-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تدافع وطوابير على محلات بيعها والنساء في مقدمة الزبائن

حلويات العيد لـ “الزوالية” بـ 10 دج

زهيرة مجراب
  • 4628
  • 1
حلويات العيد لـ “الزوالية” بـ 10 دج
ح.م

أصبح شراء الحلويات الجاهزة عادة جديدة اكتسحت العائلات في السنوات الأخيرة، فبحلول منتصف الشهر الفضيل يبدأ سباق الركض نحو المحلات المختصة في صناعتها لتقديم طلبياتهم، فأي تأخير سيتسبب في حرمانهم منها وآخرون يفضلون التوجه للأسواق والمحلات التي تبيعها جاهزة بأسعار زهيدة جدا، فالمهم أن تكون الفرحة حاضرة.
يُخيل للمتوجه للمحلات المختصة في بيع الحلويات التقليدية والجافة جاهزة هذه الأيام، أن النساء قد هجرن صناعتها في المنزل إلا القلة القليلة ممن لازلن محافظات على هذا التقليد، وهو ما يعتقده المتجول في الأسواق والمحلات، ولم يعد الأمر يقتصر على الأثرياء بحلوياتهم الفاخرة، بل حتى الفقراء لهم محلاتهم الخاصة وحلوياتهم بأسعار تتوافق مع قدرتهم الشرائية.

حلويات من الفرن للزبون بأسعار زهيدة

البداية كانت من حي بلكور العتيق، وهناك تنتشر محلات خاصة ببيع الحلويات الجافة وحتى التقليدية بأسعار زهيدة جدا بدون طلبية أو حجوزات، فالحلويات جديدة من الفرن للزبون مباشرة، ولكن لابد أن يتحلى الراغب في شرائها بالروح القتالية حتى يحين دوره، في ظل الإقبال الكبير عليها خلال الأيام التي تسبق العيد، وعن الأسعار فجميع الحلويات المعسلة كـ “البقلاوة، المشكلة، الدزيريات، السكندراني” والمصنوعة من الكاوكاو سعرها 20 دج، أما الأنواع الجافة فثمنها 10 دج فقط، هذا السعر المغري جعل سيولا بشرية تتدفق على المحل لشراء أعداد كبيرة من البقلاوة والمقروط.

طوابير.. تدافع والنساء في مقدمة الزبائن

انتقلنا لمحل آخر أكثر شهرة بسبب جودة حلوياته وطعمها المميز وأسعارها المنخفضة جدا، هنا، حيث تباع الحلويات التقليدية المصنوعة بالكاوكاو مثل “التشاراك المسكر، التشاراك العريان، العرايش” بسعر 35 دج، المشوك بـ 25 دج، أما باقي الحلويات الجافة فثمنها يتراوح مابين 10 و20 دج، وما ميز المحل التدافع الكبير للنساء والرجال من مختلف الفئات العمرية، بعضهم قدموا للمحل يحملون علبا بلاستيكية مخصصة لحفظ الطعام حتى يضعون الأنواع التي اقتنوها مباشرة داخلها، وما لفت انتباهنا هو شراء غالبية الزبائن كميات كبيرة من كل نوع معتمدين على الاختلاف.
تقول إحدى السيدات، والتي اشترت 50 حبة من كل نوع من الأنواع التالية “المشوك، التشاراك، حلوة الفرماج، الغريبية”، بأنها تفضل شراء الحلويات جاهزة بدلا من إجهاد نفسها في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل في تحضيرها، وهذا حتى تتفرغ للعبادة وتفوز بأجر قيام العشرة الأواخر.

