-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حياة عمر بن سعيد

الشروق أونلاين
  • 1886
  • 0
حياة عمر بن سعيد

إنها ليلة صيفية في مركز المدينة بوسط مدينة أتلانتا ، حيث يمشي الضيوف مرتدين البزات وفساتين السهرة وسط خزائن زجاجية تعرض قطعًا أثرية من زمن تجارة الرقيق الأمريكية.

هناأبواب خشبية طويلة ، إنها “أبواب اللآعودة”، قد جُلبت من معقل تجارة الرقيق في “غانا” خلال القرن السابع عشر، و هذاسوط المزرعة ، وهناك إنها أغلال حديدية ،أين يطبق الصمت حول هذه الأشياءو التي تجلب الدموع في عيون بعض الزوّار.

تغيّر المزاج نحو التفاؤل أمام خزنة تحمل عنوان “هدايا تراثية من أفريقيا” ،من بين الأشياء التي تعرضها مخطوطة صغيرة صفراء اللون مؤلفة من خمسة عشر صفحة مكتوبة بالعربية. يخبر مالك هذه المخطوطة “ديريك بيرد” ، المارّة بأنها كُتبتبعام 1831 من طرف طالب علم مسلم ، كان عبداً من غرب أفريقيا يدعى “عمر بن سعيد” ، و الذي كان أكثر معرفة بالقراءة والكتابة من بين العديد من أساتذة العبيد الذين صادفهم في “الكاروليناتين”1 ، أين أخذ المستمعون متعجّبين في تكرار عبارة : “آه ..أحقًا ذلك؟” . لقد إعتاد “بيرد” على سماع ذلك.

تعدّ السيرة الذاتية الموجزة لسعيد ، والمعنونة “بحياة عمر بن سعيد” ، الوحيدة التي عُرف بها عبدأ أمريكياًباللغة العربية. إن إدراج المخطوطة في معرض “أنا أمريكا” “America I AM: The African American Imprint”، و الذي قام بجولة في الولايات المتحدة منذ أوائل العام الماضي ، يمنح فيها الجماهير الجديدة نظرة مباشرة على وثيقة ، يقول “بيرد” على أن “لها الإرتباط اليوم أكثر ممّا كانت عليه في عام 1831” .

رأى “سعيد”، و على الرغم من استعباد المسيحيين له ، تلك الأهمية في التعايش بين الإسلام والمسيحية بأمريكا.كان يوجّه كلماته مباشرة إلى الأمريكيين – ولكن أيضًا بشكل غير مباشر إلى المسلمين – يذكر فيها أنه على الرغم من وجود مؤسسة العبودية ، إلاّ أنه يوجد في الولايات المتحدة أناس صالحون ، ولا سيما مالكيه ، و الذين يسمّيهم “بالجيل الخيّر جدًا”. كما يرى “بيرد” أن مخطوطة “سعيد” هي أول نداء للتعايش الديني كتبه مسلم في أمريكا. فقد عمّر سعيد لمدة 61 سنة ، كان منها عبداً لـأربعة و عشرون عاماًعندما كتب مخطوطته تلك..

يقول “بيرد”، و هو جامع التاريخ الأفريقي الأمريكي ، و الذي حصل على سيرة حياة سعيد هذه في مزاد عام 1996: “إنّ هذه المخطوطة مهمة للغاية لأن هذا الرجل يدافع فيها عن الحوار بين الأديان” ..”فما الذي يمكن أن يكون أكثر ملائمة لعرضه على الجمهور اليوم؟” .

ناقش منذ ما يقرب من مائتي عام مضتأولئك المطّلعون على”عمر بن سعيد”بمدى إعتناقه المفترض للمسيحية. فقد بدأ سعيد سرد قصة حياته بسورة “الملك” ، السورة 67 من القرآن الكريم . حيث تُستهل كمثل جميع السور الأخرى، و التي تبدأ ببسم الله الرحمّن الرحيم ..”تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شيء قدير ..”. فتفسير “سعيد” واضح جليّ و هو أن الله هو المهيمن على الخليقة كلها .

