-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مدينة غليزان

جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مدينة غليزان

إذا كان الله – العزيز الحكيم – قد ابتلى الجزائريين بأخبث وأنجس “استعمار”، وهو الاستخراب الفرنسي، فقد منّ – سبحانه وتعالى- عليهم بتوفيق خيرتهم إلى تأسيس “خير جمعية أخرجت للناس”، حيث بعث فيهم علماء من أنفسهم دما ومن أنفسهم علما وعملا وخلقا. فقهوا دينهم الحق فقها صحيحا، وطبقوه تطبيقا سليما، وأدركوا خبث مخططات فرنسا الشيطانية في سلخ أمّة كريمة عن دينها. ولسانها، وحضارتها وإلحاقها بأمشاج وأمساخ.

لقد علم أولئك العلماء أن الله – عز وجل- سائلهم عمّا عملوا فيما علموا، فلم يقعدوا مع “القواعد”، ولم يتخلّفوا مع الخوالف، وعزموا أن ينفروا ويتوكلوا على الله – العلي القدير – لـ “إفساد” ذلك المخطط الفرنسي الشرير بكل ما استطاعوا من قوة، لإقالة شعبهم من عثرته، وتنبيهه من غفلته، وإيقاظه من نومه.

وقد اهتدوا إلى أن أهم عوامل النجاح لمشروعهم هو أن يستدبروا العمل الفردي ويحيوا “واجب” العمل الجماعي الذي يغطّي النقص في العلم والعمل، ويقوّي الضعف، فيحيله إلى قوة.

كانت أهمّ وسيلة توسّلتها “جمعية العلماء” لإفساد مخطط فرنسا الشيطاني هي “المدرسة”، فهي المشاتل التي ستنبت الجيل الزاحف بالمصاحف ليذيق الأعداء الفرنسيين الحتوف.

وقد أحسن أولئك العلماء توظيف إمكاناتهم البشرية والمادية، فأمكنهم ذلك من إيصال دعوتهم إلى أقطار الجزائر، وإلى المغتربين من أبناء الجزائر في أرض عدهم، فانتشرت دعوتهم، وكثر أتباعهم بشهادة أعدائهم وخصومهم… وقال كبير من أعدائهم ما معناه إن أخطر هيأة على المخطط الفرنسي الهادف إلى “التنصير والفرنسية” هي “جمعية العلماء”.

لم تكن طريق هذه الجمعية المباركة مفروشة وَرْدًا وحريرا، بل كانت محفوفة بالمكاره من سجن، وتغريم، ونفي، وإغلاق للمدارس.. وقد تقبل أعضاء الجمعية ذلك كله بنفوس راضية، وصدور منشرحة، وثغور باسمة.. معتبرين ذلك “جهادا” في سبيل الإسلام واللغة العربية والجزائر.. و”وساما” على صدورهم.. مما أكسبهم مودّة لدى الشعب الجزائري، وتقديرا لصمودهم، وإكبارا لجهادهم، وإيمانا بمبدئهم الإصلاحي العلمي.

لقد دخل “الاصلاح” كفكرة عن طريق جريدة المنتقد ثم الشهاب، وعن طريق السّفّار إلى غليزان قبل أن يدخلها كتنظيم بعيد تأسيس “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين” في عام 1931. وكان حامل لواء الإصلاح والمبشر به والداعي إليه هو الشيخ جلول بوناب منذ عام 1928، وقد عانى هذا الشيخ ما عانه كل مصلح من قبله.. فشياطين الإنس يضيقون ذرعا بالإصلاح والمصلحين فيبطشون بهم.. ولكن الله – عز وجل- كتب أن العاقبة لأهل الخير، وكتب أن ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

لقد رصد الأستاذ الفاضل محمد مفلاح نشاط هذه “الجمعية”، ذات الأصل الثابت، والفروع الطيبة في مدينة غليزان وما حولها في كتاب من أربعة فصول.

كان قادة “الجمعية” واعين لأهمية منطقة غليزان، فتردد عليها الإمام ابن باديس، والإمام الإبراهيمي الذي كان مكلفا بشؤون الجمعية في الغرب الجزائري، كما زارها الشيخ العربي التبسي، ومحمد خير الدين.

وممن عمل من أعضاء الجمعية في غليزان الشيوخ معمر حني، وعبد القادر الياجوري، ونعيم النعيمي، وعلى المغربي، وباقي بوعلام، ومحمد الصالح رمضان، وما منهم إلاّ له مقام معلوم في الجمعية..

