الرأي

حتى اليهود تحركت ضمائرهم!!

رشيد ولد بوسيافة
  • 5241
  • 7

“عندما أحرقنا المسجد الأقصى لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل.. فعندما بزغ الصباح، علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة، وباستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده”.

هذا ما قالته غولدا مائير رابع رئيس وزراء لإسرائيل، في وصفها لحال الأمة العربية خلال العقود التي تأسّست فيها إسرائيل، وتعاظم خطرها، مقابل تشتت العرب وضعفهم وموت ضمائرهم.

وبعد كل هذه السنوات، لا زال العرب في خمولهم وانحطاطهم وتخلفهم، ولازالت إسرائيل تدمر البيوت وتقتل النساء والأطفال، دون أن يشكل ذلك مشكلة للشعوب العربية، التي لم تكلف نفسها النزول إلى الشارع والاحتجاج على ما يحدث، في الوقت الذي يتظاهر السويديون والبريطانيون، وحتى الأمريكيون.

كيف يعقل أن يتظاهر اليهود ضد شركة بوينغ مصنعة طائرات الأباتشي التي تمزق أجساد أطفال غزة الطرية، بينما لا يفعل العرب شيئا، وهم يشاهدون هذه الطائرات تزأر فوق سماء غزة، وهي تطير ببترول عربي!!

وليت الأمر توقف عند حدود السلبية واللامبالاة، بل تعدّى ذلك إلى التآمر مع الصهاينة وتبرير جرائمهم في حق الفلسطينيين، خصوصا من بعض المندسين في الإعلام المصري، الذين كانوا نعم العون للصهاينة، وهم يدمّرون غزة ويقتلون نساءها وأطفالها.

لقد أحرجت المقاومة الفلسطينية كل المتآمرين والانهزاميين، وعلى رأس هؤلاء العصابة الحاكمة في مصر، التي قدمت خدمة جليلة لإسرائيل بطرح مبادرة تخدم إسرائيل، وتجرد المقاومة من سلاحها، وتبتز أهل غزة مقابل فتح المعابر.

وما يؤسف له أن وزراء الخارجية العرب، وافقوا على هذه المبادرة التآمرية التي باركتها إسرائيل منذ البداية، وكانت النتيجة إظهار حماس في موقف المتعنت الذي يرفض مبادرات التهدئة، ويصر على المواجهة العنيفة مع إسرائيل…

لو كانت ضمائر الشعوب العربية حية، لحاسبوا هؤلاء الوزراء الطراطير الذين وافقوا على مبادرة مصر التآمرية، دون نقاش أو تمحيص للأكاذيب التي قالها وزير الخارجية المصري، حيث ادعى أن مصر نسقت مع فصائل المقاومة قبل طرح المبادرة.

ومن هؤلاء، وزير خارجيتنا رمطان لعمامرة، الذي وقع في تناقض خطير عندما صرّح بأن الجزائر تقف لصالح الفلسطينيين، وفي المقابل وافق على مبادرة مصر المشبوهة، التي تريد تقليم أظافر المقاومة.. لو كنا شعبا حيا ومسؤولا لاستقبلنا هذا الوزير الطرطور بالمظاهرات، وطالبناه بكشف الحساب عن الدّعم الذي قدمه باسم دولة المليون ونصف المليون شهيد للفلسطينيين.

مقالات ذات صلة