عومل “سعيد”بشكل جيّد من قبل مالكه “جيمس أوين”بالمقارنة مع العبيد الآخرين ،وهو شخص بارز من أعيان شمال كارولينيا ، فقد كان شقيقه حاكمًابها أيضا . أعفي”سعيد” من العمل اليدوي في المزرعة التي أمتلكها “أوين” ، كتب “سعيد” عن أوين يقول :”لم يضربني قط ، ولم ينعتني أبداً بألقاب سيئة ،فأنا لم أعهد أي ضررعلى يد “جيم أوين” خلال العشرين سنة الماضية كلها”.

كان كل شيء عن “سعيد” استثنائيًا ؛ من احتفاظه باللغة العربية – حتى بعد عقود أمضاها في أمريكا أين أمكنه الكتابة بإتقان مع علامات التشكيل التي تشير إلى حروف العلة القصيرة – إلى علاقته الوديّة نسبيًا مع عائلة “أوين” ، حيث لفت ذلك أيضا انتباه الجمهور إليه عبر الولايات المتحدة خلال حياته التي قضاها . ففي عام 1820 ، أرسل “فرانسيس سكوت كي” ، الذي ألف النشيد الوطني الأمريكي ، الى “سعيد”إنجيلاً باللغة العربية ، آملاً في ذلك أن يساعده في تحويله إلى المسيحية.كما كتبت الصحف عن “سعيد” ، بما في ذلك مقال واحد من عام 1825 وصفت فيه”سعيدا” بأنه شخصاً “طلق المحيا” ، كما و تكهنت أنه كان أميرًا في إفريقيا ، و ذلك بسبب “وقاره المهيب”.

أُلتقطت لسعيد حوالي منتصف 1850 عندما تجاوز الثمانين عاماً ، صورة له بنمط داغوري، تبعته أخرى بعد بضع سنوات بنمط أمبروتي.عزّزت هذه الصور ، مثل تلك التي صنعت من المُلغي للعبودية”فريدريك دوغلاس” ، تصوّر الجمهور عن “سعيد” باعتباره شخصية أمريكية إفريقية ذات شأن . نما هذا التصوّر بشكل خاص بعد عام 1995 ، عندما عادت للظهور بالإسكندرية في فرجينيا ، مخطوطة “سعيد”التي يُعتقد أنها ضاعت في عشرينيات القرن الماضي ، فقد وجدت في حقيبة كبيرة اكتشفها أحفاد “هوولاند وود” ، وهو عالم العملات المعروف الذي كان يمتلك السيرة الذاتية لسعيد .

أثار ظهور مخطوطته هذه مرة أخرى اهتمامًا جديدًا بكلمات سعيد ، كما واستدعى رؤى جديدة في حياته التي تبلغ 94 عامًا. في السنوات الأولى بعد أن كتب سعيد المخطوطة ، كان الخبراء العرب الذين فحصوها هم في الأساس قساوسة أو مبشرين من جمعوا منها أكثر من مجرد دليل على إعتناق سعيد المسيحية. ومع ذلك ، فإن “علاء الريّس” ، الأستاذ المساعد في الأدب المقارن في جامعة “ييل” ، يعدّ من بين أولئك الذين يقولون إن سعيد قد ترك أدلة مهمة تشهد على خلاف ذلك – وليس أقلها السورة الافتتاحية للمخطوطة. كما أنه من المقرر نشر كتاب الريّس هذا العام بعنوان : “يا شعب أمريكا”: الحياة العربية لعمر بن سعيد ، عبد أميركي مسلم .

لا تعد حكاية سعيد الرواية الأمريكية المسلمة الوحيدة ، فقد أملى معظم المؤلفين الآخرين قصصهم على وسطاء كتبوها عنهم بالإنجليزية. من بين هؤلاء هناك “أيوب بن سليمان” ، الذي يعود تاريخ قصته إلى عام 1734 ؛ و إبراهيم عبد الرحمن الذي يحمل قصة “أمير بين العبيد” في عشرينيات القرن التاسع عشر ، و حكايةMahommah Gardo Baquaqua عام 1854.

