-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خارطة طريق لـ 2010

محمود بلحيمر
  • 2162
  • 0
خارطة طريق لـ 2010

لو كنت رئيسا للجمهورية سأوجه مع نهاية هذه السنة سؤالا إلى كل من يريد الإجابة عنه ومضمونه هو: ماهي إنجازات الجزائر خلال سنة 2009؟ ثم ما هي “أجندة” السنة القادمة أو ما هي الأشياء التي ترى من الضروري القيام بها خلال سنة 2010؟

  • ليس القصد هو الحث على استفتاء شعبي ولا قياس مدى شعبية السياسة الرسمية ولكن الهدف هو إمداد الجزائر بأجندة واضحة تتضمن أشياء ملموسة يجب فعلها لتجاوز ما هي عليه من احتقان وتراجع. نعم هناك ضرورة للقيام بما يمكن أن نسميه “براينستورمينغ شعبي”  (Brainstorming) من أجل تشريح الوضع الراهن ورسم حلول قابلة للتطبيق في المستقبل القريب مادامت المؤسسات التي يفترض طبيعيا أن تقوم بهذا الدور عاجزة عن القيام به.. لقد وجدت لنفسها دورا آخر وهو تكريس هيمنة المهيمنين على المهيمن عليهم والحفاظ على قواعد الهينمة كما سالمة معافاة كما رسمت منذ أمد بعيد.
  • ليس عيبا ولا بدعة أن نلجأ لهذه الطريقة لمعالجة مشاكلنا اللهم إن كان البعض يعتقد أنه لا مشاكل لدينا. لكن استعادة سريعة لشريط أحداث هذه السنة سنجد أن البلد وضع في الثلاجة! حياة سياسية مشلولة وبالتالي ليست في مستوى خلق ديناميكية منتجة للأفكار، واقتصاد بيروقراطي ليس باستطاعته خلق ثروة أو مؤسسات منافسة.
  • أذكر أنه خلال هذه السنة نظمنا إنتخابات رئاسية أبقت الأمر على ماهو عليه، كما هو حال الانتخابات في البلاد العربية التي تعني الإبقاء على الأمر الواقع واستبعاد التغيير. كما عشنا هيستيريا كرة القدم حيث عوضت فرحة تأهل الفريق الوطني للمونديال عن كل النكسات. ومن جملة الأحداث الأساسية التي أذكرها مثلا أن مداخيلنا من العملة الصعبة تراجعت إلى قرابة النصف (ستكون في حدود 45 مليار دولار هذه السنة بعدما بلغت 76 مليار دولار السنة المنقضية) بسبب تراجع أسعار البترول في السوق الدولية، المنتوج الوحيد الذي نصدره و لا نتحكم في أسعارها، وأن صادراتنا خارج المحروقات بقيت كما هي في حدود المليار دولار.
  • أذكر أيضا أن البرلمان صادق على كل طـُلب له أن يصادق عليه من قوانين وأنه لم يكلف نفسه تقديم مشاريع قوانين لأنه لا يرى أن ذلك مدرج في قائمة مهامه! كما أن الإضرابات والقلاقل الإجتماعية، مثلما حصل في ديار الشمس بالعاصمة، تبقى مشهدا يوميا لا يثير انشغال الرسميين. كما لا أنسى أيضا أن الرشوة والفساد أصبحت ثابتا من ثوابت حياتنا اليومية، أو هي “المؤسسة الوحيدة المتماسكة”، كما يقول أستاذ العلوم السياسية رشيد تلمساني.
  • هذه السنة ختمناها بفضيحتين: الأولى هي مرض أنفلوانزا الخنازير الذي يقتل الناس في الجزائر لأن مسؤولي قطاع الصحة لم يتفطنوا لضرورة اتخاذ اجراءات مناسبة لمواجهة وباء خطير ظل العالم بأسره يتحدث عنه لشهور! والثانية، تلك القنبلة التي أثارتها المجاهدة الرمز، جميلة بوحيرد، عندما انفجرت غيضا من عدم تكفل السلطات الرسمية بها وبنظيراتها، فلجأت إلى الشعب تطلب النجدة. هذا ما قرأناها في الجرائد وبقي الجزائريون على عطشهم ينتظرون معرفة تفاصيل إهمال مجاهدة رمز، وهل طلبت المساعدة ورفض لها ما أرادت؟ وهل السلطات على علم بحالتها…؟ لكن يستحيل معرفة الحقيقة في ظل تقليد عُمر طويلا في حياتنا السياسية؛ فلا أحد يتصل ويتواصل مع الآخرين بأسلوب مباشر، هناك إيحاءات ولغة مستترة وغامضة في ذات الوقت لكن من دون نقاش أو اتصال شفاف يشبع حق الناس في معرفة ما يجري على أعتاب بابهم
  • هذا عن السنة الحالية التي بقي منها قرابة أسبوع، لكن هل يمكن لشخص “شاطر” أن يطلعنا على أجندة الجزائر للسنة الجديدة 2010؟ جدول أعمال من أربعة أو خمسة مشاريع أساسية يمكن أن نتم إنجازها بصورة نهائية خلال العام القادم ونتقدم خطوة إلى الأمام
  • ما هو ملاحظ على مشاريعنا أنها بدون أجال زمنية محددة ولا ميزانية وتكاليف مضبوطة عدا ونقدا، بل أن المعمول به هو أن مشاريع تبدأ بمبلغ ثم تنتهي بضعفه، كما هو حال الطريق السيار شرق غرب الذي بدأ بـ 7 مليار دولار وقد تجاوز الآن حدود الـ 14 مليار، ولا أحد يستطيع أن يقول لنا متى ينتهي. نفس الشيء يقال عن الميدان السياسي؛ فمتى يتم رفع حالة الطوارئ مثلا وفتح الإعلام السمعي البصري واعتماد أحزاب جديدة والقول أن الإصلاحات الديمقراطية قد وصلت إلى نهايتها حتى يتم التداول السلمي على السلطة من دون الخوف من قوى متطرفة قد تصل إلى السلطة وتجهض الديمقراطية كما هي الحجة التي تردد في جميع الدول العربية..
  • ونحن نودع السنة هذه ونستقبل أخرى أمامنا خياران: إما رسم أجندة أو يمكن تسميتها خارطة طريق تتضمن أهدافا عملية لما يتوجب القيام به في سنة 2010 أو الاستمرار في تضييع الفرص ويضيع معه أمل الناس في حياة أحسن.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!