حالة استنفار في المؤسسات الصحية بسبب الأنفلونزا الموسمية

تشهد مصالح الاستعجالات الطبية عبر مستشفيات أغلب ولايات الشرق الجزائري هذه الأيام، حالة استنفار قصوى، جرّاء الأعداد الهائلة من المواطنين الذين يقصدونها في مختلف ساعات الليل والنهار، بسبب شدّة معاناتهم من أعراض الإصابة بزكام حاد لم يعهدوه من قبل، وتتمثل أعراضه في السعال والحمى الشديدة والمصحوبة بألام حادة في المفاصل والعضلات وغيرها.

وفي الوقت الذي يكتفي فيه بعض الأطباء في وصف بعض المضادات الحيوية والفيتامينات للمصابين ودعوتهم للركون إلى الراحة وتفادي الأماكن العامة والتجمعات لعدم نقل العدوى، فإن أطباء آخرين دعوا المواطنين إلى ضرورة العودة إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، كتلك التي تم الالتزام بتطبيقها خلال فترة تفشي جائحة كورونا، وفي السياق، ذكر الدكتور جمال الدين حميدة، في اتصال هاتفي مع الشروق، أن فيروس الأنفلونزا هذه السنة، أشدّ خطورة، ونصح بالعودة إلى تجنب التجمعات والمكوث طويلا في الفضاءات العامة، وارتداء الكمامة لتفادي تلقي العدوى بفيروس الأنفلونزا الموسمية، مضيفا بأن الكمامة مخففة لكل الفيروسات التي قد يتلقاها الفرد من شخص مصاب.
وذكر بعض الأولياء الذين التقتهم الشروق في العيادة متعددة الخدمات بحي بوالصوف، والذين كانوا برفقة أبنائهم المصابين بأعراض الأنفلونزا، أن بعض الأطفال أصبحوا غير قادرين على الحركة بعد إصابتهم بحمى شديدة أقعدتهم الفراش، بل أن من بينهم حتى من أصيب بأعراض شلل في الأطراف، لكن الأطباء ـ حسبهم ـ أكدوا لهم أنه بإمكانهم العودة إلى حالتهم الطبيعية بمجرد الشفاء من الزكام الحاد. وذكر أطباء بأن أعراض الانفلونزا الموسمية هذه السنة كانت شديدة على الأصحاء، وتشكل خطرا على الأطفال أقل من خمس سنوات وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، حيث تبدأ الإصابة بنزلة برد مصحوبة بحمى خفيفة، لتتطور سريعا بمهاجمة الفيروس للجهاز المناعي، وحدوث تعقيدات صحية، ونصحوا في السياق بضرورة الإسراع في مراجعة الطبيب لتشخيص تلك حالة الإصابة والشروع في تلقي العلاج اللازم لتفادي حدوث مضاعفات صحية خطيرة، خاصة وسط الأطفال والمسنين. وقد عادت مظاهر ارتداء القناع الواقي من الفيروسات، مجددا في الفضاءات العامة ووسائل النقل الجماعي والأسواق، بمدينة قسنطينة، عملا بنصائح الأطباء الذين دعوا المواطنين إلى عدم التهاون لمجابهة فيروس الأنفلونزا الموسمية، ومنع انتشاره، في وقت بادرت بعض العيادات الطبية إلى القيام بعمليات تلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية.