-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حصانة للنواب.. أم حضانة للفساد؟

قادة بن عمار
  • 1433
  • 9
حصانة للنواب.. أم حضانة للفساد؟
ح.م

برفض “الأغلبية فيه” رفع الحصانة عن نائب جديد متّهم بالفساد، يكون البرلمان سيئ السمعة أصلا، قد أثبت مرة أخرى عمله ضدّ “العهد الجديد”، وأنه حوّل الحصانة القانونية إلى حضانة حقيقية للفساد والمفسدين!

وإلاّ، ما معنى تصريح رئيسة الشؤون القانونية في هذا البرلمان “الموقّر”، بأنه يتعين على السلطة انتظار العهدة النيابية للبرلمان الحالي حتى تنتهي “من أجل محاسبة بعض البرلمانيين المتورطين في قضايا فساد”؟!

لا، بل إنّ المتحدثة ذاتها، قالت عقب قرار الأغلبية من زملائها عدم رفع الحصانة عن النائب، الوزير السابق، عبد القادر واعلي، إنه “يتعين على وزير العدل الضرب بيد من حديد ضد كل فاسد أو مشكك في محاربة الفساد في الجزائر الجديدة”؟ فأين يمكن تصنيف هؤلاء الذين ضمنوا الحماية لأحد النواب ممن طلبت وزارة العدل رفع الحصانة عنهم، هل هم فاسدون؟ أم من جماعة المشككين؟!

الغريب، أن اللجنة القانونية في البرلمان تعاملت مع قضية الوزير السابق واعلي على أنها تقنية بحتة، وأمهلته مدة قانونية من أجل تقديم الوثائق لإثبات براءته، فهل تحوّل البرلمان إلى محكمة لتبرئة فلان وإدانة علان؟!

ثم أيّ أثر سلبي يمكن تركه لدى الرأي العام بسبب توفير الحماية والحصانة لبعض النواب والوزراء السابقين؟ علما أن عددا كبيرا من هؤلاء المواطنين لا يزال يشكك حتى الآن في مسعى محاربة الفساد.. ويطالب بمزيد من الإجراءات والقرارات، إلا إذا كان الهدف من حماية بعض “المشبوهين”، هو ضرب ثقة المواطنين في الصميم، وجعلهم يفقدونها كليّا؟!

ما حدث في البرلمان من توفير للحماية واستمرار إبقاء الحصانة، دليل آخر عن كون هذه الهيئة باتت خطرا على الجزائر والجزائريين، وأنها لا تتوافق تماما مع عناوين المرحلة الجديدة، كما أنّ مسألة إبقائها على قيد الحياة الدستورية والسياسية ستكلّف الجزائريين الكثير من المشاكل والأزمات.

البرلمان ذاته بات ينشط في الفترة الأخيرة بتنظيم أيام دراسية من أجل الصحة والتعليم والعدالة… إلخ، وهي كلها “أمور وقضايا” لم نكن في حاجة إلى زيادة مساحة التنظير فيها، لو أن البرلمانيين قاموا بمهامهم فعلا، من خلال تشريع القوانين التي تحمي المواطنين وترفع من مستوى معيشتهم أو حتى راقبوا أداء الحكومات المتعاقبة بالشكل الذي لا يجعلنا أضحوكة أمام العالم نتيجة التسيير الكارثي الذي يتم الكشف عن بعض مهازله الآن، في محاكمات تركيب السيارات “وما خفي كان أعظم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • مواطن

    الحصانة استحدثت اصلا من اجل هذا.لو كانت حصنا ضد الادارة للبرلماني ليقوم بعمله لكان معقولا لكن الذي عايشناه منذ صغرنا ان البرلمان والادارة لهما مصالح متبادلة .

  • حفيظ

    المفسد يعرف المفسدمثله ويحميه وإلا كيف يشكون في إتهام العدالة الجزائرية ويقررون عدم رفع الحصانة على مفسد.

