-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حب من طرف واحد

الشروق أونلاين
  • 9507
  • 3
حب من طرف واحد

فجأة اكتشف الجزائريون أن بلادهم ـ الأكبر مساحة في القارة السمراء، والأكثر ثراء بخيراتها الباطنية والسطحية، والأعرق تاريخا في النضال والتحرر والتحدي ـ هي عاجزة عن تنظيم بطولة أمم إفريقيا في كرة القدم، التي نظمتها بوركينا فاسو وغانا وأنغولا، وستنظمها إفريقيا الاستوائية..

  • فجأة اكتشفوا أن المنظومة الكروية ـ التي تمنح لبعض لاعبي الكرة مرتبات تقارب النصف مليار سنتيم شهريا، ويغدق رؤساء الأندية من خزينة الدولة إسرافا في تدعيم  أنديتهم التي قد لا تتألق محليا، فما بالك قاريا!!؟ ـ غير قادرة على حسم إمكانية استقبال بطولة أمم إفريقيا التي كان من المفروض أن تنظمها الجارة ليبيا لثاني مرة في تاريخها، وهي التي لم يسبق وأن شاركت في المنافسة غير مرة واحدة فقط، إلا بقرار رئاسي وتدخل السلطات العليا لضخ الملايير، طبعا من أجل رفع تحد مادي وليس معنوي، بمسابقة الزمن، كما يحدث عادة في الزيارات الرئاسية لكل الولايات، حيث تتحول المشاريع المتعطلة والجامدة إلى ورشات، فيها القليل من الجودة والكثير من المال، لأجل إرضاء الرئيس بالشكل من دون المضمون.
  • الجزائريون الذين يعلمون أن أي لاعب كرة مرتبه السنوي هو ميزانية مصحة أو مديرية ري وغابات، ويعلمون أن ما ينفقه أي ناد هو ما تنفقه كل الجامعات على البحث العلمي، لا يفهمون كيف نحب جميعا هذه اللعبة، ونعجز عن توفير البنية التحتية، وهي ملاعب كرة ما زلنا نجترّ منها ما تم إنجازه منذ أربعين سنة، في عهد لم يكن عمر الجزائر المستقلة قد تجاوز العشر سنوات، وسعر النفط قد تجاوز العشرة دولارات، ويكفي أن نشاهد أنفسنا في المرآة من دون ماكياج، في سطيف وتيزي وز،و حيث يلعب أحسن ناديين على أرضيات من العشب الاصطناعي، أو في العاصمة، حيث يصرف فريق الاتحاد ستين مليارا على شراء لاعبين لن يمنحونا الفرجة، وهو لا يملك ملعبا للتدريب والمنافسة.
  • إذا كان هذا حالنا مع لعبة هي التي تصنع أفراحنا وأقراحنا، فكيف هو الحال مع الرياضات الأخرى التي ما عاد مطروحا أن تستضيف الجزائر منافساتها القارية والإقليمية؟ وكيف هو الحال مع الملتقيات الفكرية والعلمية والاقتصادية الكبرى التي تتسابق عليها الدول المجاورة، وتصطاد من خلالها العباقرة والمفكرين أو على الأقل الخبرة؟
  • تحويل ملف تنظيم كأس أمم إفريقيا لرئاسة الجمهورية هو بالتأكيد ليس طلبا لرعاية معنوية، وإنما بحثا عن طوفان من المال، خاصة أن عاما ونصف عام عن موعد المنافسة كافية لذر الرماد في عيون السلطة والشعب، حيث يمكن تجاوز المناقصات والمراقبة التقنية، وغيرها من شروط مباشرة، لترميم ما هو موجود وإتمام ما هو معطّل، وبعث ما هو عدم، وعندما تستدعي شركات آسياوية أو أوروبية أو من أمريكا الللاتينية لإنجاز ملعب في عام ونصف عام، فإنك مطالب بدفع الغالي جدا، وتستلم الرخيس جدا.
  • في عالم كرة القدم يوجد دائما فائز وخاسر، لكن في حكاية تنظيم الجزائر لمنافسة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، لن يؤدي أي قرار تتخذه السلطات العليا إلى الفوز، ففي حالة اعتذار الجزائر عن الترشح للتنظيم، فإن الخسارة مؤكدة، لأن الفرصة قد لا تتكرر، ناهيك عن الخيبة في كوننا عاجزين عن تنظيم بطولة عادية، وفي حالة “رفع التحدي”، فإننا سنكون مقبلين على خسارة مادية ومعنوية، لا تختلف عن تنظيمنا العنتري لمهرجان الشباب العالمي، وسنة الجزائر في فرنسا، وغيرها من مهرجانات التبذير الكبرى؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • 99

    انتظرونا في 2999

  • salim

    ان شاء الله كاش عام انظموها..........................

  • hakim

    والمشكل ايظا في الغاشي تاعنا تخسر ماتش يوقع التكسار ووووووو
    كرهت الملاعب لان فيها تسب الذات الالهية عادي
    انشري ياشروق بارك الله فيكي