الرأي

حاليلوزيتش.. جزائري أيضا!

جمال لعلامي
  • 3426
  • 9

عندما تمّ تعيين البوسني وحيد حاليلوزيتش ناخبا وطنيا للمنتخب الجزائر، تساءلنا وقلنا: “لماذا هكذا خبز الدار ياكلو البرّاني؟”، لكن الأيام أثبتت أن الرجل لم يقصّر في مهمته، حتى وإن كان “خالص عليها”، وربما ما عزز أسهم “حاليلو” هو أنه فرح عند انتصار الخضر وبكى لهزائمهم.

كم هي مؤثرة تلك الدموع التي ذرفها حاليلوزيتش بعد “المعركة” الطويلة والمشرّفة بين الجزائر وألمانيا، فلم يكن وحيد وحيدا في حزنه وألمه ودموعه، فقد شاركه هذه التقاسيم كل الجزائريين أو أغلبهم ممّن شاركوا المواجهة الحاسمة بقلوبهم وعقولهم، إمّا بالتواجد في مدرجات ملاعب البرازيل، أو بمتابعة مشاهد المباراة ببيوتهم.

شكرا للناخب الوطني الذي وقـّع عقدا جديدا بعد ما قضى تجربته وخبرته مع المنتخب الجزائري، وحتى إن سجّل محللون وخبراء و”فلاسفة” ومشاهدون وإعلاميون، الكثير من الأخطاء والأهداف ضدّ حاليلوزيتش، إلاّ أن الرجل قدّم للفريق ما يستحقّ عليه التقدير والاعتراف.

نعم، لقد انهزم المنتخب الجزائري أمام نظيره الألماني، وهذه هي لعبة كرة القدم، رابح وخاسر، لكن لا يجب تضخيم هذه الهزيمة وإعطائها أكثر ممّا تستحقّ، فقد قاوم اللاعبون وأسالوا العرق البارد لنظرائهم، وكادوا أن يحرزوا النصر، بعد ما حققوا التكافؤ في اللعب والمواجهة والمقاومة.

شكرا، للجزائريين الذين خرجوا إلى الشوارع مهلـّلين ببطولة الرجال وشجاعتهم ونفسهم الطويل، وشكرا لحاليلوزيتش الذي بكى مع الجزائريين الذين لم يبكوا الخسارة، وإنـّما بكوا “الزهر” الذي خانهم في اللحظات الأخيرة من معركة المعارك.

لولا العقد الذي وقعه مع منتخب آخر، والالتزام الذي قطعه على نفسه، لوجب التساؤل بكلّ براءة: لماذا يستقيل أو يُقال حاليلوزيتش الآن؟ وما الذي كان منتظرا من وحيد؟ وأليس النتائج التي قدّمها تكفي للتمسّك به وتجديد عقده، على الأقل إلى غاية كأس إفريقيا 2015 بالمغرب؟

قال قائل، أن “حاليلو” أبرم عقده بحثا عن الأفضل وبحثا عن “راتب” أعلى من الذي كان يتقاضاه بالجزائر، وهذا بطبيعة الحال حقه الشرعي والمشروع، لكن هل هذا يمنع هؤلاء وأولئك من قول كلمة حقّ لصالح هذا المدرّب الذي ساهم -نقول ساهم ولم يؤهل وحده- المنتخب الجزائري إلى مونديال البرازيل؟

مازال أمام الفريق الوطني الكثير، ومازالت أمامه معارك ضارية، لكن يجب تشجيع هذا المنتخب فردا فردا، حتى لا يضيع الجمل بما حمل، وحتى يُسلـّم المشعل من جيل إلى جيل، ومن الخلف إلى السلف، وبعدها ستكون الهزيمة بطعم النصر، لأنه في كثير من الحالات، فإن النصر يُبعث من الهزيمة.. فلا ترموا “سلاحكم” فقد خسرتم المعركة لكن الحرب لم تنته!  

مقالات ذات صلة