-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حلّ بطريقة أوعمران

حلّ بطريقة أوعمران

المجاهد عمرو أوعمران أحد رجالات “الثورة المعجزة” التي أذلت فرنسا المجرمة، ومرّغت أنف رمزها المجرم دوغول وجميع أنوف مجرميها، وكان لهؤلا الأحرار والحرائر وفضل إنهاء الإمبراطورية الفرنسية المجرمة بشهادة المجرم راؤول صلان الذي سمّى مذكراته: “fin d’un empire”. لم ينل هذا المجاهد من العلم إلا قليلا، لأن فرنسا المجرمة لم تسمح للجزائريين بالعلم..

ومن سمحت لهم بنيل نصيب منه لم تسمح لهم بتجاوز الشهادة الابتدائية، وهي ليست شهادة عادية كالشهادة الابتدائية في جميع أنحاء العالم، ولكنها شهادة خاصة بـ”الأهالي”، ولم تخجل فرنسا المجرمة فسمّت هذه الشهادة “titre indigène”. ألا لعنة الله والملائكة وجميع الخلائق على فرنسا التي دنّست الإنسانية والعلم. إذا كان المجاهد أوعمران قليل العلم، فقد كان إيمانه بالله – عز وجل – وبوطنه وبشعبه يزن الجبال الشامخات الشاهقات، إلى درجة أنه لم يكن يعطي قيمة لما يسميه الناس “البروتوكولات” إذا تعلق الأمر بثورة شعبه وتحرير وطنه، وكم قصّ علينا أستاذنا محمد الصالح الصديق قصص هذا المجاهد – رحمه الله، ورضي عنه.

لقد روى المجاهد الليبي الهادي إبراهيم المشيرقي: الذي أحب الجزائر وخدم ثورتها، وعرّض نفسه للأخطار من أجلها، روى في كتابه “قصتي مع ثورة المليون شهيد”، ما يجعل القارئ يكبر هذا المجاهد إكبارا كبيرا، خاصة أنه وصى أن يدفن عند موته في الجزائر إلى جانب شهدائها الأبرار ومجاهديها الأحرار. قررت قيادة الثورة أن تشتري مزرعة في طرابلس لحاجة المجاهدين لهذه المزرعة، وكان ثمنها بسعر ذلك الزمان (1958) “ثمانية آلاف وخمسمائة دينار ليبي” (قصتي مع ثورة المليون شهيد.. ص 333).. ولم يكن لدى قيادة الثورة إلا نصف هذا الثمن..

كلم المجاهد بالسلاح أوعمران أخاه المجاهد بالمال المشيرقي، ليوفر نصف المبلغ المتبقي وكان الرجل يمر بضائقة مالية، فطلب إعطاءه بعض الوقت، ولم يكن ذلك ممكنا، فصاحب المزرعة في عجلة من أمره.

عرض المجاهد بالمال إبراهيم المشيرقي على أخيه المجاهد أوعمران أن يرهن بيته، وتوجها إلى البنك وتبين أن “الإجراءات ستستغرق بعض الوقت” فسقط في أيدي الجميع..

يقول المجاهد المشيرقي: “وأثناء عودتنا أخذ – أوعمران – لنفسه طريقا منفردا، ولم نعرف وجهته، ولكني فوجئت في الصباح بكمال شاكر يدخل مكتبي ومعه أوراق بيتي التي تركناها في البنك المصري قيد الرهن وأخبرني أن المشكلة قد حلت بطريقة العقيد أوعمران”، (المرجع نفسه ص 333).

ماذا فعل هذا المجاهد؟

انفصل عن الجماعة، وذهب بمفرده، دخل قصر الخلد حيث الملك الصالح محمد إدريس السنوسي، وأخذ يرفع صوته عاليا، ويصيح قائلا: “هكذا، نصل حتى يرهن الهادي إبراهيم المشيرقي بيته؟”.

استفسر الملك، وأنبئ الخبر فأمر رحمه الله: “ادفعوا له الذي يطلبه حالا.. فخرج والصك في يده، وبعد يوم آخر كان داخل المزرعة”، (نفس المرجع والصفحة).

رحم الله رحمة واسعة المجاهدين أوعمران، والمشيرقي والسنونسي، وجميع الشهداء، والمجاهدين الذين لم “يتعفنوا”، وخزيا وعارا على الخونة الذين التحقوا بفرنسا، والذين استبقتهم هنا ليخربوا الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!