ثمانية قتلى و40 جريحا في مجزرة مرورية ببرج بوعريريج

خلّف حادث مرور، وقع في حدود الساعة الثانية من صباح الأربعاء، مجزرة مرورية، كانت حصيلتها جد ثقيلة بعد وفاة ثمانية أشخاص، وجرح 44 آخرين بعضهم حالاتهم وصفت بالخطيرة، بعدما كانوا على متن حافلة لنقل المسافرين تعمل على خط النقل الرابط بين ولايتي الجزائر العاصمة وميلة التي ينحدر منها أغلب الضحايا.

الحادث الأليم وقع على مستوى الطريق السيار شرق ـ غرب على مستوى الجسر الكائن قبل محوّل حمام البيبان بولاية برج بوعريريج باتجاه الجزائر العاصمة، أين انحرفت حافلة لنقل المسافرين من نوع “هيجر”، لتصطدم بأعمدة الجسر التي اخترقت ـ حسب بعض الجرحى ـ هيكل الحافلة وتتسبب في المأساة، لتخلف قتلى وجرحى، أغلبهم أصيبوا بإصابات وكسور خطيرة على مستوى الأطراف السفلية من الجسم، وتسببت في بتر سيقان بعض ركاب الحافلة، بعد إخضاعهم لعمليات جراحية معقدة على مستوى مستشفى بن عبيد أحمد المختص في جراحة العظام ببرج بوعريريج.
وقد استنفرت مصالح الحماية المدنية بالبرج كل وحداتها للتدخل في الحادث لإجلاء الجرحى والمتوفين إلى مستششفيات الولاية، التي أعلنت حالة طوارئ قصوى من أجل التكفل بالمصابين، خاصة بعد ارتفاع حصيلة الوفيات، حيث لفظ أربعة أشخاص أنفاسهم الأخيرة في مكان الحادث، بينما توفي أربعة على مستوى مستشفيات المنصورة والمهير والمستشفى المركزي ببرج بوعريريج، من بين المصابين.
وفي الوقت الذي لم يتم فيه تحديد أسباب وقوع هذا الحادث الأليم، فإن شهادات بعض الجرحى الذين حاورتهم الشروق اليومي في المستشفى أكدت بأن سائق الحافلة قد فقد السيطرة عليها عند المنحدرات لتنحرف وتصطدم مباشرة بأعمدة الجسر في انتظار ما ستسفر عنه نتائج وتحقيقات مصالح الدرك الوطني، بشأن ظروف وملابسات وقوع هاته المجزرة المرورية والتي اهتزت على وقعها مشاعر كل المواطنين نهار أمس، فيما عاشت ولاية ميلة التي ينحدر منها الضحايا والمصابون طيلة نهار أمس، حالة حزن وترقب للأخبار الواردة من مستشفيات ولاية برج بوعريريج بشأن حصيلة هذا الحادث المأساوي.
وكشف الجريح نذير زغدود البالغ من العمر 21 سنة وينحدر من ولاية ميلة، للشروق اليومي، التي التقته بمستشفى أحمد بن عبيد، أنه ولحظة وقوع الحادث كان يغط في نوم عميق ولم يستيقظ إلاّ على وقع الاصطدام ليجد نفسه وسط سيل من دماء الجرحى والمتوفين من الركاب الذين كانوا بجانبه، كما أضاف بأنه لا يمكنه أن يصدق مشهد الضحايا من المصابين والمتوفين والذين كانوا مرميين دون أي حركة منهم.
وقال المصاب فتحي بوغابة البالغ من العمر 39 سنة، والذي ينحدر من ولاية ميلة، “للشروق” عقب خضوعه لعملية جراحية انتهت ببتر رجله اليمنى، بأنه وقت الحادث كان نائما، لكنه كان يحسّ بسرعة الحافلة، خاصة عند المنعرجات، وبالوصول إلى مجرد بلدية الياشير شعر بأمر غير طبيعي لم يتمكن من التأكد منه، بعدما تفاجأ بالحافلة تنحرف عن مسارها تحت جنح الظلام وتصطدم بأعمدة الجسر، الذي قال بأن قطع حديدية منه اخترقت هيكل الحافلة وتسببت في إصابته على مستوى ساق الرجل اليمنى، ما أدى إلى إصابته بحالة إغماء لم يفق منها إلاّ في المستشفى.

“الحافلة اصطدمت بأعمدة الجسر”
وخلال تواجد الشروق في مستشفى أحمد بن عبيد لجمع شهادات بعض المصابين في الحادث، تفاجأت بالشاب عويرة عبد الحق، أمام باب جناح العمليات ينتظر دوره للدخول إلى قاعة العمليات بعد إصابته بكسور متعددة على مستوى الأطراف السفلية من الجسم، وأبدى رغبته في الحديث مع الصحافة، حيث قال بأن الحافلة انحرفت عن مسارها واصطدمت بأعمدة الجسر الحديدي، وهو لا يعلم سبب ذلك غير أن سائق الحافلة حاول تفادي الاصطدام بشيء ما في الطريق، وللأسف أن الجريح عبد الحق الذي كان يعاني من إصابات متعددة لم يكمل حديثه معنا حتى أغمي عليه، ليسارع الأطباء بإدخاله إلى قاعة العمليات على جناح السرعة.
وكشف ابراهيم حزمون مدير المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في طب وجراحة العظام بالبرج، للشروق، أن حصيلة حادث المرور المأساوي كانت جد ثقيلة بعدما خلفّت وفاة 8 أشخاص رحمهم الله وإصابة 40 آخرين، غادر أغلبهم مصالح الاستعجالات، بعد تلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم، فيما لايزال 18 مصابا تعتبر حالاتهم خطيرة نوعا ما في مستشفى بن اعبيد، الذي استقبل أغلب الحالات التي كان أصحابها يعانون من إصابات في العظام، مضيفا بأن أغلب الإصابات كانت على مستوى الأطراف السفلية من الجسم، وأنه قد تم إجراء 10 عمليات جراحية للمصابين في ظرف ثلاث ساعات فقط، وأن أغلب تلك العمليات شملت بترا للأرجل والسيقان المتضررة للمصابين.
من جهته، كشف مدير الصحة والسكان لولاية برج بوعريريج جمعي أحمد للشروق اليومي، أن مستشفيات الولاية استقبلت 40 جريحا، بقي إلى غاية منتصف نهار الأربعاء 18 منهم في المستشفى، مضيفا أنه تم إجراء عمليات جراحية مستعجلة ومتواصلة لعشر مصابين، أغلبها عمليات تتعلق بالجراحة على مستوى الساقين، كما أن بعض الحالات شهدت عمليات بتر لإحدى الرجلين، مضيفا بأنه وفور وقوع الحادث الأليم، تمت تعبئة جميع الطواقم الطبية وشبه الطبية، ما سمح بالتكفل الجيد بهم وهو ما يؤكده المصابون الناجون من هذا الحادث بأنفسهم.