ومن مؤسسات الجمعية في غليزان مدرسة الفتح، ونادي الإيمان، ومسجد أطلق عليه فيما بعد اسم الشهيد الشيخ العربي التبسي الذي حرّك همم الغليزانيين بعد فتور هممهم في تشييد المسجد بقوله: “لقد بنى اليهود بيتهم، والنصارى كنيستهم، وشيد الفجّار حاناتهم ومخامرهم، وأنتم ضاقت بكم الأرض بما رحبت فلم تتوصلوا إلى بناء مسجد تؤدّون فيه صلواتكم أحرارا”. (ص130).

من التلاميذ الذين درسوا في مدرسة جمعية العلماء ونبغوا محمد اسياخهم الفنان التشكيلي المعروف، والدكتور حنفي ابن عيسى، أستاذ علم النفس في جامعة الجزائر، والأستاذ الأزرق ابن علو الذي تقلد عدة مناصب دبلوماسية في منظمات عالمية، وقد كان هذان الأخيران من طلبة معهد الإمام ابن باديس في قسنطينة.. كما كان من طالباتها جلول عبو بدرة التي صارت فيما بعد معلمة وقال لها الإمام الإبراهيمي لما زار القسم الذي كانت تدرّس فيه: “أنت إن شاء الله امرأة المستقبل”. (ص 115).

شكرا للأستاذ محمد مفلاح على جهوده، وندعو له بالمزيد، كما نرجو إخواننا في شعب جمعية العلماء عبر الوطن أن يسجلوا نشاطها كل من ولايته لتعرف الأجيال في المستقبل من كان يبني ومن كان “يلعب ويخوض مع الخائضين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
41
  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    ثالثا: لقد أنكرت علاقة جمعية العلماء بالثورة / أنت جاهل بالتاريخ الجزائري، اقرأ البيان الذي أصدره البشير الإبراهيمي في 02 نوفمبر 1954، ومعظم شهداء الثورة هم تلاميذ الجمعية مثل العربي بن مهيدي ولطفي وبن بولعيد مسئول مكتب الجمعية في باتنة، والعقيد عميروش مسؤول مكتب الجمعية في القبائل، وقد تعرض أعضاء الجمعية للملاحقات والسجون مثلما حدث للعربي التبسي الذي اختطفته القوات الفرنسية من بيته في بلكور سنة 1957 ورمي به في البحر من طائرة هليكوبتر، اقرأ التاريخ بموضوعية وطهر قلبك من الحقد،

  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    ثانيا: إن الجملة التي ذكرتها " لسنا أعداء لفرنسا ولا نحن نعمل ضد مصلحتها بل نعينها.... " جريدة السنة 17 04 1933 / توجد بين قوسين ودون توقيع، ولماذا لم تكن أمينا في نقلها كاملة ؟ والتكملة " بل نعينها على تمدين الشعب وتهذيب الأمة ونساعدها " وحسب التاريخ 1933 لم تكن هناك مقاومة ولا ثورة ولا حرب وطنية ولا عالمية، وهذه المعلومة يعرفها الجميع حتى تلاميذ المتوسط، فلماذا تريد الاصطياد في المياه العكرة وإلصاق التهم المعلبة لجمعية العلماء وأعضائها ؟؟
    يتبع

  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    أولا: يا أستاذ لقد قلت: الأشراف هم من ناظلوا لتحرير البلاد عسكريا وسياسيا وهم : جماعة OS ومجموعة 22 التاريخية / وهل الذين قاوموا من قبل مثل الأمير عبد القادر والـمقراني وبوبغلة ونسومر ليسوا أشرافا ؟؟ أترك الإجابة لضميرك الحي
    يتبع

  • merghenis

    الطائرة B 52 لم تستعمل في الجزائر بل في فيتنام. فرنسا استعملت طايرات أخرى منها ما يرمز لهابــــ P-47D ،الملقبة ب" الصفراء" . .

  • أستاذ - الجزائر

    جمعية المسلمين التي تمجدها في كل مقالاتك لا دخل لها في الثورة يا رجل بل على العكس كانت تتهجم على الإستقلاليين في حزب الشعب وحركة الإنتصار وتصفهم بالمشاغبين والمتطرفين.... وأرشيفها شاهد على ذلك ثم لو كانت الجمعية تشكل خطر على المستعمر لحلت كما حل نجم شمال إفريقيا 1929 وحزب الشعب 1939...ولزج بإبن باديس في السجون كما زج بالمناظلين في التيار الإستقلالي سنة 1939 ولنفي كما نفي العديد منهم لكنه عاش حر طليقا بل معززا ومكرما حتى وفاته فلاداعي للتلاعب بعقول المغفلين بعد أن سقطت كل الأقنعة وإنكشفت الأوراق

  • merghenis

    • زار الأستاذ الحسني غيلزان في رمضان 1430 - مقاله بعنوان: بصيص أمل ،23/09/2009 حيث كتب: - فقد شاهدت (من الأمور الطيبة) في مدينة غليزان، حيث تكرم الإخوة في شعبة جمعية العلماء فدعونا (الدكتور ڨسوم، والأستاذ عبد المالك بوعمرة سونة، وكاتب هذه السطور) لمشاركتهم بعض نشاطهم المتميز الذي يخططه ويشرف عليه ثلاثة من الطيبين ...
    • محمد مفلاح له موقع و عدد من الكتب و كتابه هذا نشر في 2011.

