-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حرب العواجل!

جمال لعلامي
  • 651
  • 0
حرب العواجل!
رويترز
باحث في جامعة بيتسبرغ يعمل على لقاح محتمل لكوفيد-19 في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأمريكية يوم 28 مارس 2020

حرب العواجل مازالت مستمرة، عبر العالم، على خلفية “كوفيد 19″، وقد بدأ الإعلام الدولي والخبراء والمختصون، يركزون الآن أكثر على الخسائر، ويستشرفون باستنطاق رجال الأعمال والمستثمرين والمستوردين والمتعاملين، الواقع الاقتصادي، بعد أن تضع حرب الجائحة أوزارها، وتبدأ الدول المنتجة والمستهلكة والصناعية، تتنفس الصعداء، وتحصي أضرارها، وما يجب فعله لتجاوز أزمة مركّبة قادمة إن آجلا أم عاجلا!

طبعا، نهاية الحرب الفيروسية، ستدقّ الجرس لبداية حرب اقتصادية، بين كبرى الدول، والحال أن هذه الحرب الحامية الوطيس، قد بدأت فعليا، ولذلك تتباحث الحكومات المتضرّرة بكورونا حيل ووسائل مواجهة تداعيات الوباء القاتل، وكيفيات معالجة آثاره الوخيمة على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والحياتي، وكيف يمكن تعويض ما فات من خمول وركود بسبب الحجر الصحي المفروض فرضا عبر أصقاع الكرة الأرضية!

لقد بدأت القنوات النافذة والموالية والتابعة للوبيات الضغط وجماعات المصالح، عبر المعمورة، في إطلاق “رصاصاتها”، ومنها نيران صديقة، من خلال عواجل مرعبة، وأخرى محذرة ومهدّدة ومتوعّدة، بوضع اقتصادي ومالي جديد، والغريب أن بعض هذه “الآلات الإعلامية” التي لا تتحرّك إلى بمهماز غمّاز لمّاز، بدأت في ضرب خطّ الرمل و”الزمياطي” لتحقيق أهداف مكتومة ومشبوهة!

الشاطر والنبيه في الحرب القادمة، بعد هزيمة كورونا، هو من يعرف من أين تـُأكل الكتف، حتى لا تأتي المعركة الاقتصادية على ما تركته المعركة الوبائية، ولذلك، فإن بلدان كبيرة، نهشها الوباء، وأسقطها أرضا، ومرمد منظومتها الصحية، وأربك خطط تسييرها للأزمات والطوارئ، شرعت في “تسخين البندير” والعضلات، لمواجهة الأسوأ!

علينا كجزائريين أن نتفطن لما هو قادم على الصعيد الدولي، من تحالفات اقتصادية ومالية ودولية جديدة، ستكون طبعا مبنية على أساس وأسس المصلحة، وجني ثمار ما بعد الجائحة التي دمّرت البلدان اقتصاديا، وهزت نسيجهم الاجتماعي، وتنذر بتداعيات وخيمة لاحقا، ما لم يتم ابتكار حلول ذكية لمراوغة أزمة الأزمة والخروج منها بسلام!

فرصة الدول النامية والفقيرة، أنه باستطاعتها أن تتحوّل إلى “كارتلات” منتجة، على الأقلّ لتحقيق جزء من الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، وقديما قالوا “كي تشبع الكرش تقول للرّاس غنّي” (..)، فالمطلوب إذن، دهاء إداري، وسرعة في التقييم والجرد والمتابعة، حتى تكون القرارات والإجراءات القبلية والبعدية، ملائمة ومتلائمة مع المستجدات الطارئة والاستعجالية، بما يحقّق التكيّف والتعايش مع جائحة لا تُهزم بسلاح “الجياحة”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!