يقول الريّس ، بأنه من المهم أن سعيد كتب عن نفسه بلغة برهن فيها على أنه كان شخصاً متعلّماً ، حتى أنه تعلّم من قبل أن يتم إستعباده. “إنه يقدم نافذة إلى عالم العبودية الذي يختلف عن معاييرنا”. يقول الريّس: «إن نظرة الرق طبيعية». “فقد اكتسب العبيد الآخرون محو الأمية من أسيادهم. كان لدى العبيد المسلمين – و لأنهم قرأوا القرآن – بعضاً فقط من الأمية”.

شكّل عدد المسلمون الذين تمّ إحضارهم إلى الولايات المتحدة ما يزيد عن عشرون في المائة من العبيد الأفارقة ، ومثل سعيد ، فقد أثار عدد منهم إعجاب الجنوبيين البيض بكفاءتهم في اللغة العربية ورغبتهم في الحفاظ على مراعاة متطلبات الإسلام في الصلوات الخمسة اليومية. كلتا هاتين السمتين جعلتهما إنسانيتين في نظر مالكيهما ؛ وفقًا للمؤرخ “آلان أوستن” ، الذي ألّف كتابين عن هذا الموضوع – في بعض الأحيان بما يكفي لدفع الملاك إلى استنتاج أنهم عرب أو أفارقة نبلاء يستحقون معاملة أفضل من باقي العبيد الآخرين . إن ما جعل سعيد أكثر استثنائية على الدوام كان نضجه ؛فقد كان عمره وقتها قد تجاوز السابعة و الثلاثين عامًا ، عندما قبض عليه جيش أفريقي متحارب وباعه في عام 1807.

ولد سعيد بفوتا تورو (أي الأرض الواقعة بين نهرين) ، أي في ما يُعرف الآن بشمال السنغال . فهو قد إنحدرمن عائلة كبيرة ثرية و ورعة . كتب في حياته على أنه “استمر في طلب العلم لمدة خمسة وعشرين عامًا” ، وقد تتلمذ على يد شقيقه محمد واثنين من “الشيوخ” ، وهي كلمة يعني بها “الرجال المتعلمين”. ” لقد أخبر أن لديه خمسة عشر من الأشقاء ، كما و أنه كان جدّفخوراً بالتزامه بالإسلام في إفريقيا – و ذلك بالوضوء والصلاة و فيإخراج الزكاة بكل عام من الذهب والفضة ، من الحصاد والأبقار ، من الأغنام والماعز و من الأرز ، القمح والشعير” ، فقد كان “أوستن” يقول عنه أنه : “طالب علم ومعلم في نفس الوقت”.

نُقل سعيد في البداية و بالولايات المتحدة ، إلى “تشارلستون”بجنوب كارولينا ، حيث بيع وقتها إلى “رجل قصير ، ضعيف وشرير يُدعى “جونسون” ، وهو رجل كافر لا يخاف الله على الإطلاق كما يقول سعيد ، أين أجبره هذا الأخير على الأشغال الشاقة. كتب سعيد يقول :”كنت رجل صغير لا يستطيع القيام بعمل شاق. لقد هربت من أيدي “جونسون” هذا بعد شهر من ذلك”.

سار سعيد ماشياً على أقدامه لمدة شهر آخر حتى وصل أخيراً الى “فايتفيل” ، بشمال كارولينا . هناك رأى مبنى كنيسة ، فدخلها ليصلي فيها . كتب قائلاً :”لقد لمحني شاباً هناك” ، ليقتاد بعدها رجلان سعيداً مع كلاب كثيرة لمسافة إثنتي عشر ميلاً إلى “المنزل الكبير المسمى جيل” (أي السجن) بفايتفيل ، حيث اشتراه ، و بعد ستة عشر يومًا وليلة ، المدعو “جيمس أوين” و الذي كان شقيقه حاكمًا سابقًا في المقاطعة . أمضى سعيد بقية حياته كلها مع عائلة “أوين” ، حتى أنه رفض مبادرات المستعمرين الذين عرضوا عليه مساعدته على العودة حرّاً إلى إفريقيا ، لكن بشرط و إن رجع إلى هناك كمبشر مسيحي.

