-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
162 غريق وأكثر من 72 ألف تدخل للحماية المدنية

حصيلة رهيبة للغرقى خلال اصطياف 2022

نادية سليماني
  • 3291
  • 0
حصيلة رهيبة للغرقى خلال اصطياف 2022
أرشيف

شهدت البلاد هذه السنة، موسم اصطياف استثنائيا ومميزا، سواء من حيث عدد المصطافين، أم من حيث حصيلة تدخلات الحماية المدنية لإنقاذ الغرقى. وللأسف، كان موسم اصطياف 2022 استثنائيا أيضا من حيث عدد الغرقى والوفيات. إذ بحسب تأكيد المديرية العامة للحماية المدنية، سجلت مصالحها أعدادا قياسية و”رهيبة”، من حيث الوفيات والتدخلات والتجاوزات، مناشدة العائلات توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، خاصة وأن الغرقى أطفال ومراهقون تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 23 سنة.
استغل الجزائريون ظاهرة تناقص إحصائيات جائحة كورونا، وسماح السلطات بارتياد الشواطئ إثر 3 سنوات من الغلق، جراء الحجر الصحي. فتوافدوا على الشواطئ أفرادا وجماعات. فلأوّل مرة تُحصي الجزائر 110 مليون مصطاف عبر مختلف شواطئ البلاد. ولأن أعداد المصطافين كانت “استثنائية”، فإن إحصائيات الغرقى وتدخلات الحماية المدنية كانت “رهيبة” هي أيضا.
وفي هذا الصدد، قدم المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية، النقيب نسيم برناوي في تصريح لـ”الشروق”، حصيلة إجمالية عن موسم اصطياف 2022، منذ انطلاقه في 16 جوان 2022.
وأكد في هذا الشأن، أن الأرقام المسجلة كانت ” قياسية واستثنائية “، منذ انطلاق موسم الاصطياف، وذلك راجع لتدفق 110 مليون مصطاف على مختلف شواطئ الوطن، وخاصة العائلات المرفقة بأطفالها، زيادة على فتح الحدود وما نتج عنه من دخول للمغتربين، الذين غاب أكثرهم عن البلاد منذ انطلاق جائحة كورونا. زيادة على تفضيل كثير من العائلات السياحة المحلية، بسبب تدهور القدرة الشرائية، وانتعاش السياحة الداخلية بدخول هياكل وفنادق، وعمليات سياحية جديدة حيز الخدمة.

11 ألف عون حراسة بالشواطئ و8 آلاف موسميون
وذكر أن مصالح الحماية المدنية، شرعت في حملاتها التحسيسية حول مخاطر موسم الاصطياف، منذ تاريخ 15 ماي 2022، عن طريق برنامج توعوي جواري ثري ومكثف، لا يزال متواصلا، عبر البلديات والمعارض والمساجد، وقبلها في المدارس. ومع ذلك “نتأسف للحصيلة الثقيلة للغرقى وتدخلات الإنقاذ المسجلة” على حد تعبيره.
كما وفرت المديرية العامة للحماية المدنية، 11 ألف عنصر مكلف بعملية الحراسة على مستوى الشواطئ المسموحة، إضافة لـ 8 آلاف عون سباحة موسمي مُكوّن، يشتغلون لفترة 4 أشهر.

إنقاذ 49882 مصطاف من الغرق
وقال برناوي بأن تدخلات جهاز حراسة الشواطئ التابع للحماية المدنية، سجل إلى غاية يوم أمس، 72204 تدخل على مستوى الشواطئ، واصفا الرقم بأنه ” مرتفع ورهيب جدا مقارنة بالسنوات الماضية “. نفس الوصف ينطبق على عمليات إنقاذ الأشخاص، التي وصلت 49882 مصطاف.
أما بخصوص عملية تقديم الإسعافات الأولية في مراكز الحماية المدنية على مستوى الشواطئ المسموحة للسباحة، فوصل عددها إلى 17522 عملية. في حين تم تحويل 3753 شخص، نحو المستشفيات، جراء تعرضهم لإصابات وإغماءات بالبحر.

49 غريقا في الشواطئ الممنوعة
ليتأسف النقيب برناوي، بشأن عدد الغرقى لموسم اصطياف 2022، وقال: ” سجلنا عددا قياسيا للغرقى، بلغ 162 حالة وفاة، منها 70 وفاة على مستوى الشواطئ الممنوعة للسباحة، و49 في الشواطئ المسموحة، و49 أيضا غرقوا أثناء سباحتهم خارج أوقات حراسة أعوان الحماية المدنية، أي في الليل أو الصباح الباكر”.
وبلغة الأرقام، بخصوص الولايات الأكثر تسجيلا لحالات غرق، كشف محدثنا، عن تسجيل ولاية مستغانم 35 وفاة، تليها ولاية بومرداس بـ 19 وفاة، ثم سكيكدة بـ18، وتيبازة 15 غريقا، ثم العاصمة بـ 12 غريقا، وعين تيموشنت بـ 12 وفاة.
أما الولايات التي سجلت عددا أقل، فتتمثل في ولاية تيزي وزو والطارف بحالتي غرق في كل ولاية.

