-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جنيف 2 أم ليبيا 2؟

حسين لقرع
  • 2900
  • 1
جنيف 2 أم ليبيا 2؟

في حين تجرى استعدادات حثيثة لعقد مؤتمر “جنيف 2” في شهر جويلية الداخل، تجري الولايات المتحدة وحلفاؤها، وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا، استعدادات أخرى، فيما يبدو، للتدخل عسكرياً في سوريا وإسقاط نظامها بالقوة وتمكين المعارضة المسلحة من الحكم كما تمّ في ليبيا من قبل.

أمريكا نصبت صواريخ باتريوت في تركيا والأردن، ونشرت 3 آلاف من جنودها في المملكة الهاشمية، وقد تقيم منطقة حظر جوي بعمق 40 كيلومترا داخل الأراضي السورية المتاخمة للأردن.. ويُضاف كل ذلك إلى إعلانها تزويد المعارضة العلمانية بأسلحة نوعية مضادّة للدروع والدبابات لإعاقة تقدم الجيش السوري وتحقيق نوع من التوازن على الأرض.

ويبدو أن أمريكا وحلفاءها قد بدأوا يقتنعون بأن المعارضة السورية، عاجزة عن إسقاط النظام بالقوة، ولاسيما بعد أن دخل حزبُ الله بثقله العسكري ميدانَ المواجهة ومكّن النظامَ من تحقيق نصر كبير في القُصير، فبدأوا يتأهبون للتدخُّل بأنفسهم لتكرار السيناريو الليبي في سوريا؛ إذ تدخَّل الناتو هناك بعد أن تيقّن بأن الثوار الليبيين عاجزون عن تحقيق النصر على القذافي، بل إنهم سيفقدون حتى بنغازي ويُقضى عليهم تماماً، فتدخل الناتو لإغاثتهم وترجيح الكفة لصالحهم. ويبدو أن الغرب متيقّنٌ من عجز المعارضة السورية أيضاً، فحتى أسلحته الحديثة التي ينوي تزويدها بها قد لا تُسقط النظامَ في ظل صموده الكبير طوال 26 شهراً، والشراسة التي يقاتل بها الجيشُ النظامي الذي يختلف جذرياً عن كتائب جيش القذافي، يُضاف إليها بأسُ مقاتلي حزب الله المتمرّسين في حرب العصابات، ولذلك يُنتظر أن يتدخل الناتو، وخارج تفويض مجلس الأمن الدولي، بثقله العسكري لحسم المعركة والحرص على إيصال المعارضة العلمانية إلى الحكم حتى لا يسقط في يد الإسلاميين الذين سيعمل المستحيلَ لتحويلهم إلى لبنان لمهاجمة حزب الله في معاقله للقضاء عليه، قبل البحث عن “حلٍّ” لهم، ثم التفرغ لإيران أخيراً.

باختصار، يبدو أن أمريكا وحلفاءها يراهنون على “ليبيا 2” وليس “جنيف 2” كما تأمل روسيا وكل توَّاق إلى وضعِ الحرب أوزارها في سوريا. التدخلُ العسكري هو الذي يحقق لهم مصالحهم وفي مقدمتها إقامة “شرق أوسط جديد” أكثر مما تضمنه التسوية السلمية للأزمة السورية.

 

لكن المشكلة أن روسيا متشبِّثة بحليفها الأسد بعناد، وهي غير مستعدة لخسارته كما خسرت صدامَ والقذافي من قبل، ولن تسمح بمهاجمة سوريا، ويُضاف إلى ذلك أن الحرب تعني تهاطل عشرات الآلاف من صواريخ سوريا وإيران وحزب الله على الكيان الصهيوني، على طريقة “عليّ وعلى أعدائي” ما يكبّده خسائرَ فادحة قد لا يكون مستعدا لتحمّلها، ثم إن هناك احتمالاً بأن يسقط الحكمُ في أيدي الإسلاميين كالثمرة الناضجة، ما يُجبر الغربَ على دخول حربٍ أخرى إلى جانب حلفائه في “الجيش الحر” لإسقاطهم، وقد يفتحون جبهة الجولان أيضاً.. كل هذه العوامل قد تجعل الغرب يتراجع في الأخير ويفضل “جنيف 2” على “ليبيا 2” ويبحث عن تسوية مع روسيا والأسد تحفظ له بعض مصالحه، أو يواصل دعم المعارضة لسنوات لاستنزاف الجيش السوري وإنهاك الدولة ودفعها إلى التفكك والانقسام على أساس طائفي، وبالتالي تحقيق نفس النتائج تقريباً، وفي مقدمتها إبعاد أي خطر عن الكيان الصهيوني، دون المغامرة بدخول حرب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابن القصبة

    شتان بين ليبيا وسوريا،في ليبيا لم يمر أسبوعان على الثورة حتى تدخل الناتو فأصبحت دول تحارب ضد جيش القذافي،أما في سوريا فالثوار تحاربهم دول بأكملها،وبخبث غربي أمريكي مفضوح لأنهم لايريدون إلا أمن الصهاينة،فالبتالي هم حريصون على إبعاد الإسلامين عن الصراع ولهذا أعطوا الضوء الأخضر لحزب الشيطان لقتال الإسلامين تنفيذا للمخطط الأمريكي الروسي الذي يعطي الأمان لجماعة الأسد ويمكنهم من إقامة الدولة العلوية على الساحل،ويعينوا كرازاي جديد من العلمانين يحمي حدود الصهاينة كما كان يحميها الأسد.