-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خطاب الانتقام.. وخطاب الاتزان

محمد سليم قلالة
  • 2784
  • 11
خطاب الانتقام.. وخطاب الاتزان

عندما يَعجز البعض عن التعبير بالتّلميح بلجأون إلى الجهر بالتصريح وأحيانا حتى إلى التجريح، عندما ينتقدون مرحلة يُعلّقون مآسيها على شخص واحد، وعندما يُشيدون بها أيضا يَنسبون كل محاسنها إليه، مرة بحقد كبير وأخرى بتملق غير محدود. لا مجال لمحاولة قول الحقيقة الموضوعية التي لا تفريط فيها ولا إفراط… نادرا ما وجدت من يتكلم، عن من يريد أن يتكلم، باعتدال ووسطية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسياسيين بالرغم من أن الكل يعلم أنه جلّ من لا يخطئ…

أعجبني خطاب أحد المترشحين البارزين للرئاسيات منذ أيام عندما استدرك قائلا: “في السياسة ليس لدينا أعداء إنما منافسون سياسيون”، مؤكدا “أن لا مجال للقدح في الأشخاص أو تحميل المسؤولية لزيد أو عبيد، لأننا جميعا مسؤولون، وعلينا أن ننتقد سياسات ونبحث عن حلول لكي نطور بلدنا ونخرج بها إلى بر الأمان، حيث الأفضل والأحسن”. واكتفى بذلك… واستمر في حديثه… ما الذي سيزيد في هذا الخطاب لو تم ذكر فلان أو فلان، سوى أن يتم الانحراف به نحو غايته الإصلاحية، وبدل أن يخرج الناس بانطباع على منهجية تغيير سياسة يخرجون بانطباع حول كيفية تحطيم شخص. وبدل أن تعُطى الفرصة لأهل الفكر والتحليل يقيّمون الخطاب أو يُفيدون من خلاله، تُعطى لأهل النميمة واللّمز والغمز يمرحون ويلعبون…

ماذا يفيدكم لو أني ذكرت لكم هذا السياسي سوى أن ينحرف العمود عن غايته، وعن تحقيق رسالته، ويُغطي الاسم على الفكرة، والرسم عن المعنى؟ ولكنه بهذه الكيفية سيأخذ كل البعد الذي نريد. سنستفيد من العبرة، وسنعرف الشخص المقصود إن شئنا، لأننا أذكياء بالقدر الكافي، وسنلتزم بالأخلاق في الممارسة السياسية، بل سنلتزم بتعاليم ديننا الحنيف.

ألم يكن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ينصح الناس قائلا: ما بال قوم، أو ما بال أقوام يفعلون كذا أو كذا… دون تشخيص محدد أو تعيين بالاسم، وكان الناس يفهمون ويأخذون العبرة ويلتزمون؟

لقد أصبحنا اليوم في مرحلة نحتاج فيها إلى تغيير الخطاب من خطاب الشحن، والإثارة، والانتقام، والتّشفي، إلى خطاب الهدوء والبحث عن الحلول والتماس الأعذار للآخرين. المرحلة اليوم ليست مرحلة الكتابات الساخنة التي “تُبرِّد القلوب” وتؤجج العواطف، إنما هي مرحلة الكتابات العميقة التي تعيد الاتزان للعقول وتهدئ من روع الناس وتُطَمْئِن النفوس.

لأننا لا نستطيع البناء إلا في ظل السكينة ولا نستطيع العيش آمنين إلا إذا توقفنا عن لعن الظلام وأشعلنا شموعا نهتدي بها بدل ذلك. وقد بدأ بعضنا يسلك هذا الطريق، وتلك مساحة الأمل…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • ندير

    باسم الله الرحمان الرحيم.
    قال الله تعالي في الحديث القدسي. * عبدي. انت تريد و انا اريد. و لن يكون الا ما اريد. فان سلمتني فيما تريد كافيتك بما تريد. وان لم تسلم لي فيما تريد. اتعبتك فيما تريد و لن يكون الا ما اريد. *
    بكل وضوح. هذا الحديث يعكس حال الشعب الجزائري. الحرس علي بلوغ ما يريده و تعبه من اجل ذلك. و ما كان ذالك يحدث لو سلم لله فيما يريد.
    وان احتاج القارئ الي توضيح اضافي فالمرجو مراجعة الكتب الخاصة بالموضوع. و لا تياسوا ولا تقنطوا من رحمة الله. و شكرا.