  • أستاذ - الجزائر

    الأشراف هم من ناظلوا لتحرير البلاد عسكريا وسياسيا وهم : جماعة OS ومجموعة 22 التاريخية
    والذين أسسوا ل 1 نوفمبر وبيانه ومؤتمر الصومام ومقرراته والذين مثلوا الثورة في المحافل
    الدولية وأوصلوا صوت الثورة الى باندونق والأمم المتحدة وهم من غامروا بحياتهم نحو تونس
    لجلب السلاح وهم من واجهو طائرات B52 في الجبال والغابات وهم من زج بهم في سجون برواقية
    ولومبيز.....وهم من فاوضوا فرنسا في مولان وإيفيان.....وليس من كتبوا :
    " لسنا أعداء لفرنسا ولا نحن نعمل ضد مصلحتها بل نعينها.... " جريدة السنة 17 04 1933

  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    تابع وأخيرا
    4 – قبل أن تنتقد أشرف جمعية أخرجت للناس، حسن مستواك في الكتابة فتعبيرك ركيك تمزج بين العامية والفصحى لفقر رصيدك اللغوي، رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ، أقول لك: سلاما

  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    تابع
    2 – لقد اقترحت تسمية " علماء الـمسلمين " وهذه معرفة بالإضافة، وكلمة " العلماء " معرفة بأداة التعريف، فأين هي المشكلة ؟
    3 - لقد قلت " العلماء المسلمين" لأن هذا غير صحيح فيمكن أن يكون عالم في مجال الإلكترونيات و الطقس و غيره " غريب أمرك ، وهل عبارة " علماء المسلمين " تدل على علماء الدين فقط ؟ ومن قال لك أن جمعية العلماء كانت تدرّس المواد الدينية فقط ؟ اقرأ جرائد جمعية العلماء ( البصائر ، وعيون البصائر ، ..) وستعرف التنوع العلمي الذي أرادت جمعية العلماء إيصاله إلى عقول الطلبة.

  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    الرد على النكرة " فارس " صاحب التعليق 29
    1 – اسم جمعية العلماء المسلمين " صحيح لغةً ونحوًا ودلالةً، فأين المشكلة في تعريف العلماء ؟ اعلم يا نكرة أن تسمية جمعية العلماء المسلمين " لم يعترض عليها أحد من العلماء والأدباء واللغويين والبلاغيين والمؤرخين بداية من ابن باديس والبشير الإبراهيمي والفضيل الورتيلاني ومرورا بمولود قاسم وأبو القاسم سعد الله وانتهاء بالشيخ الطاهر آيت علجت والشريف قاهر. وينطق صوت نكرة في آخر الدنيا يطلب بتغيير التسمية، حقيقة نحن في زمن العجائب وعلامات الساعة والرويبضات.

  • فارس

    قلك جمعية العلماء......ياو نهار تصححو الاسم إلى جمعية "علماء المسلمين" و ليس العلماء المسلمين (بتعريف العلماء)، نهار هذاك نسمعوكم...في جميع الدول الإسلامية التي لديها جمعية مماثلة، يكون اسمها ''علماء المسلمين'' و هو الأصح لأن المعنى واضح و ليس ''العلماء المسلمين" لأن هذا غير صحيح فيمكن أن يكون عالم في مجال الإلكترونيات و الطقس و غيره...و هذا ليس المقصود من وجود الجمعية... تبهدايل منذ إنشاء هذه الجمعية في ثلاثينيات القرن الماضي و لا واحد ذكر هذا الخطأ..يا لكم من علماء...

