-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
للحصول على مستحقات مالية

جزائريات “يبعن” خصوصياتهن لليويتوب!

سمية سعادة
  • 3269
  • 3
جزائريات “يبعن” خصوصياتهن لليويتوب!
ح.م

منذ أن فتح اليوتيوب ذراعيه لعامة الناس لإنشاء قنوات خاصة، لم يعد للبيوت أسرار، ولم تعد للخزائن أبواب، ولم تعد “للحيطان آذان” لأن هذه القنوات وفرّت على “المتنصتين” التجسس على حياة الأخريين من خلف الجدران، ومنحتهم حق “التطفل” المفتوح من خلال الشاشات الالكترونية!.

كشف المستور
بضغطة زر واحدة على موقع يوتيوب، يمكن للمشاهدات من النساء خاصة، أن يتفرجن على أدّق الخصوصيات لأسر جزائرية ظلت تخفي مقتنياتها ومتعلقاتها الشخصية عن الأقارب والأهل اتقاء للحسد والعين، ليأتي هذا الموقع الشهير ويكشف ما تم إخفاؤها في الخزائن المغلقة، وخلف الأبواب الموصدة، لتصبح كل غرف البيت ابتداء من المطبخ، وانتهاء بالحمام، مفتوحة أمام الفضوليين والفضوليات الذين صاروا يتنقلون بين القنوات رغبة في التعرف على المزيد من الخصوصيات.

ومن باب الإنصاف، ينبغي أن نشير إلى أن معظم القنوات الخاصة التي” تورطت” في بث خصوصياتها على هذه المنصة الشهيرة، لم تكن تنوي أن تلج هذا الباب المفتوح على كل شيء، بل وجدت نفسها في مواجهة حاسمة مع إدارة يوتيوب التي تشترط تقديم محتوى جيد للمشاهد، لتحصل على المستحقات المالية، والمحتوى الجيد ليس بالضرورة أن يكون مادة ذات قيمة علمية أو ما يشبه ذلك، بل يكفى أن يحظى صاحب القناة بمتابعة مئات الآلاف من المشاهدين الذين ساهموا بشكل أو بأخر في “توريط” صاحبات القنوات في الكشف عن المزيد من الخصوصيات ليتم متابعتهن بشكل مستمر..

أكثر القنوات التي تديرها نساء جزائريات ماكثات في البيوت لم يكن هدفهن أكثر من تقديم تدبير منزلي بسيط، أو كيفية إعداد طبق ما تحت كاميرا الهاتف، ولكن المتابعات لم يكتفين بمشاهدة التدابير والطبخ وحسب، بل أصبحن يطالبن بالتعرف على طريقة طي الملابس وتنظيمها داخل الخزانة، وكيفية تنظيف الثلاجة وترتيبها، وطريقة الاعتناء بالحمّام وغسل الثياب، وصرن يلححن على صاحبة القناة أن تصور لهن غرفة النوم، وتفتح لهن الأدراج، وتزيح الستار على النافذة وتصور لهن الحي الذي تسكنه، وكثيرا ما تستجيب اليوتيوبرز لرغبات المشاهدات أملا في نيل رضاهن ومتابعتهن المستمرة التي تضمن لهن الحصول على مستحقات مالية من يوتيوب.

انتقاد وتجريح

ويبدو أن صاحبة قناة جديدة، التي تزوجت حديثا، استوعبت هذا الأمر جيدا، واختصرت الطريق الطويل للوصول إلى عدد كبير من المتابعات الفضوليات، عندما قرّرت أن تفتح خزانتها أمام المشاهدات وتكشف لهن بالتفصيل عن الثياب التي تملكها ومتى تستعملها، بالإضافة إلى ثياب زوجها وعطوره، دون أن تنسى أن تشير إلى مكان تواجد مجوهراتها التي قالت إنها في الدرج الأسفل، وهو الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المتابعات اللواتي لمنها على كشف كل أسرار بيتها، ونبهنها إلى أن هذا التصرف قد تكون له آثار وخيمة، على غرار سيدة جزائرية كشفت عبر إحدى الفيديوهات عن مكان تواجد ذهبها فتعرضت للسرقة بعد أيام.

وخلافا لما توقعته صاحبة إحدى القنوات، من ثناء وإعجاب بطريقة ترتيب بيتها الزوجي الجديد، تلقت المسكينة سيلا من الانتقادات الجارحة لأنها فتحت الكاميرا وبشكل عشوائي، على كل زوايا منزلها ولم تستثن حتى سلة المهملات، معتقدة أن هذا التصرف سيرفع من نسبة مشاهدة قناتها، ولكن المشاهدات رحن يلمنها على ترك النفايات تتراكم في المطبخ، ما يدل على أنها ربة بيت سيئة لا تعرف كيف تعتني ببيتها بشكل جيد، هذه التعليقات الجارحة جعلتها تسارع إلى التأكيد على أن كل من يعرفها يشهد لها بالنجاح في عملها خارج البيت وداخله.

عدم الشعور بالأمان

حول هذا الموضوع، تقول هاجر دحماني، المختصة في علم الاجتماع، في تصريح لـ” جواهر الشروق” أن إفشاء أسرار الحياة الزوجية من خلال تصوير الأطباق وغرف النوم والألبسة، وغيرها من الأمور الخاصة، من شأنه أن يترك أثارا سلبية على الأسرة، ويعمل على التقليل من التفاعل بين أفرادها ويضعف العلاقة الاجتماعية بين الزوجين، وحتى بين الأسر لأن ذلك كله يجعل الفرد يشعر وكأنه مراقب، وتنعكس هاته الآثار السلبية على العلاقة بين الطرفين، فتنعدم الثقة والشعور بالأمان، وربما يكون سببا في الشجار بين الطرفين أو بين عدة أطراف، لأن نشر خصوصيات البيت يعد انتهاكا لحرمته وقدسية العلاقة التي من المفترض أن تبنى على الكتمان، إضافة إلى التأثير السلبي الذي يتركه المتابع،خاصة إذا كان من المشاهير، بحيث يعرض سيارته ورحلاته وثيابه، وطعامه، فالمتابع هنا سيحاول تقليده بشتى الطرق، غير أنه سيصدم بواقعه المرير، فيصاب بالاكتئاب، وحتى الاضطرابات النفسية.

بيع الخصوصيات

من المؤكد أن الكثير من القنوات التي تديرها سيدات ماكثات في البيوت، أو موظفات، قدمن خدمات جليلة للمشاهدات المتعطشات لتعلم الطبخ أو التدابير المنزلية أو كيفية تسيير الراتب الشهري، وغيرها من المواضيع التي لا تستدعي بث خصوصيات الأسرة، وهي مطالبة بالاستمرار في نشر الوعي والإفادة لكل المشاهدات، غير أن تلك القنوات التي تكشف أسرار البيوت رغبة في الحفاظ على المرد المالي “ّ الدافئ”، فيجب أن تعلم أن مهمتها الوحيدة لا تخرج عن كونها تبيع خصوصياتها لليوتيوب ليستمتع بها الفضوليون والفضوليات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • chouaf

    WECH NGOUL 3LIHOM HADHO.. NA9ISATO 3A9L WA DINE ..ALLAH YAHDIHOM

  • لا يمكن لهؤلاء ان يتحصلن على

    المال الا بعد قدر كبير من الافلاس

  • لا ارى ان ذلك مجدي

    فالربح والخسارة لن تدوم