-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حوار في القاهرة وحرب في دمشق

الشروق أونلاين
  • 2610
  • 0
حوار في القاهرة وحرب في دمشق

جلسات الحوار الوطني الفلسطيني التي عُقدت عليها الآمال من أجل رأب الصدع الفلسطيني لا يمكن لها أن تؤتي ثمارها المرجوّة، بسبب عمق الخلاف وتجذّره بين السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية.

  • وعندما نقرر هذه الحقيقة الماثلة عيانا، فإننا لا نتكلم بمنطق العاطفة، وإنما نتكلم بمنطق الواقع الذي عمق الهوة بين الطرفين، وجاءت الانتخابات الفلسطينية لتزيد الهوة عمقا، ثم العدوان الصهيوني الذي قضى على آخر جسر يصل بين الطرفين بعدما تمايز خيار المقاومة مع خيار التطبيع والانحناء أمام مسار أوسلو واتفاقيات دايتون.
  • صحيح أن الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة تصدّر صورة مفادها أنهم قاب قوسين أو أدنى من اتفاق يُصفي جميع الخلافات العالقة، لكن الخلافات تطفو إلى السطح مجددا بمجرد تناول القضايا الحساسة بالنقاش، ومن ذلك حكومة الوحدة الوطنية وتولي سلام فياض لها، وأموال الإعمار ومن يحق له استلامها والإشراف على توزيعها وتقسيمها كـ”غنائم” بالنسبة للسلطة أو “تعويضات” بالنسبة لحماس، إضافة إلى الانتخابات التشريعية التي توهم حكومة أبو مازن أنها ستحترم نتائجها، في حين أن كل المعطيات تؤكد أن فوز حماس مرة أخرى أمر مرفوض، غربيا وحتى لدى محور “الاعتدال” العربي، ولهذا لن تنال حماس أحقية تشكيل حكومة فلسطينية ما لم تتغير المعطيات الإقليمية.
  • وإذا كان الحوار الداخلي قائما على قدم وساق، فإن مساعي محور الرياض ـ القاهرة قائمة على قدم وساق هي الأخرى، من أجل تغيير قواعد الصراع في المنطقة وترجيح كفة حكومة محمود عباس.
  • وفي هذا السياق يمكن لنا أن نقرأ التحركات المكثفة بين الرياض والقاهرة، عبر خط دمشق، حيث نشهد مساعي حثيثة لكسر ارتباط دمشق بطهران، عن طريق الإغراءات المادية ووعود بإنعاش الاقتصاد السوري ودفع وتيرة التنمية في بلد أرهقته الممانعة، وهو ما من شأنه توجيه مسار الحوار عبر تقوية السلطة الفلسطينية وإضعاف حماس عبر تطويق قواعده الخلفية المتمثلة في سوريا التي احتضنت المقاومة ممثلة في حماس والجهاد، وإيران التي بدأت تشهد نوعا من المساومات عبر دعوات محتشمة للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا سيقوم الاتحاد الأوروبي بدور الشرطي بديلا عن أمريكا التي لا تريد إدارتها الجديدة استكمال مسار إدارتها السابقة.
  • ومع كل هذه التحركات، الداخلية والخارجية، سيكون العائق الأكبر في عملية “السلام”، على الطريقة الإسرائيلية، هي حكومة اليمين الإسرائيلي نفسها بقيادة نتانياهو هذه المرة، وليس حماس التي كانت تُعلق عليها إخفاقات السلطة الفلسطينية التي لم تستطع تحقيق مكسب فلسطيني مقابل التنازلات الكبيرة التي قدمتها.
  • أوَ لم يقل كلاوزفيتز يوما: “إن السياسة هي مواصلة الحرب بطريقة أخرى”؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!