  • العربية قبل الاسلام

    تقول جمعية العلماء ( الحضن الدافئ للأمازيغية في الجزائر هو حضن العروبة و الاسلام ) لاحطوا كيف يسبقون العروبة على الاسلام الذي جعلوا منه مجرد مطية لتمرير العروبة في كل منشوراتهم و كتبهم التي لن تجد فيها كلمة (الاسلام و العروبة) بل يتعمدون كتابة (العروبة و الاسلام) لانهم يضنون أن العربية ركن سادس من الايمان و أن الاسلام ذيل للعروبة التي يعبدونها ، فهو مجرد عربة للعروبة التي هي الحصان
    العروبة هي مشروعهم المقدس قبل الدين فلا غرابة أنهم طالبوا بالعلمانية و فصل الدين عن الدولة و الوثائق تثبت ذلك

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا أستاذ
    مدينة غيليزان المعروفة بـ : المــــــازوزية -
    كانت محل أو أطماع الاستعمار نظرا لموقعها الاستراتيجي
    عندها تـــــــــاريخ كبيـــر معروفة بعلماءها ومشايخها واثارها وو .. الخ
    - خاصة منطقة مازونة-
    وحارسها سيدي امحمد بن عودة
    - زارها ابن خلدون - اسمها مذكور في " مقـــــدمة "
    وشكرا

  • عبد الرزاق دحدوح

    لا اريد التعليق على ما قاله استاذنا المبجل الهادى الحسنى , احسن الله اليه , و لكن اربد ان اطرح بعض الاشكالات و التساؤلات التى و ردت فى الفضاء الازرق حول فكرة موقف جمعية العلماء من اللائكية و الاندماج فى ذلك الوقت و ما موقفها من فكرة حرب التحربر انذاك .و شكرا.

  • شذرات من جريدة السنة للجمعي

    و مهما تبدلت اعتقاداتنا في أناس بتبدل معاملاتهم لنا فلن تتبدل ثـقتنا بفرنسا و قانونها و على خطتنا المستقيمة و هي نشر العلم و الفضيلة و مقاومة الجهل و الرذيلة .
    و على غايتنا النبيلة و هي تثقيف الشعب الجزائري المرتبط بفرنسا و رفع مستواه العقلي والخلقي و العملي إلى ما يليق بسمعة فرنسا .
    و على ثقتنا بعدالة فرنسا و حرية الأمّة الفرنسية و ديموقراطيتها"
    المصدر :
    جريدة (السنّة) من تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

  • شذرات من جريدة السنة للجمعي

    أم هالكم أن يكون في أبناء الجزائر الفرنسوية من لا يزحزحه عن مبدئه وعد و لا وعيد و لا يستهويه رنين و لا زخرفة ؟
    نبشركم بأن الجزائر المفطورة على مبادئ الإسلام و المتغذية بمبادئ فرنسا أنجبت و تنجب رجالا كما رأيتم و فوق ما تظنون رجالا تفتخر بهم فرنسا كما تفتخر بسائر أبنائها الأحرار .
    كونوا كما تشاءون أيّها السادة فلكم ـ و أنتم تمثلون ما تمثلون ـ كل احترامنا , و ظنوا بنا ما تشاءون فإنّا على بصيرة من أمرنا و يقين من استقامة خطتنا و نبل غايتنا

  • شذرات من جريدة السنة للجمعي

    إذ من الطبيعي أن تتحرك الجزائر ضمن الجمهورية الفرنسية في زمان تحرك ما فيه حتى الحجر , ومن الشرعيّ أن تنال منها الحقوق كفاء ما قامت به من الواجبات .
    آستكثرتم على الجزائر أن تكون لها جمعية لها منزلتها العظيمة في قلبها و جريدة لها قيمتها الكبيرة في نظرها ؟ فنبشركم أنه سيكون للجزائر الفرنسية جمعيات و صحف و سيكون لها وسيكون.. حتى يقف المسلم الجزائري مع أخيه من بقية أبناء فرنسا على قدم المساواة الحقة التي يكون من أول ثمراتها الاتّحاد الصحيح المنشود للجميع .

  • شذرات من جريدة السنة للجمعي

    لا يساويها في أيام الحرب .
    لا ، لا أخالكم تنظرون و لا تتأملون فإن الأثرة المستولية على النفوس حجاب كثيف يحول دون رؤية الحقائق كما هي و يحول حتى دون رؤية مصلحة فرنسا الحقيقية نفسها . و إنّي لأفهم من مناهضتكم العجيبة للجمعية هي جمعية دينية تهذيبية بعيدة عن كل سياسة ـ أنّكم لا تريدون من الجزائر إلاّ أن تبقى جامدة و أن لا تتمتع بشيء من الحق إلاّ ما لا غناء فيه و لا بقي معه ـ و لعمر الحق أنّ من يريد هذا بالجزائر اليوم لمخالف للشريعة و الطبيعة إذ من الطبيعي أن تتحرك الجزائر ضمن الجمهورية الفرنسية في

