جاكي شان في الأفلان!
الآن وبعد ما قرر حزب جبهة التحرير الوطني الانتقال من ممارسة السياسة والنضال إلى البلطجة والاقتتال، ربما سيستعين أمينه العام عبد العزيز بلخادم بالمقاتل السينمائي الشهير جاكي شان من أجل تسيير أمور الأفلان!
وعليه، فإن السيد بلخادم مطالب بتحضير أمتعته فورا، ليس من أجل الرحيل عن الحزب معاذ الله، ولكن للسفر من أجل التعاقد مع جاكي شان، خصوصا أن هذا الأخير سيزور منتصف الشهر المقبل، مدينة سطيف، من أجل المشاركة في دورة رياضية للكونغ فو، حسب بعض المصادر الإعلامية!
الكونغ فو السياسي الذي شاهدناه خلال مؤتمر الأفلان مؤخرا، من لطم وصفع وضرب تحت الحزام وتكسير للعظام، أنهاه بلخادم بجولة أخيرة من المصارعة الحرة خلال الندوة الصحفية التي عقدها ليقول شيئا واحدا، لكنه خطير جدا، وهو أن كل ما شاهدناه من ضرب للمناضلين بعد جمعهم وطرحهم أرضا، تم بعلم مباشر ودراية من الرئيس بوتفليقة؟!
بلخادم يبحث عن توريط الرئيس لإنقاذ نفسه، تماما مثلما فعلها أويحيى في مواجهة نورية حفصي مؤخرا، وقبلها بن بعيبش، حيث يختفي الجميع وراء الرئيس وبرنامج الرئيس وتصريحات الرئيس وحتى نوايا الرئيس.
قبل سنوات، حين اعتزل عبد العزيز بلخادم السياسة والسياسيين، أجرى حوارا صحفيا في بيته مع الإعلامي الكبير والراحل عبد القادر طالبي، ظهر فيه وهو بعباءته الشهيرة، زاهدا في الدنيا، مُقبلا على التواضع والورع، بسيطا، مسالما، ومردّدا: “كسرة وشكارة حليب أفضل من الدنيا بما فيها”!!
لكن مجيء بوتفليقة للحكم، وإخراجه بلخادم من الأرشيف السياسي، وكذا إرجاعه للمسؤولية والمناصب من الباب الواسع، قتل فيه الزهد، وأقال داخله التواضع، وجعله يقول للمناضلين والصحفيين قبل يومين، دون حياء سياسي وفي خضّم الربيع العربي وثورات التغيير أن حزب الأفلان سيحكم الجزائريين عشرين سنة وأكثر!
العبارة الوحيدة التي قالها بلخادم، وهي صحيحة مائة بالمائة، ولا يختلف عليها اثنان كما لا يتناطح حولها مناضلان، قوله أنّ: بلخادم اليوم ليس بلخادم الأمس!
صحيح، أو بعبارة شعبية “واش جاب لجاب؟”، فبلخادم الأمس، المعلّم البسيط الذي ارتقى في النضال السياسي ليصبح من أكبر المسؤولين في البلاد، ثم قرر تطليق السياسة بالثلاث بعد ما أقال الشعب حزبه العتيد في الانتخابات، ليس هو بلخادم الذي يركض وراء المناصب، ويبحث عن الاستمرار في الحكومة ولو تابعا لحزب أقلّ منه نتيجة في الانتخابات، ثم يقول لمناضلي حزبه: “لن أسامحكم مهما حييت على أنكم فكرتم في تغييري”، أو ردّه على شعار عدد كبير من المناضلين له “ارحل” بالقول “لست في بيت باباكم حتى أرحل”!!
هذه هي النسخة الكربونية الجديدة لبلخادم 2012، وهي على عكس وصف الوزير السابق كمال بوشامة له حين قال “بلخادم سلفي”، لأن ما شاهدناه في مؤتمر الأفلان لا علاقة له مطلقا بالسلف، ولكنه إتلاف وتلف!