاسترجاع القوة، وتجديد الطاقة والعودة بنفس جديد إلى العمل والإنتاج؟.

في اعتقادي إنّ هذه الثقافة الرائجة في الغرب، والتي تعد من المقدسات بالنسبة للعائلات الغربية، قليلة نسبيا عندنا في الجزائر، وإن كانت موجودة لدى نسبة لا بأس بها من العائلات الجزائرية، إلا أنها مع ذلك تخضع للمزاجية والمناكفات المالية، بل وتخضع أكثر للفعل الاستعراضي الذي ليس الهدف منه تحقيق المتعة المروّجة والراحة المفقودة، بقدر ما يكون الهدف الأساسي، هو التفاخر وإظهار المستوى الاجتماعي والطبقي، من خلال صور “السيلفي” التي تملأ الفايسبوك، ونحن في شواطئ الجزائر وصحرائها، أو ونحن في تونس أو فرنسا أو تركيا أو دبي أو حتى كندا والولايات المتحدة.

ليست المشكلة طبعا في أن نلتقط الصور التذكارية، لكنها في العقليات التي إمّا لا تلقي بالا لهذه المتعة السنوية، أو تلك التي تحولها إلى “شاو إعلامي”، وبالنهاية هل نكون بالفعل قد استفدنا من فرصة تجديد الطاقات للعودة إلى العمل بالقوة اللازمة، لإنتاج وإبداع أكثر، أم أنها فرصة أخرى مغتالة، إمّا بالمبالغات أو باللامبالاة؟.

إنّ استغلال العطل، ومعرفة قيمة الراحة، هي بطريقة أو بأخرى، طريقة حضارية في تقديس العمل، لأن الذي لا يعرف قيمة الراحة لا يعرف قيمة العمل، وها هي حرارة الشمس تذكرنا ما نسيناه، وتدفعنا دفعا إلى زرقة البحر.. هنالك حيث يتمكن أصحاب القلوب المرهفة من مناجاة الزرقة.. فآه يا بحر.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!