  • شذرات من جريدة السنة للجمعي

    أخطأتم يا هؤلاء التقدير وأسأتم الظن بالمربي و المربى و بعّدتم عن العلم بسنن الكون في نهضات الأمم بعضها ببعض عند الاختلاط أو التجاور أو الترابط بشيء من روابط الاجتماع
    انظروا إلى ما حواليكم من الأمم و تأملوا فيما تنادي به الشعوب و ما تعلنه من مطالب فإنكم إذا نظرتم و تأملتم حمدتم لهذه الجزائر الفتية نهضتها الهادئة و تمسكها المتين بفرانسا و ارتباطها القوي بمباديها و عدها نفسها جزءا منها و قصرها لطلبها منها على أن تعطى جميع حقوقها كما قامت بجميع واجباتها و أن لا يتقدمها في أيام السلم من قد لا يساويه

  • شذرات من جريدة السنة للجمعي

    أفتكون في الهند جمعيات للعلماء تقوم بأعمالها بغاية الحرية و الهناء عشرات من السنين تحت السلطة الإنجليزية الغاشمة القاسية وتضيق صدوركم أنتم عن تكوّن جمعية واحدة للعلماء المسلمين بالجزائر تحت المبادئ الجمهورية العادلة المشعة بعلومها على الأمم فتناهضوها و هي ما تزال في المهد , أفظننتم أن الأمّة الجزائرية ذات التاريخ العظيم تقضي قرنا كاملا في حجر فرنسا المتمدنة ثم لا تنهض بجنب فرنسا تحت كنفها يدها في يدها فتاة لها من الجمال و الحيوية ما لكل فتاة أنجبتها أو ربّـتها مثل تلك الأم أخطأتم يا هؤلاء

  • شذرات من جريدة السنة للجمعي

    "ما ينقم علينا الناقمون ؟
    أينقمون علينا تأسيس جمعية دينية إسلامية تهذيبية تعين فرنسا على تهذيب الشعب و ترقيته ورفع مستواه إلى الدرجة اللائقة بسمعة فرنسا و مدنيتها و تربيتها للشعوب و تثقيفها فإذا كان هذا ما ينقمون علينا فقد أساءوا إلى فرنسا قبل أن يسيئوا إلينا , و قد دلّوا على رجعية فيهم و جمود لا يتناسبان مع المبادئ الجمهورية و لا مع حالة هذا العصر ؟"

  • من كتاب "حياة كفاح مذكرات

    وَخرجتُ لا ألوي على شيء، دون سلام. دون كلام. دون إشارة.
    وبلغني من بعض الـمصلِّين بالمسجد الكبير، أنّ الشيخ – رحمه الله – اشترى كبشاً أو اشترى له النّافحون في أوداجه كبشاً، ونزل بكبشه على المسجد وهو مريض، وضحى به بعد صلاة العيد والنّاس تنظر، وتـمتعض وتتأفّف. ولقد همَّ به قومٌ، فردّهم النّاس عنه قائلين:
    دعوه إنّه خرف أو جنّ

  • من كتاب "حياة كفاح مذكرات

    ويمعِن في رجالِها قتلا وإِرْهَاقًا. وقفتُ وهممتُ بالخروجِ وقلتُ:بل هي الثورة يا أستاذ ! هي قيامة الحق على الباطل ! قيامة الشّعب العملاق على الاستعمار ! ستنتصر الثورة، وسيُعلَن الاستقلال و...فقاطعني قائلاً:كَلاَّ. إِنَّهُ الـجُنُون ضِدَّ العَقْل، إنَّهَا العَاطِفَة ضِدَّ الـمَصْلَحَة, إِنَّ الجزائر لَنْ تَستَقِلَ، وَسَتَزِيد فَرنْسَا بِواَسِطَة هَذِهِ الثَّوْرَة الإِجْرَامِيَّةَ، ضَغْطاً عَلَى الشَّعْبِ، وَسَتَسْعَى لِـمَحْقِهِ وَإِتْلاَفِهِ. إِذَا نِلْتُم الاستقلاَل، فاشْنِقُونِي على شرفة النادي

  • من كتاب "حياتي كفاح "مذ

    الصحة، فال لي: أَبَلَغَت بكم الـجُرأَة على الدين أن تُعطِّلُوا سُنَّةً نبويَّةً لم يُعَطِّلها أحدٌ منذ عهد الرسول؟، قُلتُ: كيف؟، قال: إنّك أنت الـمسؤول عن تعطيل التّضحيّة هذه السَّنَة بما كتبتَ على رأس البصائر. وما كنتُ أظُنّ أنَّكَ تَسْتَمِعُ إلى الأَوْبَـاشِ – هكذا – في أُمُورِ الدِّينِ، بعد أن استَمَعْتَ إِليهِم في أمور السياسة، وَ أَلْقَيْتُم بِالأُمَّةِ في مَهَاوِي الـهَلاَكِ والدَّمَارِ، وسَلَّمْتُمُوهَا مُقَيَّدَة إلى يَدِ الـجَلاَّدِ يُخلِي دِيَارَهَا، وَ يُسْبِي نِسَاءَهَا وَأَطْفَالَها