حلويات متنوعة للعائلة والضيوف بـ 2000 دج

أما أحد الشيوخ اشترى 4 علب متوسطة الحجم، بداخلها تشكيلة متنوعة ومختلفة من الحلويات الجافة، فقد أكد لنا بأن هذه الحلويات لم تكلفه سوى 2000 دج، وهي لذيذة ومتنوعة وثمنها أقل من تكلفة صناعتها في البيت، فاللوازم فقط يصل سعرها لـ 5000 دج مابين سكر وفرينة و”مارغرين” فشراءها توفير للمال والجهد.
وإذا كانت كبيرات السن والشيوخ معذورين في وقوفهم في طوابير الحلويات الطويلة، إلا أن بعض الفتيات الشابات والمتزوجات حديثا لا عذر لهن، فالمناسبة فرصة ثمينة حتى يستعرضن فيها موهبتهن ومقدرتهن على التفنن في الحلويات، خصوصا وأن التقليدية لم تعد معتمدة كثيرا، ويقتصر الأمر على الحلويات الجافة و”الصابلي”، تخبرنا إحدى السيدات صادفناها في المحل تنتظر دورها لشراء حلوة العيد عن عروستها الجديدة، طلبت منها أن تشتري لها هي الأخرى مقدار 30 حبة حلوة من 4 أصناف حتى تزين بها طاولتها يوم العيد، وهو ما صدم السيدة العجوز، فبعدما توقعت تكرم عروسها الماكثة بالبيت بصناعة حلويات العيد لهما معا فاجأتها بطلب الشراء.

محلات تتعاقد مع سيدات ماكثات في البيت

وإذا كانت المحلات السابقة تعتمد على نسوة مختصات في تجهيزها داخل المحلات وبيعها مباشرة، فهناك محلات أخرى يتعاقد أصحابها مع سيدات ماكثات في البيت وجامعيات بل وحتى بعض الموظفات، يحضرن لهن مختلف الأنواع ليعرضوها للبيع بـ 15 دج وتتعاون بعض المحلات مع أزيد من 100 امرأة كل منهن تحضر صنفا معينا، وعن مصدر الربح في مثل هذه التجارة التي يكون فيها السعر منخفضا جدا، فقد أكد لنا أحد الباعة أنه يكون من خلال البيع بكميات كبيرة كما أن حجم الحلوة صغير نوعا ما مقارنة بالأصناف المعروضة للبيع في المحلات الأخرى.

شاحنات متنقلة لبيع الحلويات في الأسواق

ولأن الإقبال على شراء الحلويات كبير جدا وجنوني لم تمانع بعض السيدات على شراء حلوة العيد من شاحنات تتوقف في الأسواق الشعبية لتعرض صواني مختلفة بسعر 15 دج، فهذا الثمن كان كافيا لحشد جميع النساء المتواجدات في سوق بن عمر بالقبة حتى يتحلقن حول التاجر، ويطلبن مختلف الأصناف بينما راح يرتبها لهن في علب ورقية.
وبعيدا عن حلويات المحلات والأسواق دخلت مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” على الخط، لتعرض صاحبات الحساب وحتى المحلات خدماتها وأحدث الأنواع، خصوصا وأن العروض مرفقة بإعلان صاحباتها مقدرتهن على تجهيز الطلبيات خلال 48 ساعة قبيل العيد، وهي فرصة سانحة لمن فوّتن فرصة طلبها من المحلات المختصة، وبعدما امتنعت عن استلام طلبات جديدة منذ حلول 10 الأواخر، كما رفضن الطلبيات الأقل من 30 حبة في الصنف الواحد، مما دفع بالغالبية لشراء صحون حلويات “المهيبة” جاهزة متنوعة ومزينة من “الفايسبوك”، وما ميز هذه السنة عرض المحلات السورية لحلوياتهم داخل علب أنيقة بأسعار خيالية تصل حتى 4000 دج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • احمد

    ليس عيب أن تشتري النسوة الحلويات من المحلات ولكن العيب في أن يشتكي المواطنون عامة من غلاء الخضر والفواكه ومصاريف البيت من غاز وكهرباء وماء وووو ثم ترى الجميع يتزاحم ليشتري حلويات العيد ب10 أو 15 أو 20دج للحبة الواحدة صغيرة الحجم!! ولو يشتري الناس الحلويات لإطعام أطفالهن لا عليه، ولكن اذا يشتروها لإهدائها للضيوف فهذا يدخل في قسم المفاخرة والتباهي ومضيعة المال! واصلا يجب تجنب أكل الحلويات في ايّام العيد وعلى الجميع المباشرة في صيام 6 ايّام شوال، ومن عليه قضاء فعليه أو عليها الصيام!