أغلب حالات الغرق في عطلة نهاية الأسبوع
وكشف في هذا الشأن، بأن غالبية حالات الغرقى، تم تسجيلها في عطلة نهاية الأسبوع، أين تتوافد العائلات القاطنة بولايات داخلية وبكثرة على الشواطئ، وبعضها يشرع في السباحة في أوقات باكرة جدا.
وتأسف برناوي لتسجيل ما اعتبره ” تصرفات سلبية وخطيرة من قبل المصطافين، تتسبب في تعريضهم للخطر”، ومنها، حسبه، مبيت عائلات على الشاطئ، وقضاؤهم الفترة الليلية كاملة في السباحة، وحتى ساعات متأخرة، وهذا في ظاهرة جديدة، مستغلين ظاهرة تنصيب أضواء كاشفة على الشواطئ، رغم أنه في الفترة الليلية، يغيب حراس الشواطئ، ما يعرض العائلات للغرق.
وللحد من الأخطار والتجاوزات المسجلة خلال موسم الاصطياف، ينصح المكلف بالإعلام والوقاية على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، المصطافين، بعدم تجاوز المساحة المخصصة للسباحة. مع الانتباه لألوان الراية على الشواطئ، وحسبه، حتى ولو كانت راية خضراء، أي سباحة مسموح بها، ومع ذلك، عليهم الحذر، عن طريق عدم الابتعاد لمسافة أكثر من 100 متر أو أقل خلال العوم، حتى تسهل عملية التدخل في حال حدوث طارئ. تجنب الشواطئ الصخرية الجوارية الممنوعة السباحة، التي يفضلها بعض الأشخاص هربا من ضجيج الشواطئ الرملية، وبحثا عن الخصوصية. زيادة على مرافقة الكبار للأطفال في هذه الشواطئ، بحيث كشف برناوي أن أعمار الأشخاص الغرقى خلال هذا الموسم تراوحت بين 10 و23 سنة فقط، “وهذا أمر مؤسف” على حدّ قوله.

إنقاذ 314 شخص كانوا في قوارب النزهة
كما حذر محدثنا من ظاهرة السباحة مباشرة بعد الأكل، لأن المعدة تكون مُجهدة، ومع السابحة يبذل الشخص جهدا إضافيا، يعرضه لإجهاد بدني كبير، يؤدي به إلى الغرق. ” فالسباحة تكون بعد ساعتين أو أكثر من تناول الطعام “. مع عدم السابحة بعد تعرض طويل لأشعة الشمس، تجنبا لـ ” صعق مائي ” يؤدي للغرق، بسبب اختلاف درجات الحرارة بين اليابسة والبحر.
ومن جهة أخرى، تطرق النقيب، لظاهرة استعمال الزلاجات المائية من قبل شباب، التي تسببت مُؤخرا في كثير من الحوادث الخطيرة، إذ تم تسجيل حالتي وفاة بسبب هذه الزلاجات في ولاية سكيكدة. وقال: ” المفروض استعمال الزلاجات المائية، في أماكن معينة على الشاطئ، تسمح بدخولها وخروجها بسهولة، بعيدا عن المصطافين، مع عدم اقترابها من الشاطئ لمسافة أقل من 100 متر، لتفادي حدوث إصابات “.
ونبه أيضا إلى ظاهرة ركوب قوارب النزهة، التي تغيب عنها تجهيزات ضرورية، على غرار سترات الوقاية، وذكر بأن بعض أصحاب هذه القوارب، يتحايلون على حراس الشواطئ، إذ يرتدون السترات أثناء ركوب القارب، وينزعونها في عرض البحر. وكشف أن أعوان الحماية المدنية أنقذوا 314 شخص من راكبي قوارب النزهة.
وتعرف الشواطئ خلال هذا الموسم، ظاهرة جديدة اشتكى منها كثير من المطافين، وهي ظاهرة تنصيب العائلات لخيم متلاصقة على طول الشاطئ وبمحاذاة مياه البحر، متسببين في حجب الرؤية عن بقية المصطافين، معرضين الأطفال لخطر الضياع والغرق في البحر. وناشد برناوي العائلات، للجلوس تحت مظلات شمسية كبيرة، بدل تنصيب خيمة كبيرة، أو تنصيبها في أماكن بعيدة عن الشاطئ، لترك الفرصة للمصطافين للتمتع بالبحر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!