  • ندير

    باسم الله الرحمان الرحيم.
    قال الله تعالي في الحديث القدسي. * عبدي. انت تريد و انا اريد. و لن يكون الا ما اريد. فان سلمتني فيما تريد كافيتك بما تريد. وان لم تسلم لي فيما تريد. اتعبتك فيما تريد و لن يكون الا ما اريد. *
    بكل وضوح. هذا الحديث يعكس حال الشعب الجزائري. الحرس علي بلوغ ما يريده و تعبه من اجل ذلك. و ما كان ذالك يحدث لو سلم لله فيما يريد.
    وان احتاج القارئ الي توضيح اضافي فالمرجو مراجعة الكتب الخاصة بالموضوع. و لا تياسوا ولا تقنطوا من رحمة الله. و شكرا.

  • حنصالي

    هاذى خطيرة

    فى البناء البسيكولوجى لدينا نبنيه على العرف و العاطفة لا على العقل

    والحقيقة البناء هو اخضاعهما للعقل

    بمعنى ..ان كانت هناك مسئلة معينة توافق منطق العقل وتخالف العرف ..هل يؤخذ بما يتوافق مع المصلحة وهي منطقيا لا تنفع ..انا متؤكد ان الغالبية ستميل للعرف على حساب العقل..وهذا هو سر تخلفنا كثير القضايا ندرك انها منافية للعقل وغير مقبولة لاكن ذواتنا صادقت عليها بخاتم القبول عرفيا

    اليست مفارقة اجتماعية عجيبة لانملك حتى الجرئة لمصارحة ذواتنا ان هدا ليس من المنطق

  • نورالدين الجزائري

    هذا بإختصار و ديننا هو الذي يعلمنا كيف نكلم الناس ، و لو لاحظنا أن القرآن لم يأتي بطرق عديدة في طريقة الخطاب بل ركز على جوهر الكلام { قولا ثقيلا } 5 الزمر . { قولا معروفا } 32 الأحزاب . { قولا سديدا } 70 الأحزاب . قولا كريما } 23 الإسراء{ أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا }؟19 طه. و لكل آية لها حكمة بليغة جدا .
    إن الكلام لفي الفؤاد و إنما جُعل اللسان على الفؤاد دليلا .
    أحببت أن أذكر نفسي و إخواني بلفتة قرآنية من نفحات الرحمن في تفسير القرآن و أقول للجميع قولا جميلا : السلام عليكم و رحمة الله .

  • نورالدين الجزائري

    حتى تُكتشَف عندهم مستورات ، سرا لا تفضحهم لأن النصيحة على الملاء تقريع و في السر محض المنفعة . فهناك من البشر كالمعادن يحتاج إلى نصيحة ، منهم مَن يجب موعظته { الموعظة الحسنة } 125 النحل . من صفاتها الزجر و هز النفس هزا و الكلام البليغ الطويل الذي فيه حسن الألفاظ و المعاني ، مشتملا على الترغيب و الترهيب و الإحذار و الإنذار ... فلا يعقل أن أتكلم مع مترشح للرئاسيات في البرنامج إنشاء 5 ملاعب عالمية في الصحراء مثل مترشح ( إن وجد ) يبدأ في إيجاد وزراء صالحين بكل ألوان الطيف ما تحمله هذه الكلمة ...

  • نورالدين الجزائري

    فما خطبك يا صاحبي ؟!
    إن البشر معادن كمعادن الأرض ، فالحديد يحتاج إلى درجة تفوق الألفين و معادن أخرى لكل منها درجة معينة بالزيادة أو العكس ، حتى نصل إلى الإنصهار و المبتغى . في البشر كذلك درجات معينة من كلمات و نمط بين الهدؤ في الحديث و قوة في الخطابة، و هي صفات في طريقة الكلام فقط المهم هو نوعية و جوهر الكلام و هو المقصود من رأي الكاتب { و قل لهم في أنفسهم قولا بليغا } 63 النساء هم أقوام ستر الله تعالى عنهم ، و بالمقابل عليك يا محمد أن تقول لهم كلام بليغا قويا يصل إلى أعماق أنفسهم { في أنفسهم}