  • من كتاب "حياتي كفاح "مذ

    نبلغ أمانينا، وننال كامل حقوقنا. وكانت الجبهة – (جبهة التحرير الوطني الجناح العسكري والسياسي في ثورة الجزائر ضد الاستدمار الفرنسي )- قد أصدرت قراراً نافذاً، بعدم الإقبال على التّضحيّة، فنفذ الشّعب أمرها في إجماعٍ غريبٍ مُطلقٍ.
    آخر لقاء ليته لم يقع:
    و جاءني إلى منزلي ليلاً سنة 1956م رسول من الشيخ العقبـي، وكنتُ لم أجتمع به منذ سنتين، يطلبُ إليّ أن أزوره لأمرٍ مهمٍّ، وهو مريض طريح الفراش وليس بين بيتينا إلا نحو خمسمائة متر، فسعيتُ إليه من الغد، وكنتُ على أوفازٍ للقاهرة، وبعد تحيّة بسيطةٍ وسؤال عن

  • من كتاب "حياتي كفاح "مذ

    إنَّـمَا هو سَابِحٌ في بَحرِ الخَيَالِ وَلاَ تَنْجَحُ في هذه البِلاَدِ إلا السيَاسةَ التي تَعْتَمِدُ على الـمُفَاهَمَة مع الحـُكُومَة، بِإِخلاَصٍ وطَهَارَة ضَمِيرٍ.)).انتهى
    وقال أيضًا:(كانت الثورة العظيمة قد أُعلِنَت والنِّيران قد اندلعت، ووُضع السّيف والرّشاش موضع القلم والكلام، وكنتُ يومئذٍ أميناً عاماً لجمعيّة العلماء، ومُحَرِّراً رَئيسِيًّا لصحيفة البصائر، كتبتُ يوماً، قُبيل عيد الأضحى في الإطار الأعلى من الصحيفة، تـهنئة للشّعب الإسلامي بالعيد، وقلتُ: أمّا نحنُ فلا عيد لنا، إلا عندما نبلغ

  • من كتاب "حياتي كفاح "مذ

    بالله عليكم إقرؤوا هذا المقال حتى آخره ولا تنسوا أنه يتحدث عن كلام وقع بعد إندلاع الثورة بسنتين وأبطاله جمعية العلماء المسلمين : من كتاب الاستاذ توفيق المدني "حياة كفاح مذكرات ":
    قال توفيق الـمدني:
    (خطبت مرة بالنادي، ذكرتُ في خطابي على الـملأ من النّاس حق الجزائر في الحريّة والاستقلال، وأنّ الجهود كلّها يجب أن تسير نـحو هدف واحد، وهو تحرير البلاد، فخطب العقبـي بعدي، كعادته ثمّ قال بلهجة حادة: إنّ الجزائر فَرَنْسِيَّة بَرًّا وبَحْرًا وهَوَاءً، وأنّ مَنْ يُشَكِّكُ في هَذَا أَو يُنَاقِضهُ
    يتبع

  • من كتاب ذكرياتي مع الكفاح

    مقتطفات من كتاب ( ذكرياتي مع مشاهير الكفاح ) للدكتور محمد قنانش :
    (في محطة القطار بتلمسان، تقابلنا مع الشيخ عيد الحميد بن باديس وطلبنا منه بعض التفسيرات حول الكلمة التي روجها الشيوعيون باسمه وهي "الشيوعية خميرة الشعب"، فأجابنا بأن (سياستنا تتلخص في أن عدونا صديقنا ) . فقلنا له إن هذا ليس موقفا سياسيا صريحا، و الواجب أنكم تكونون بجانب الوطنيين. فأجابنا :ـ( انكم مجانين و أنا لا أتحدث مع المجانين، هل يمكن أو يُعقل أن تخرج فرنسا من الجزائر؟؟ هذا جنون لا يقبله أي عاقل). و ودعناه و انصرفنا متأسفين )

