حاروا كيف يفعلون بالعراق
لم يكن الاستعماريون الجدد قادرين على احتلال العراق دون دعم بعض النظام العربي وتحريضه.. وظن هؤلاء المجرمون القتلة، أن العراق سيزول من خارطة الجغرافيا، وسيتشتت شعبه على أصقاع الارض.. وسيزول كذلك من وعي العرب، ومخزون تفاؤل العرب بنهضة وانتصار على اعداء العروبة والاسلام.
-
لم تترك عاصفة الحقد الصليبي شيئا إلا وأتت عليه من القواعد أسقطوا الدولة ودمروا الآثار وسرقوها وانتهكوا الحرمات وفتكوا بكل روابط المجتمع وأفسدوا في البلاد وكرسوا في مفاصل العراق أجراءهم وشكلوا لهم برلمانا وحكومة وانفقوا على هياكل الجريمة أموالا طائلة من ثروات العراق وخيراته..
-
أرادوا بذلك ان يوفروا لإسرائيل شروط الأمن والاستمرار في الحياة.. بمعنى آخر أرادوا ان يمدوا في عمر اسرائيل، واشتركت الجريمة مع الخيانة مع النذالة مع كل قيم الشر ومن يمثلها إقليميا ودوليا في العدوان.. ولأنهم يعلمون ان لا استمرار لإسرائيل إلا في غياب احتمالات النهضة والقوة العربية.. فكان العدوان الصليبي بقيادة الأمريكان والإنجليز.
-
فكانت المقاومة العراقية منذ يوم الاحتلال الأول بأقصى ما عند الشعب من إرادة للعزة والكرامة.. ومضت السنون الصعبة الدامية وسقط للعدو آلاف القتلى، ومئات آلاف الجرحى والمعتوهين المرضى.. كانت المقاومة فكان الانهيار المدوي في سمعة الجيش الاستعماري القتالية.. وكانت المقاومة فكان الفشل الذريع للمخطط الأمريكي بتفكيك دول المشرق العربي وإعادة تركيبه فيما يسمى شرق أوسط جديد.. وكانت المقاومة فانهار الاقتصاد الأمريكي كما يعلم الجميع انهيارا لا إنقاذ له.. وهكذا تتجلى آثار الحرب على المجتمع الأمريكي والاستراتيجيات الامريكية والخطط الأمريكية، بل وعلى الوضع الدولي فيما له علاقة بميلاد قطبيات دولية وعودة أقطاب دوليين للمشهد السياسي الدولي من جديد.
-
وأراد الاستعمار الأمريكي ان يخرج بأقل الخسائر فعمد الى تكريس حياة سياسية لا يمكن ان تكون الا ضامنة للمصالح الأمريكية من خلال تكريسها لحالة العجز والضعف والتمزيق الاجتماعي والجغرافي بعناوين عديدة مذهبية وقومية.. وانشأوا للمسرحية برلمانا وحكومة وأحزابا وصحفا وفضائيات.. وكونوا ميليشيات مسلحة فيما لا أمن للحكومة ووزرائها إلا المنطقة الخضراء التي لا تسلم من دك صواريخ المقاومة.
-
أشهر عديدة انقضت على آخر انتخابات ولم تتشكل حكومة الساسة الجدد الذين يتقاسمون الغنيمة التي يلقي بها المحتل الأمريكي الى موائدهم.. وكل شيء يسير نحو شرعنة الفساد الإداري والمالي والعدوان المنظم ضد الحريات وكرامة الشعب.
-
فعلوا بالعراق ما لا يخطر على قلب بشر.. قتلوا علماءه وشنقوا زعماءه وشتتوا شعبه ومزقوا أرضه.. إلا انهم في حيرة من أمر العراق.. انهم اصبحوا اكثر يقينا من اي وقت مضى بأن العراق قادر ان ينهض من كبوته بأسرع مما يتوقع الجميع.. في ليلة واحدة سينهض جيش العراق ويرد الأمر للشعب ويطارد فلول المحتلين.. في يوم واحد ينهض الشعب بالأحذية والبارود يلاحق السماسرة والخونة ولا يبقي لهم أثرا.. انهم يصطدمون مع القدر.. إنه العراق سيف الأمة ورهانها المنتصر.