كان سعيد تحت ضغط شديدلتبني دين سيّده ، شأنه شأن العديد من العبيد المسلمين الآخرين في الجنوب ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية . فقد كان بحلول عام 1831يرتاد الكنيسة ويقرأ الإنجيل باللغة العربية؛ و مع ذلك ، فإن تركيزه المكتوب على السور القرآنية قد أقنع وجهة نظر”الريّس” الخاصة بأن سعيداً كان “يلعب لعبة بينية” ، بإعلانه المسيحية ما يكفي لمروره كمعتنق دون أن يرتد عن الإسلام بداخله .

يشير “الريّس” هنا و من أجل تعزيز وجهة نظره تلك ، إلى اثنين من العبيد المسلمين الذين استعادوا حريتهم. فقد وُلد “إبراهيم عبد الرحمن” في ما يُعرف اليوم بغينيا الوسطى ، ليعاد إلى وطنه بعد أن أمضى أربعون عامًا من العبودية ، ذلك بفضل التدخل الدبلوماسي من قبل دولة “المغرب” ، و يتخلى عن اعتناقه المسيحية فور عودته إلى الأراضي الأفريقية عام 1829. لقد حصل بالمثل في عام 1836 ، عندما استعاد “لامين كيبي” ، و الذي كان مدرسًا في “غينيا” قبل أن يتحمل ثلاثون عامًا من العبودية ، جذوره الإسلامية بعد أن أبحر إلى “ليبيريا” بمساعدة جمعية الاستعمار الأمريكية.

يعود الفضل من جانب آخر إلى “كيبي” في أن توجد لدينا اليوم كلمات “سعيد” ؛ فبعد أن حصل “كيبي” على حريته في عام 1834، وقبل مغادرته إلى ليبيريا ، أرسل له سعيد مخطوطة تحمل قصة حياته . قام “كيبي” بنقلها إلى أحد المدافعين عن إلغاء عقوبة الإعدام يدعى “ثيودور دوايت” . تمّت ترجمتها منذ ذلك الحين الى ثلاث مرات ، و كان “الريّس”آخر من ترجمها عام 2000 .

بالنسبة إلى “بيرد” ، كان كل ما يكتبه “سعيد” ويعبّر عنه هو من منظور إسلامي. حتى قبل أن يكتب الذكر، كان يضعه في سياقه مع سورة الفاتحة ، و هي أول سورة من القرآن. كان يكتب ذلك أولاً ، ثم يكتب التسبيح أو الذكر. فهناك سبب واضح لذلك ، فهو يعتقد أن الفاتحة لها الأسبقية على الذكر”.

رأيت بالليلة التي قابلت فيها “بيرد” مخطوطة “سعيد” خلف الزجاج ، لقد كانت ليلة افتتاح معرض “America I AM”أو “أنا أمريكا” في أتلانتا. كانت ليلة تشبه حفل توزيع جوائز الأوسكار، فمن خلال دعوة خاصة ، استمع الضيوف إلى موسيقى وخطب أفريقية على المباشر (سأل فيها المنظّم “تافيسسمايلي” ، مقتبساً من “واب دي بوا” WEB Du Bois، مايلي : “هل ستكون أمريكا هي نفسها بدون شعبها ذوي الأصول الإفريقية؟”) ، رحت أتجوّل بعدها في معرض يعكس دخوله تلك المباني التقليدية المصنوعة من الطين والأخشاب بغرب إفريقيا. لقد زيّنت الجدران بصور الأمريكيين الأفارقة ذائعي الصيت ، من “فريدريك دوغلاس” إلى غاية “باراك أوباما” ، بما في ذلك “عمر بن سعيد”.

لا يتمّ تذكّر سعيد هنا فقط ، بل أيضًا في جنوب شرق ولاية كارولينا الشمالية. فقبل بضع سنوات ، قاد “آدم بياه” ، و هو عضو مسجد “فايتفيل” المسمى مسجد “عمر بن سعيد” ، السيارة قرابة الساعة جنوبًا إلى بلدة “بلادينبورو” الصغيرة ، الى حيث كانت توجد “أوين هيل” أو مزرعة سعيد. كان “بياه” ورفاقه يبحثون عن قبره ، غير أنهم وجدوا أن المزرعة قد اختفت ، لقد كانت مغطاة بمباني صغيرةو مقسّمة. يقول “بياه” :”كنّا نقود السيارة في الشارع ، فلمحنا سيدة في الفناء ، توقفنا لأسألها عمّا كنا نبحث عنه ، ذكرت لها عمر ، فردّت: آه ، أنت تتحدث عن الأمير؟” . دلّت هذه السيدة”بياه” إلى عقار في الجوار حيث قاموا بفحصه حتى عثروا على بقايا منزل قديم وبعضحجارة القبور، يقول “بياه” ؛ “لا أستطيع الجزم على أنه كان قبر عمر.. فأنا لا أعرف قبر من كان”.

