-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تخفيضات ضئيلة ونوعية "رديئة" للمنتجات

خيبة أمل كبيرة للجزائريين في يوم “الجمعة الأسود”

وهيبة سليماني
  • 52647
  • 1
خيبة أمل كبيرة للجزائريين في يوم “الجمعة الأسود”

تهافت، يوم الجمعة، الكثير من زبائن المركز التجاري بباب الزوار شرق العاصمة، على شراء الألبسة، مستغلين تخفيضات “Black Friday”، خاصة مع ارتفاع الأسعار التي تعرفها سوق الألبسة في الجزائر مؤخرا، منها تلك المستوردة من دول أوروبية، لكن يبدو أن بعض العائلات التي سارعت منذ الساعات الأولى، إلى محلات هذا المركز، لم تجد ما كانت تنتظره، حيث أنّ أغلب التخفيضات لم تتعد 20 بالمائة.

وقد وقفت “الشروق اليومي” على أجواء الإقبال لشراء الملابس والأحذية والأواني، في يوم “الجمعة الأسود” الذي يشهد تخفيضات عالمية، حيث كان الإقبال أقل بكثير من السنوات الماضية، بعيدا عن مشاهد التدافع والطوابير، فيما انصب اهتمام العائلات التي سارعت لاستغلال فرصة “الجمعة الأسود” أكثر حسب ما رصدناه، على الألبسة الشتوية، رغم وجود تخفيضات تتعلق بالأواني والعطور والأفرشة، حيث كان الأمل يحدوها للحصول على سلع بأسعار معقولة بعيدا عن التهاب الأسعار الذي تسببت فيه كورونا.

وكانت محلات بيع ألبسة الأطفال، الأكثر اهتماما من طرف العائلات التي وجدت في يوم الجمعة الأسود فرصة للتسوق وشراء ما يلزم أبناءها، ورصدت “الشروق” انطباعات الزبائن بشأن تلك التخفيضات التي لم تكن في مستوى تطلعاتهم والتي لم تتجاوز 20 بالمائة، خاصة بالنظر إلى النوعية المعروضة.

وهو الأمر الذي لم يرق لبعض الزبائن، ولكن رغم ذلك استحسن بعضهم التخفيضات التي مسّت الأحذية وبعض القمصان، والسراويل الخاصة بالأطفال.

وقال أحد الشباب الذي ينحدر من مدينة قسنطينة، ووجدناه في المركز التجاري لباب الزوار، إن التخفيضات لم تكن مرضية، وأن أغلبها لا يتعلق سوى بتلك الملابس الخفيفة الصيفية وغير المستوردة حديثا، وهي لا تتماشى في الغالب مع الذوق العام أو ربما حتى لا تتناسب حسبه، مع المحيط الاجتماعي الذي تعيشه معظم الأسر الجزائرية.

أوضح صديقه، أن التخفيضات الخاصة بـ”الجمعة السوداء” لا يستفيد منها أغلب الزبائن وهي لم تمس ألبسة ذات الاهتمام الواسع والخاصة بفصل الشتاء.

تخفيضات لم تتعد 20 بالمائة في غالبها

وحسب جولتنا الاستطلاعية عبر العديد من محلات المركز سواء الخاصة بالألبسة والأحذية أو الأواني والأفرشة، فإن معظمها لم تخفض أسعاره إلا بنسب لا تزيد عن 20 بالمائة، وهو ما حال دون شراء بعض الزبائن ما كانوا يرغبون فيه، فبعضهم قطع مسافات طمعا في شراء ألبسة “ماركة” بأسعار معقولة.

وتحدثت “الشروق”، مع بعض الباعة، الذين أكدوا أن تراجع نسب التخفيضات في الأسعار الخاصة بالجمعة الأسود، راجع إلى التكاليف وغلاء هذه السلع في السوق العالمية، وأن بعضها مستورد حديثا، حيث التخفيضات لم تتجاوز الـ50 بالمائة خصت فقط سلعا قديمة كانت مكدسة، وتدخل في إطار عملية التخلص منها.

وقاطعت بعض المحلات التي تبيع ماركات عالمية معروفة، تخفيضات الجمعة الأسود نهائيا مبررة ذلك بأن سلعها جديدة وهي مستوردة مؤخرا، وأن كل تخفيض لا يساعدها، بينما اكتفى بعضها بتخفيضات محتشمة لا تتعدى نسبة 10 بالمائة.

وفي السياق، برر رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، تراجع التخفيضات الخاصة بـ “الجمعة السوداء” إلى زيادة أسعار السلع وخاصة الألبسة في السوق العالمية، والخسائر التي تكبدها التجار خلال 18 شهرا بسبب الإجراءات الاستثنائية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، وكذا الزيادة في أسعار النقل البحري للسلع المستوردة والتخزين.

وأكد بولنوار، أن التخفيضات المعنية بـ “Black Friday”، لهذا العام تتراوح في الغالب بين 15 بالمائة و20 بالمائة، في جميع المحلات وأنها تتعلق بالألبسة المطلوبة خاصة لفصل الشتاء، مضيفا أن حجم الخسائر التي تكبدها بعض التجار جعلتهم لا يهتمون بالتخفيضات في “الجمعة السوداء”.

حماية المستهلك: احذروا التخفيضات الوهمية!

من جهته، حذّر مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك، مما يسمى بـ “الجمعة السوداء”، حيث قال إن الكثير من المتعاملين التجاريين، يستغلون هذا اليوم، لتحقيق الأرباح بالإعلان عن تخفيضات تكون في الغالب وهمية، وأن الخسائر التي لحقت بهؤلاء خلال المرحلة الاستثنائية “ستجعل من الجمعة السوداء لعام 2021، فرصة لا تعوض لاستغلال الخدع التجارية لتسويق السلع”.

وقد اتهم زبدي هؤلاء، المتعاملين التجاريين، بتغليط المستهلك، والترويج لتخفيضات لاستقطابه وتحقيق أكبر نسبة بيع وربح، حيث أكدت جمعيته على متابعة المحلات التجارية خلال “الجمعة الأسود” لفضح التجاوزات إن وجدت، وذلك من خلال مراقبة ورصد التخفيضات الزائفة في الأسعار، ولم يستبعد متابعة بعض التجار قضائيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبدو

    سود الله يوم من ابتدع هذه التسمية لماءا لم يجعلو الاحد او السبت الاسود وهو يوم عطلة لديهم