حافلات وسيارات أجرة لنقل بريد الجزائريين

يستعين الكثير من الأشخاص بسائقي الحافلات وسيارات الأجرة لإرسال الرسائل والطرود البريدية إلى أقاربهم وأصدقائهم في مختلف ولايات الوطن، تفاديا للإجراءات التي تصاحب عملية إرسالها عبر البريد، وذلك لضمان وصولها إلى الوجهة المطلوبة في أسرع وقت ممكن، خاصة وأن الكثير من المواطنين أصبحت تربطهم علاقة ثقة مع هؤلاء الناقلين.

وأصبحت هذه الطريقة من أحسن الوسائل التي يعتمدها المواطنون الراغبون في إيصال رسالة أو طرد بريدي إلى أحد الأقارب أو الأصدقاء في شتى مناطق الوطن، خاصة أنها تعتبر مضمونة وسريعة مقارنة بإرسالها عبر البريد، حيث اعتاد بعض الناقلين على استقبال “الأمانات” كما يحلو لهم تسميتها يوميا في المحطة البرية للخروبة، بما أنها أكبر محطة لنقل المسافرين إلى كافة الولايات   .

ويقوم سائق الحافلة أو التاكسي أو القابض في بعض الأحيان بالتنسيق مع المرسل من خلال أخذ بياناته وعنوانه ورقم هاتفه، وكذا بيانات وعنوان المرسل إليه ورقم هاتفه، حتى يتم التواصل معه خلال الطريق وكذا مباشرة عند الوصول ليتسلم أمانته، كما يقوم القابض أو السائق بمعاينة الطرد والتأكد من محتوياته، وذلك مقابل مبلغ مادي يتم تحديده حسب حجم الطرد والمسافة التي ستقطعها وسيلة النقل التي يرسل فيها.

وحسب أحد المواطنين الذي اعتاد إرسال الطرود التي تحتوي على مجموعة من الوثائق والفواتير التي تخص عمله إلى مكتب عملهم في ولاية من ولايات شرق البلاد، فإن هذه الطريقة هي الأنسب لإرسال هذه الطرود، خاصة وأنه يرسلها ليلا من المحطة البرية للخروبة لتصل قبل طلوع النهار، ما يساعد زملاءه هناك على استلامها قبل بداية العمل رسميا.

كما أخبرتنا إحدى السيدات أنها تعتمد هذه الطريقة منذ سنوات ووجدت فيها ضالتها، خاصة وأن السائقين والقابضين الذين اعتادت إرسال الطرود معهم أصبحوا يعرفونها جيدا، كما أصبحت تثق بهم، حيث يوصلون الأمانة سليمة إلى أصحابها في الوقت المناسب مقابل مبالغ تتراوح ما بين 300 و500 دج، وفي أغلب الأحيان تكون الأغراض التي ترسلها عبارة عن ملابس وبعض المأكولات لشقيقتها في ولاية الشلف.