وفقًا لبحث أجراه “توماس سي بارامور” ، و هو مؤرخ وأستاذ في كارولينا الشمالية توفي عام 2004 ، فإن شاهد قبر سعيد ، الذي كتب عليه “عمر العبد” ، قد اختفى منذ سنوات عديدة. أما اليوم ، فغالبًا ما يأتي الأشخاص الذين يرغبون في تكريم حياته إلى المسجد الذي يحمل اسمه “عمر بن سعيد” ، حيث يمكن أن يطلعهم “بياه” أو غيره على صورة سعيد ويروي لهم قصته.توفي سعيد سنة 1864 ، قبل عام واحد من إقرار الكونجرس التعديل الثالث عشر الذي ألغى بموجبه العبودية رسميًا في الولايات المتحدة. في إعتقاد “بيرد” أن سعيد كان يعلم أن سيرة حياته ستُقرأ لسنوات عديدة ..ليقول في ذلك: “يبدو الأمر كما لو أنه كتب هذه المخطوطة خصيصاً من أجل هذا اليوم”.
لقد خُصّص على الأقل أكثر من خمسين كتابًا الآن يشيد ببعض الاهتمام لسعيد، بما في ذلك العمل المرتقب الذي يقوم بإنجازه “الريّس” ، إذ يشير “بياه”على أن كتب التاريخ بالمدارس العامة اليوم في كارولينا الشمالية تصف حياة سعيد بالتفصيل. بالإضافة إلى مسجد “فايتفيل” ، فقد أخذت مدرسة داخلية في “نيوهافن” ، كونيتيكت ، اسمها تيمّناً بسعيد. كمايأمل “بيرد” أن يتم إنتاج فيلماً سينمائياًعن حياة سعيد في المستقبل أيضاً.

يعتقد “الريّس”على أنّ سعيد كتب سيرته الذاتية تلك بعد فترة وجيزة من تمرّد العبيد بقيادة “نات تيرنر”. فهل كان مالكو العبيد ، سائلاً “الريّس” ، قبل الحرب الأهليةينظرون إلى حياة سعيد حتى يطمئنوا دائما من أن العبيد ليسوا جميعًا منتقمين متعطشين للدماء؟و هل كان سعيد في مقدمة سيرة حياته التي إفتتحها بسورة من القرآن ، مستوحاً من طرف العبد السابق “ديفيد والكر” ، الذي كان إستئنافه القضائي عام 1829 وثيقة مؤيدة لإلغاء العبودية تشير بالمثل إلى طاعة الجميع للخالق في الأخير؟ أم أن “والكر” قد استوحى بطريقة ما منالأفكار المتداولة بالفعل بفضل العبيد المسلمين مثل سعيد؟ ..يقول “الريّس” إن مثل هذه الأسئلة قد لا تتم الإجابة عليها أبدًا ، بيد أنه يأمل من خلال طرحها ، في توسيع فهم سياق سيرة سعيد الشخصية في حدّ ذاتها.

لقد اندمجت كل من إفريقيا وأمريكا ، الحرية والعبودية ، الإسلام والمسيحية ، في مخطوطته الموجزة تلك عام 1831. يقول “مارك لاش” ـ و هو نائب الرئيس الأول في Arts and Exhibitions International ، التي صمّمت معرض “أنا أمريكا”: ” إن رؤية عباراته المكتوبة لهو أمر رائع و جميل ، و إنه لشرف حقاًّ أن تشاهدها أمامك”.
*1- الكاروليناتين : أي كارولينا الشمالية و الجنوبية
ترجمته الى العربية : البهجة ستيت

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!