  • الحقيقة التاريخية

    صريحا، و الواجب أنكم تكونون بجانب الوطنيين. فأجابنا بـ"أنكم مجانين وأنا لا أتحدث مع المجانين، هل يمكن أو يُعقل أن تخرج فرنسا من الجزائر؟؟ فهذا جنون لا يقبله أي عاقل". وودعناه وانصرفنا متأسفين.)
    وهنا نطرح السؤال الذي نكرره كل مرة لماذا تطالب الحركات الاسلامية بالعلمانية لما تكون أقلية او ضعيفة لتحمي دينها مثل الهند ذات الاغلبية الهندوسية او مثل ما فعلت جمعية العلماء في عهد الاستدمار الفرنسي لكن مجرد تحرير الجزائر قامت بفرض عروبتها على الجميع وعربت الخضر واليابس ورفضت التعدد والتنوع ؟

  • الحقيقة التاريخية

    شرط أن تبقى جمعية العلماء التي كانت ممثلة الشعب خاضعة للدولة الام (فرنسا) و تهيئ الجزائريين فكريا لتطبيع معها والخضوع لها وهو ما جعل رجالات الجمعية يقتنعون أن محاربة فرنسا ضرب من الجنون و هو ما أكده الدكتور محمد قنانش في كتابه ذكرياتي مع مشاهير الكفاح ص 117 حيث قال :
    (في محطة القطار بتلمسان، تقابلنا مع الشيخ عيد الحميد بن باديس وطلبنا منه بعض التفسيرات حول الكلمة التي روجها الشيوعيون باسمه وهي "الشيوعية خميرة الشعب"، فأجابنا بأن "سياستنا تتلخص في أن عدونا صديقنا" فقلنا له إن هذا ليس موقفا سياسيا

  • الحقيقة التاريخية

    مثل كل التنظمات و الحركات الاسلامية في عهد الجزائر الفرنسية كانت جمعية العلماء تطالب بالعلمانية (فصل الدين عن الدولة) و كانت تقول في مذكراتها و مجلاتها و اصداراتها بأن الجزائر جزء لا يتجزء من الامة الفرنسية التي هي الام الحنون للجزائريين على حد قول إبن باديس و كان لزاما على الجزائري (العربي) المسلم أن يحمل السلاح للدفاع عن فرنسا اذا تعرضت للعدوان كل ما طالبته جمعية العلماء اذا هو علمنة الدولة أي أن لا تمنع الجزائريين من تعلم العربية واقامة شعائر دينهم وهو ما نفذته وقبلته فرنسا شرط

  • من كتاب ( آثار ابن باديس )

    و المتحدين مع الفرنسيين اتحاداً متيناً لا تؤثر عليه الحوادث الطفيفة أو الأزمات السطحية، نعيش مع الفرنسيين عيش الأصدقاء المخلصين، نحترم حكومتهم وقوانينهم ونطيع أوامرهم ونواهيهم، ونريد منهم أن يحترموا ديننا ولغتنا،ويحفظوا كرامتنا، ويأخذوا بأيدينا في طريق النهضة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهكذا نعيش وإياهم أصدقاء مخلصين، وإذا جاءت ساعة الموت في سبيل الدفاع عن الوطن الفرنسي وعن الوطن الجزائري، وجدونا في صفوفهم الأولى لنموت إلى جانبهم موت الأصدقاء المخلصين
    على هذا الأساس توضع الأمور في مواضعها

  • من كتاب ( آثار ابن باديس )

    أما في حالة الأزمات العالمية، وحين اشتداد الخطب وإذا تكلم الرصاص وارتقت السيوف فوق منابر الرقاب فالمسلم الجزائري يهب كالليث من عرينه، للدفاع عن الأرض الفرنسية كما يدافع عن أرضه الجزائرية وعن حريمه وأطفاله. ولو لم تجنده فرنسا لسار للدفاع عنها متطوعا. ولنا في مختلف الواجهات الحربية الفرنسية عشرات الآلاف من قبور المتطوعين تشهد بهذا.
    فنحن الجزائريين المسلمين العائشين في وطننا الجزائري، والمستظلين بالعلم الفرنسي المثلث الألوان، و المتحدين مع الفرنسيين اتحاداً متيناً لا تؤثر عليه الحوادث الطفيفة أو

  • من كتاب ( آثار ابن باديس )

    مقتطفات من كتاب ( آثار ابن باديس ) :
    "...ثم إن هذا الوطن الجزائري الإسلامي صديق لفرنسا مخلص ، و إخلاصه إخلاص قلبي لا إخلاص ظاهري، يخلص لها إخلاص الصديق لصديقه لا إخلاص التابع لمتبوعه. فهو في حالة السلام والأمن يطلب من فرنسا أن تحترم دينه ولغته، و تمهد له السبيل ليرتقي ضمن دينه ولغته وأخلاقه، وتسبغ عليه نعم الحرية والعدل والمساواة حتى يصبح في رقيه وحريته وسعادته نموذجا للإدارة الفرنسية والتعاون الأهلي الفرنسي، وتستطيع فرنسا أن تفاخر به الذين يتباهون بما علموه في مستعمراتهم الحرة."
    يتبع

