-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تلاميذ الابتدائي.. مثال للانضباط وحب العلم والمعلم

حفلات تكريم للأساتذة و”بكاء” على فراق المعلمين

نادية سليماني
  • 3577
  • 0
حفلات تكريم للأساتذة و”بكاء” على فراق المعلمين
أرشيف

أعطى تلاميذ الابتدائي درسا في حب العلم والمعلم، لأقرانهم في الطورين المتوسط والثانوي، حيث أنهوا موسمهم الدراسي بحفلات ممتعة ومنظمة، تخللها تقديم هدايا لمعلميهم، وتنظيف أقسامهم وغالبيتهم دخل في نوبات بكاء هستيري، حزنا على فراق أساتذتهم والظاهرة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي المحلية وحتى العربية، متحدثة عن نموذج مشرف لانضباط تلاميذ الابتدائي في الجزائر.
لطالما قدم تلاميذ الطور الابتدائي، أمثلة مشرفة عن الاجتهاد وحب الدراسة والتفوّق، والتعلق بالمدرسة، أولا بسبب سنّهم الذي يدفعهم نحو التعلق وحب الغير من دون مصلحة، وأيضا لسلاسة و”إنسانية ” المواد التي يدرسونها، التي تكوّن لديهم جملة من الأحاسيس والعواطف، عكس المواد التعليمية للطورين المتوسط والثانوي، التي توصف بأنها “جافة وجامدة”.
مع نهاية الموسم الدراسي للطور الابتدائي بالجزائر، نهاية الأسبوع المنصرم، صنع التلاميذ مشاهد في منتهى الروعة والجمال، حيث نشر أساتذتهم فيديوهات سجلوها بالأقسام عند توديعهم التلاميذ، فشاهدنا الضحك والمرح والاحتفالات والبكاء الشديد، مع تنظيف الأقسام وتزيينها.

تلاميذ الابتدائي يعتبرون المدرسة منزلهم الثاني
يعتبر تلاميذ الطور الابتدائي، المدرسة منزلهم الثاني، والمعلمين أولياء بدلاء، وهو ما يسهم في تمتين العلاقة بينهم..” محمد سليماني ” تلميذ في السنة أولى ابتدائي بمدرسة محمد لونيس بخميس مليانة، تقول والدته بأنه متعلق جدا بمدرسته، رغم نتائجه الدراسية المتوسطة، وكشفت: “أصرّ في عيد الفطر المنصرم أن أعطيه علب حلوى، ليأخذها لمعلمته ولمدير المدرسة، ولحارس المؤسسة، ولسائق الحافة التي تنقله صباحا !”، وعندما أكدت له والدته بأنها لا تملك كمية من الحلوى تكفي أربع علب كاملة، شرع في بكاء هستيري، لم ينته إلا بعد تحقيق مبتغاه.
وأضافت الوالدة أن “محمد” يطلق على مديره اسم “صديقي” بسبب متانة علاقة المدير مع تلاميذ مدرسته.

دروس الابتدائي مليئة بالأحاسيس
أبرز رئيس جمعية أولياء التلاميذ لولاية البليدة، عز الدين زروق لـ “الشروق”، أن طفل الابتدائي، لديه أستاذان اثنان فقط، وهو ما يجعله متعلقا بهما، عكس الطورين المتوسط والثانوي، أين يصل العدد إلى 10 أساتذة.
كما أنّ النصوص المخصصة للطور الابتدائي “مليئة بالأحاسيس، من حب الوطن وحب النظافة والبيئة، إضافة إلى نشاطات ترفيهية وتثقيفية، وجميعها تساهم في تعلق التلميذ بمعلمه، وتزرع فيه أحاسيس إنسانية جميلة” على حدّ قوله..
أمّا في الطورين المتوسط والثانوي، فغالبية المواد التي يدرسونها “جافة وجامدة، تزيد من توترهم النفسي، ونفورهم من المدرسة، وعلى الأستاذ تخفيف هذا الضغط بتعامله الإنساني”.
وقال المتحدث “لطالما دعونا إلى أنسنة التعليمين المتوسط والثانوي، عن طريق القيام برحلات ترفيهية ونشاطات تثقيفية، تجمع المعلمين مع طلبتهم لتمتين العلاقة بينهم، ولكن طلبنا يقابل دوما بالرفض”.
وحسبه، كثير من أساتذة هذين الطورين، وبسبب الضغط “يفضلون الابتعاد عن تلاميذهم، بل يتنفسون الصعداء بمجرد دق جرس الخروج”.

غياب الترفيه في المتوسط والثانوي
وكشف المختص في علم النفس، حسام زرمان لـ “الشروق”، أن تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، يعانون من نقص أوقات الترفيه، وغياب نشاطات تحفيزية جالبة للطاقة الإيجابية، فكل وقتهم يكون للدراسة فقط، رغم حاجتهم الماسة إلى التنفيس قليلا.
وأضاف “هذا ما يجعل تلاميذ هذين الطورين، يملكان القابلية للعنف، وإن كنّا لا نعمم، لأن التلميذ السوي والمتخلق والمجتهد، مهما صعبت دراسته، لن يلجأ للعنف، أمّا نظيره من لديه صعوبات في التعلم، يكون عدوانيا أكثر”.
وقال المختص: “إن النظام التعليمي في المتوسط والثانوي، نظام تدريسي بحت، لا وجود فيه لرغبات الطلبة، وحتى الأساتذة لا ينزلون إلى مستوى الطالب للبحث عن اهتماماته، عكس أساتذة الطور الابتدائي، الذين رغم كثافة برنامجهم يركزون على النشاطات والترفيه أكثر، في ظل توظيف أساتذة شباب، أكثر تفهما لنفسية طفل صغير، فيحس التلميذ بمتعة صغيرة في التعلم”.

مبادرات تكريم لأساتذة المتوسط والثانوي
وفي مبادرة جميلة تجاه أساتذة التعليم المتوسط والثانوي ومحو صور الخراب والفوضى التي قام بها بعض التلاميذ شهدت بعض المؤسسات احتفالات تكريمية مميزة، حيث انتشرت صور وفيديوهات لتلاميذ أقدموا على تنظيم احتفالات بمناسبة نهاية السنة الدراسية، لإظهار امتنانهم للطاقم التربوي والإداري.
وتشارك التلاميذ في جمع مبالغ مالية لتنظيم هذه الحفلات وشراء هدايا وباقات زهور، الأمر الذي أثار مشاعر أساتذتهم في لفتة إنسانية جميلة.
بينما بادر آخرون إلى تنظيف أقسامهم وتصفيف الطاولات والكراسي، في رد فعل على فيديوهات تمزيق الكراريس وتخريب الأقسام، التي انتشرت مؤخرا عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وأثارت سخط واستياء المواطنين والقطاع التربوي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!