-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب تداخل الأعراض مع الأنفلونزا الموسمية

جزائريون يرفضون تصديق إصابتهم بكورونا ويتحاشون الفحص الطبي

وهيبة سليماني
  • 614
  • 0
جزائريون يرفضون تصديق إصابتهم بكورونا ويتحاشون الفحص الطبي

رغم التحذيرات المتكرّرة التي تصدرها وزارة الصحة والسكان، حول عدوى فيروس كورونا والدعوة إلى ضرورة التشخيص والعلاج في حال ظهور أعراض هذا الوباء لدى بعض الأشخاص، إلا أنّ الاستهتار والتهاون لا يزال سلوكا منتهجا لدى فئة واسعة من الجزائريين، حتى بعد الحديث عن المتحور “أوميكرون”، والموجة الرابعة للفيروس.

البروفسور خياطي: الحل في”طبيب العائلة” لاسترجاع الثقة في التشخيص

ومع انتشار الأنفلونزا الموسمية مؤخرا بين المواطنين، اختلط التشخيص على البعض وباتوا لا يفرقون بين أعراض هذا الفيروس وأعراض كورونا، بل أكثر من ذلك يرفض البعض تقبل الأمر أو تصديقه فتجدهم يقصدون الصيدليات مباشرة لشراء الأدوية الخاصة بالأنفلونزا، متجاهلين احتمال إصابتهم بـ”كوفيد19″.

ويدّعي الكثير من الجزائريين، معرفتهم بمجموعة الأدوية التي تشفيهم من الأنفلونزا الموسمية، وحتى فيروس كورونا، حيث يستسهلون الحصول على الفيتامين “س”، والأقراص المهدئة للصداع، وبخاخات الحلق والأنف، وفيتامين “د”، والزنك، ومسكن السّعال”السيرو”، وكلّها أدوية يصرفها الصيدلي بدون وصفة.

وخلال جولة استطلاعية، قادت “الشروق” إلى بعض الصيدليات في العاصمة، تبين كثرة الطلب على شراء مخفضات الحمى، والصداع، والسعال، وبعض الفيتامينات، التي يقتنيها المرضى دون زيارة الطبيب، وتصادف ذلك مع انتشار الإصابات بالأنفلونزا الموسمية.

وقال بعض المرضى الذين أصيبوا بأعراض الزكام، وقصدوا الصيدلي لشراء بعض الأدوية دون وصفة، إنّ خوفهم من عدوى كورونا في المستشفيات أو في العيادات الخاصة، جعلهم يتفادون الذهاب لتشخيص حالتهم، كما أكّدت سيدة كانت بصدد شراء فيتامينات، و”براسيتامول”، أنها أصيبت بحمّى طفيفة وسيلان الأنف، ولا تعتقد أنها أعراض كورونا، كما أنها لا تتصور لحظة أنها مريضة بهذا الوباء، ولو كان ذلك، فإنها لا تريد أن تصدم.

وأرجع البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي”فورام”، سبب عزوف الكثير من المواطنين، عن الذهاب إلى الطبيب وتشخيص أعراض الأنفلونزا لديهم، لفقدان الثقة في المنظومة الصحية، موضحا أنّ الخطورة هذه الأيام تتمثل في تشابه بعض الأعراض المتعلقة بالأنفلونزا الموسمية بأعراض كورونا أو العكس، مشيرا إلى أنّ هذا التداخل في التشخيص جعل المرضى يتهربون من الفحص الطبي، مقنعين أنفسهم أن الأعراض تتعلق بالأنفلونزا الموسمية وسرعان ما ستزول بمجرد شراء بعض الأدوية.

ويرى خياطي بأنّ الخوف من الاصابة بعدوى كورونا في المستشفيات والعيادات الخاصة جعل كبار السن، خاصة، يتفادون الذهاب للعلاج، وهذا بتشجيع من بعض أفراد عائلاتهم، الذين أصابهم رعب الموت من وباء “كوفيد19”.

والمشكل، حسب البروفسور خياطي، لا يحل إلاّ باسترجاع الثقة في المنظومة الصحية، واعتماد الطبيب المرجعي أو طبيب العائلة الذي يحتفظ بمتابعة صحية دائمة لمرضاه، على أن يكون هذا الطبيب موجودا في الحي أو في المنطقة التي يقطن فيها مرضاه، ليعرف كيف يكسب ثقة عائلات بأكملها.

وأشار رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي”فورام”، البروفيسور مصطفى خياطي، إلى أن قانون الصحة لـ2018، تطرق إلى الطبيب المرجعي، ولكن لا توجد، حسبه، نصوص تطبيقية يمكن من خلالها تشجيع وتفعيل وجوده.

ودعا خياطي إلى ضرورة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، وكورونا، مؤكدا أنّ تحقيق المناعة الجماعية، تجنبنا الكثير من المخاطر الصحية، وتحد من عدوى الفيروسات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!