-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الظاهرة تطرح استفهامات بشأن الحماية والمشروعية

جمعيات تعتمد “إنزالا” نسويا لتسول الصدقات في رمضان

جواهر الشروق
  • 2428
  • 0
جمعيات تعتمد “إنزالا” نسويا لتسول الصدقات في رمضان
ح.م

تشهد العديد من الأحياء الجزائرية خلال الأيام القليلة التي تسبق وتتخلل شهر رمضان الكريم إنزالا نسويا كبيرا من قبل بعض الجمعيات الخيرية التي تفضل استغلال المرأة في جمع التبرعات والأموال لدعم وتمويل نشاطاتها المختلفة بمناسبة الشهر الفضيل، والزجّ بها إلى مجال جديد من “التسول” المقنن والمنظم.

ويطرق هؤلاء النسوة أبواب مختلف المساكن والشركات مرفوقات بوثائق اعتماد للجمعية وبوثائق أخرى موقعة ومختومة لإبرازها قبل الحصول على القيمة المالية أو الصدقة كما يسمينها، غير أنه في أغلب الأحيان لا يمكن التأكد من صحة الوثائق ولا من حقيقة انتماء المتطوعات لهذه الجمعيات لغياب بطاقات تؤكد الأمر، لكن الناس لا يدققون في الأمر ويقدمون ما استطاعوا محتسبينها صدقة عند الله في شهر تضاعف فيه الحسنات والخيرات، وتستغله الجمعيات للعب على “ترمومتر” الإيمان لدى الجزائريين.

“تجنيد” النساء في هذه المبادرة الحميدة والنبيلة في أهدافها قد يوقعهن أحيانا في مواقف محرجة، بحكم أنهن يقصدن الناس في بيوتهم ويلحين عليهم بالسؤال ويقابلن أحيانا بكلام لا يليق، وقد يمتد الأمر إلى أخطر من هذا، حيث يتم استدراجهن ومحاولة التعدي عليهن، فينقلب حب فعل الخير إلى مصيبة.

وفي هذا الصدد روت لنا السيدة التي أرادت أن نرمز لاسمها بـ”ح.خ” قائلة “تجربتي في هذا المجال حديثة لا تتعدى الأربع سنوات، أعجبتني الفكرة فقررت الانضمام إلى إحدى الجمعيات القريبة مني ومساعدتهم، لكنني قوبلت بحواجز عديدة في البداية سواء من الأهل الذين لم يتقبلوا الفكرة ببساطة لخوفهم علي أو من قبل المحسنين الذي قد لا يثقون فينا من الوهلة الأولى”.

وتعترف زميلة أخرى لها بأنها شهدت تعرض إحدى رفيقاتها لموقف صعب لولا تدخلهم العاجل حيث حاول احدهم استدراجها إلى الطابق العلوي بحجة جلب النقود وكادت تقع في الفخ لولا خوفها واتصالها هاتفيا ببقية الزملاء عندما أحست الخطر.”

الظاهرة هذه باتت تستدعي أكثر من سؤال عن مسألة حماية المتطوعين ومشروعية أو قانونية ما تقوم به هذه الجمعيات من طرق غريبة تستخدم فيها المرأة طعما في تسول حديث لم يسبق أن عرفته بلادنا، غير انه اخذ في الانتشار خلال السنوات القليلة الأخيرة.

فجمع الأموال بهذه الطريقة مخالف للقانون من جهة ومن جهة أخرى قد يعرض حياة المتطوعة للخطر مما قد يعترض طريقها من أخطار فتترصدها العصابات أو قطاع الطرق، سيما وأنهن يتنقلن بإمكانياتهن الخاصة.

وفي السياق أفادت السيدة “ن.ك” نحرص في فريقنا على التنقل جماعة أي 3 أو 4 عضوات وننتشر في حي واحد ونبقى على اتصال مع بعض هاتفيا كلما أحست إحدانا بالخطر سارعنا إليها.

في حين تفضل سيدة أخرى، كما حدثتنا به، طرق أبواب الشركات والمصانع والمؤسسات فقط ضمانا للحماية وتجنبا لأي انزلاق أو مطب قد تقع فيه.

وتضاف هذه الخطوة إلى فتح صفحات فيسبوكية عديدة ينشطها أشخاص كثيرون لجمع التبرعات واستقدام المزيد من المتطوعات في صفوفهن.

وعن سر اعتماد المرأة في الظاهرة تقول رئيسة إحدى الجمعيات التي رفضت الإفصاح عن هويتها أن المرأة كائن مرهف المشاعر والأحاسيس ويحس بالآخرين، لذا نجدهن أكثر المتطوعات في العمل الخيري، كما أن العقلية الاجتماعية الجزائرية تخجل من رد امرأة خائبة، لذا فإنهم يمنحونها ما تيسر من قليل أو كثير وهذا ما أثبتته تجربة سنوات عديدة، فالمرأة تدر ربحا أوفر من الرجل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الشلفاوي

    ادماج المراة في عالم التسول من اجل ربح اكثر انها الوقاحة بعينيها ضعف الوازع الديني وانحطاط اخلاقي .