جنايات بومرداس تدين عناصر من حركة “الماك”

عالجت الأحد محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء بومرداس إحدى أخطر القضايا الارهابية المتعلقة بالتنظيم المتطرف الحركة من اجل استقلال منطقة القبائل (الماك)، حيث تورط فيها 9 عناصر كل حسب نشاطه من تهريب الإرهابيين إلى خارج البلاد بواسطة قوارب، واستخراج بطاقات تعريف وطنية، إلى تسيير مواقع إخبارية، خاصة بالتنظيم وإغراق مواقع التواصل الاجتماعي بالأفكار الإرهابية المتطرفة لتجنيد أكبر عدد من الشباب بهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد.
المتهمون الماثلون أمام المحكمة جاءت متابعتهم بمجموعة تهم تعلقت بالانخراط، الإشادة ودعم منظمة إرهابية بنشر أفكارها بصورة مباشرة باستخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال وجنحة إهانة هيئة نظامية مع جرم تدنيس العلم الوطني، والترويج لأخبار كاذبة هذا إلى جانب تهريب مهاجرين غير شرعيين، وقد سلطت هيئة المحكمة ضد المتورطين، عقوبات تراوحت بين سنة حبسا نافذا و10 سنوات سجنا، بعد ما كانت النيابة قد طالبت بتسليط عقوبات بين 5 و20 سنة سجنا.
أما بالنسبة للوقائع فتعود إلى 23 جانفي 2022، حيث وردت إلى مصالح الضبطية القضائية معلومات مفادها قيام شخص يدعى فاتح بتنظيم رحلات غير شرعية بحرا، لبعض العناصر الإرهابية المنضوية تحت لواء “الماك”، حيث كان قد نظم آخر رحلة خلال شهر نوفمبر، حيث نقل 17 مهاجرا غير شرعي إلى إسبانيا على متن قارب، من بينهم 3 عناصر إرهابية، اثنان منهم غادرا إسبانيا إلى فرنسا، والثالث تمت إعادته للتراب الوطني.
وعلى إثر هذه المعلومات، باشرت عناصر الضبطية التحقيق، الذي أفضى إلى تحديد هوية الشخص المعاد إلى التراب الوطني، ويتعلق الأمر بـ”ت. حميد” من منطقة شعبة العامر وبعد سماعه أمام التحقيق اعترف أنه ركب البحر في رحلة غير شرعية قام بتنظيمها “فاتح” المقيم بمدينة بومرداس وقد رافقه شخصان من ولاية تيزي وزو، ويتعلق الأمر بمخلوف وأرزقي اللذان ينتميان لحركة الماك الانفصالية. وأضاف أنه عند دخولهم التراب الاسباني تم توقيفهم من طرف مصالح الأمن هناك ووضعهم بمركز، أين حثه المدعو مخلوف على الانخراط في صفوف التنظيم الذي يسعى لاستقلال منطقة القبائل برئاسة المتطرف فرحات مهنى، وقد غادر بعدها أٍزقي ومخلوف إسبانيا إلى فرنسا، علما أن مخلوف قدم طلبا للجوء السياسي بإسبانيا، وحظي طلبه بالموافقة، عكس حميد الذي رُفض طلبه. و استغلالا لأقوال هذا الأخير تم تحديد الهوية كاملة للمشتبه فيه فاتح واسمه الحقيقي “ش سمير”، الذي صرح بعد توقيفه، أنه قام بتنظيم رحلة غير شرعية بحرا، هرب فيها المذكورين، وأضاف أن أرزقي اتصل به، وابلغه أنه غادر إلى فرنسا، نافيا علمه بأنه من حركة “الماك” .
واستغلالا لجدول المكالمات الهاتفية الخاصة بالمشتبه فيه “ش سمير” تبين أنه كان على اتصال دائم بالمدعو عزايم سمير الذي تم توقيفه في قضية الانخراط في صفوف ذات التنظيم وبموجب إذن بتمديد الاختصاص إلى إقليم محكمة ذراع الميزان تم توقيف مشتبه فيهم آخرين في القضية ويتعلق الأمر بـ”ق ط” الذي اعترف أنه اعتنق المسيحية سنة 2016 على يد المتهم المدعو “ل. ج” وأنه ينتمي للتنظيم الارهابي الماك، حيث تم تجنيده من طرف المتهم “ع ج” أثناء تواجدهما بالمؤسسة العقابية وكذلك الأمر بالنسبة للمتهم “ح.ن”، في حين تعذر توقيف المتهم الثالث “ك.ت” بسبب مغادرته أرض الوطن.
وأثناء استجواب الموقوفين اعترفوا أنهم كانوا يتابعون خطابات رئيس التنظيم الإرهابي فرحات مهنى ويقومون بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكانوا يتبادلون المناشير، خاصة المسيئة للإسلام، فضلا عن تدنيس الراية الوطنية مع الإساءة لرموز الدولة. كما عملوا على استصدار بطاقات تعريف “وطنية” من حكومة التنظيم الإرهابي المزعومة.