  • عتريس

    لن يستطيع فعل اي شيء لن يحل البرلمان ولن يستطيع طرد اي مسؤول قام بتجريح اي مواطن طلب حقه مثل ما فعل والي مستغانم مع تلك المراة الارملة المسكينة بعد ان نهرها للانها لا حول ولا قوة لها كان من واجب المنواطنين الحاضرين طرده ورجمه وليس التوسل اليه ...تنقصه الشجاعة والضرب بيد من حديد علةى كل من اخطا وليس بالاجتماعات التي لا طائل من ورائها القادم اسوا مع حكومة حك تربح

  • خروطو

    هذا البرلمان الكل يعرف ويعترف انه غير قانوني واعضاؤه الفاسدون يفرضون قانونهم على الدولة ويتمردون في رفع الحصانة ضد فاسد لانهم كلهم فاسدون وفاسدات هل هم فوق القانون بحصانتهم هذه المزيفة والتي يستعملونها في النهب والسلب وغيره لماذا لا يضرب بها عرض الحائط وتقوم مصالح الامن باعتقال كل فاسد وكل فاسدة وما اكثرهم لماذا لا يقوم الرئيس بسن قانون يلغي به الحصانة البرلمانية لانه القاتضي الاول في البلاد وله الحرية المطلقة في ذلك .....ان الحديث عن ةمحاربة الفساد والفاسدين ما هي الا مسرحية لا تلبث ان يذهب مفعولها وهي ذر للرماد في العيون ....

  • lyes skikdi

    هذا ذليل آخر على حل البرلمان أو إنتخابات مسبقة لتصفيته ..... قبل فوات الاوان

  • محمد

    نتكلم عن وقوع تغيير نظام فاسد ونستمر باستعمال نفس الهيئات والوجوه التي سادت البلاد أثناء عهد بوتفليقة من أعلى سلطة في الحكم القائم ونستغرب من كون جهاز البرلمان المزور يحمي أعضاءه المعينين من أية متابعة من طرف العدالة إن وجدت فعلا.نظام سياسي دام منذ الاستقلال في إنشاء طبقة من المجرمين لا يمكنه التخلي عن امتيازاته بتلك السهولة التي تزخرف لها النصوص والقرارات المشكوك في مصداقيتها.إن أية ثورة شعبية تسمح ببقاء من اختارهم النظام البائد في طغيانه على المجتمع لا يمكنها أن تصل إلى أهدافها المعلنة.لقد تعودنا في الجزائر على قبول تزييف المسارات لأننا لا نملك تلك العزيمة لبناء دولة القانون الواعية بقدراتها

  • ابن الجبل

    الفساد انتشر في كل القطاعات بلا استثناء ، أفقيا وعموديا ..! ونحن نتطلع الى بناء الجزائر الجديدة ، والبناء الجديد لا يتم بأدوات قديمة ، التي انتهت صلاحيتها بانتهاء النظام السابق ... التغيير والتجديد يحتاجان الى الشجاعة ،ومحاكمة الذات ، والاعتراف بالخطأ ،لنقوم بالتصحيح ، وتغيير مسار 57 سنة من الفشل ...!!. فهل نعتبر ، أم نواصل في اجترار الأخطاء ؟!.

  • صنهاجي قويدر

    هذه التصرفات الغريبة في القرن الواحد والعشرين تذكر بتلك القصة التي وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في القرن الاول الهجري ، فعندما سرقت المخزومية توسط لها صحابي -اسامة رضي الله عنه - عند الحبيب صلى الله عليه وسلم حتى يسقط عنها حد السرقة ، فتغير وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال :(( اتشفع في حد من حدود الله يا اسامة ايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها)) او كما قال صلى الله عليه وسلم . وهكذا هي الحصانة في البرلمان بمثابة شفاعة مقبولة للمحصنين بفعل القانون رغم ان العدالة فوق الجميع

  • جزائري حر

    هدا دليل على أن اليهود لن يتغيروا كما كانوا وسيبقون كدلك إلى يوم الدين. أدكياء في الفساد وما له علاقة بالفساد.