  • سايروس

    مصالي الحاج هو اب الحركة الوطنية و اول من طالب باستقلال الجزائر منذ تأسيس نجم شمال افريقيا و بعده حزب الشعب و هو من امر بتشكيل المنظمة السرية التي فجر اعضاؤها الثورة فيما بعد جماعة ال22 كانوا من مناضلي ال mtld الحزب الذي اسسه مصالي الحاج . و رغم ان موقف مصالي من الثوريين معروف لكن هذا لا يعني ان ننزع عنه شارة الاب الروحي للثورة و نعلقها على صدر الشيخ عبد الحميد بن باديس .

  • سايروس

    الادعاء ان الشيخ ابن باديس هو الاب الروحي للثورة و أن خطابه كان الشرارة التي اشعلت ثورة نوفمبر بعد 26 سنة منافي للحقيقة التاريخية ، لأنه لو كانت الجمعية من مهد للثورة لكان مفجري الثورة قد استشاروها في الأمر او أعلموها قبل بدء العمل الثوري ، لماذا ذهبوا إلى مصالي الحاج ليخبروه و لم يعلم علماء الجمعية بالثورة إلا كغيرهم؟
    هل شكل بن باديس خلية و تنظيم سري ؟ هل دعا للجهاد؟
    هل طالب يوما بشكل علني كما فعل مصالي الحاج باستقلال الجزائر ؟

  • سايروس

    الكاتب و المؤرخ و عالم الاجتماع الجزائري ( كمال بوقصة ) ألف كتابا قيما عن تاريخ الحركة الوطنية و تتبع اصول نشأتها أكد هذه الحقائق بكل موضوعية و دقة ، فالتاريخ لا يؤخذ بالعواطف بل يؤخذ إما شهادات متواترة او وثائق مكتوبة أو أثار كلها تخضع للنقد و التدقيق ، التاريخ لا يجب ان يكون انتقائيا لأن ذلك يعطى غالبا انطباعا خاطئا عن الواقعة التاريخية.
    أما من يفضل تاريخا متخيلا كالذي نجده في كتبنا المدرسية فهو حر

  • سايروس

    لاداع لان نكذب و نزور التاريخ فجمعية العلماء المسلمين لم تدعو للثورة المسلحة و لم تنادي باستقلال الجزائر في وثائقها و بياناتها . و أتحدى أيا كان أن يذكر وثيقة واحدة أو بيانا ينص على ذلك .
    ان قادة الثورة اخذوا فكرة النظال من اجل الحرية من مدرسة( حزب الشعب )و ( حركة انتصار الحريات الديموقراطية) بوصفهم اعضاء سابقين فيها و ليسوا جميعا من ابناء الجمعية ، نحن لا ننقص من دور الجمعية لكن لا يجب ان ننسب لها ما لم تقم به .

  • سايروس

    الحركة الوحيدة التي ناضلت من اجل استقلال الجزائر هي ( حزب الشعب ) بقيادة مصالي الحاج. جمعية العلماء كغيرها من التنظيمات النخبوية كانت تعتقد ان الشعب غارق في الجهل و لا يمكنه خوض ثورة عسكرية ، و هو موقف احباب البيان ( جمعية العلماء و فرحات عباس و الشيوعيون ) لذلك لم يصدر اي بيان رسمي من الجمعية يدعو للثورة، لكن لا شك ان أعضاء الجمعية لهم نزعة وطنية خالصة لكنهم فضلوا العمل على الجانب الدعوي و العلمي و تجنبت اي دعوة للاستقلال او الثورة ، فلا لاداعي لان نكذب و نزور التاريخ

  • باسم الله الرحمن الرحيم .

    اللهم احفظ هذه الجمعية التي جمعت أهل الخير على الخير في بلاد الخير, واجعلها ذخرا لأهل العلم في هذا البلد الطيب, وابق شعارها كالشهاب المتقدة التي تنير بصائر الجزائريين لتنقذهم من ظلمات الجهل والتمسخ والتفسخ إلى رحاب الإسلام النقي الطاهر, واجعلها حصنا منيعا تتهاوى على جنباته محاولات طمس الهوية الوطنية. ‘‘اللهم آمين‘‘.

  • adam

    ستبقى هذه الجمعية هي الجمعية الجامعة لكل الجزائريين و سيظل روادها يذكرون عبر الزمن لما قدموه لهذه الأمة التي تكالب عليها الأعداء من الداخل و من الخارج و أقول لشيوخها حفظكم الله و أدامكم ذخرا لهذا الوطن العزيز.