  • أسمهان

    شكرا لك أستاذ.ففي ظل هذه الأحداث التي تمر بها الجزائر،اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا،لم نعد نرى سوى الاتهامات والاتهامات المضادة،سواء بين السياسيين ،أو بين من يسعون الى الزيادة في أجورهم،فامتلأت صفحات الجرائد بأبشع الانتقادات التي لم تفد أي طرف ،حتى وصلنا الى درجة كدنا نجزم فيها أن الجزائريين لا يجيدون شيئا سوى تبادل التهم وتعرية العيوب لبعضهم البعض،بدلا عن أن يركزوا على ماهو أهم من ذلك وهو إظهار البديل عما ينتقدونه بالتزام العمل والتخلق بالاخلاق الفاضلة،وعدم الانزلاق وراء الانتقام من المنافس ببذاءة

  • رياض

    و في هذا العرس يحاول كل حاضريه بطريقتهم و أسلوبهم في التعبير عن إرادتهم الصادقة و إستعداهم لكل خير من أجل دولة لا تزول بزوال الرجال / ثالثاً إن نجحتم في إثبات صدقكم أمام أنفسكم في الخطوتين السابقتين - هنا أصبحتم مهيئين للخطوة الثالثة التي ستكون من دون شك ثمرة صدقكم و دليل قوتكم و محبتكم لبعضكم عندما يتسارع الجميع نحوى الجميع و كأنكم خلاية تلتئم على الجرح العميق حينها ستدوسون بأقدامكم على أموالكم دون أن تشعرون لأنكم ببساطة لم تعودو تهتمون و أنتم أنفسكم كنز تملكون و السلام عليكم يا مفلحون .

  • رياض

    هذا هو الشرط بإختصار شديد / و الأن نبدء في تحقيق الأحلام ^^ / أولاً >> على كل إنسان أن يتخيل نفسه أنه هو الشعب بأكمله أين ما ذهب يجد نفسه و يتمرن على هذا الأسلوب في التخيل يومياً و يحاول أن يتفكر و يتعمق فيه أكثر و أكثر / ثانياً و نظراً الى حالتكم أصبحت تستدعي إلى تمارين جماعية لنقول نوع من ( TIRAPI ) لم يسبقكم إليه أحد إن كنتم فاعلون وهذا يكون عن طريق إحياء عرس شعبي في جميع أنحاء الوطن ليس ليوم أو يومين بل سيكون عرس مفتوح لمدة كافية حتى يتسنى للجميع الحظور و الجميع معروض على العزومة >> يتبع ...

  • رياض

    لكنهم للأسف يجهلون حتى يعمهون فلا يبصرون الكنز الذي هو أمامهم ولا يشعرون / لا علينا سأساعدكم على تحقيق أحلامكم المادية لكن بشرط ^^ hh / يا هل ترى ما هو هذا الشرط !! / أعذروني و تقبلو صراحتي فيكم وأنا كذلك بينكم مقصود بصراحتي هذه / إسمحولي أن أقول بأنكم ناس ضعاف مهزومين أمام أنفسكم غلبتكم أهوائكم و شهواتكم فزادت أطماعكم و لهفتكم بعد أن هاجت غرائزكم فأختلت طبيعتكم بطباعكم و إتضحت أنانيتكم ببخلكم على أنفسكم فضربتم على أركابكم تحلمون بأجسادكم و أنتم تجلسون في غفلة منكم أمام كنزكم / >> يتبع واصل ....

  • رياض

    المشكل بسيط جداً و الحل يعتمد على الجميع والجميع يقفون اليوم محتارين كيف يتحسن حالهم في المستقبل كيف يصبحون يوما ما أثرياء / جميعهم يقفون وقفة خشوع عند أحلامهم المادية نعم هذه هي الحقيقة لأنهم كلهم محتاجيين و كل محتاج محروم بشكل من الأشكال يختلف حرمانه عن غيره على حسب إختلاف الأسباب و كل سبب له أسباب / جميعهم اليوم ينتظرون الرئيس الجديد أو الفارس المنقذ لأحلامهم المادية ليعطيهم أمل أكثر في بلوغ حاجتهم و إحتياجاتهم المادية/ >> يتبع واصل القرائة ?? ..