-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أم سليم الأنصارية.. أكرم نساء الدنيا مهرا

خُلِّد ٳيثارها في القرآن الكريم ورآها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة

جواهر الشروق
  • 6749
  • 16
خُلِّد ٳيثارها في القرآن الكريم ورآها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة
ح.م

رحلتنا اليوم سفر بالعقول والقلوب مع صحابية جليلة عالية القدر كريمة النفس، قال عنها المؤرخ أبو نعيم الأصبهاني ٳنها المستسلمة لحكم المحبوب الطاعنة بالخناجر في الوقائع والحروب، هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية، وهي أم الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، اختُلِف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل رميصة أوالرميصاء وقيل الغميصاء.

عندما هلت تباشير الإسلام على أرض الجزيرة العربية، كانت أم سليم من بين الأوائل المصدقين لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فلامس الإيمان شغاف قلبها وأحبت الإسلام حبا عظيما، حيث تحدت زوجها مالك بن النضر الذي غضب عليها غضبا شديدا عندما علم بقضية اعتناقها للإسلام، لكنها حاجّته بكل ما أوتيت من بليغ البيان ومنطق الحجة، بل وجعلت تلقن اِبنها أنس الشهادتين، ولما رأى مالك منها تلك العزيمة والاستماتة في الدفاع عن دين الإسلام  خرج من البيت هاجرا لها غاضبا عليها، فلقيه عدوا له فقتله.

ولما بلغها نبأ مقتل زوجها، اِحتسبت وتعهدت بأن لا تتزوج حتى يكبر اِبنها أنس ويسمح لها بذلك، وفي بيت امتلأت أرجاؤه بنور اليقين ترعرع أنس رضي الله عنه، ونما في قلبه حب الإسلام وحب محمد صلى الله عليه وسلم، ليكتمل لهذه الصحابية الجليلة شرف الدارين لحظة وهبته غلاما لخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم .

تعاظم شأن هذه المرأة الصالحة وتناقلت الناس ذكرها الطيب بإعجاب وتقدير، مشيدين بحسن أخلاقها وأخلاق ابنها أنس، فتسلل خبرها الى أسماع أبو طلحة، فتقدم ٳليها طالبا يدها للزواج وعرض عليها مهرا مغريا إلا أن المفاجأة أذهلته وعقدت لسانه، حينما رفضت ذلك بعزة وكبرياء وهي تقول: “ٳنني لاينبغي ان أتزوج مشركا، أما تعلم يا أبا طلحة أنّ آلهتكم ينحتها عبد آل فلان ؟ وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت ؟ “*

ولكن حبه الصادق لها جعله يعود في ثاني يوم ويمنيها بمهر أغلى عساها تلين وتقبل لكن هيهات لتلك المؤمنة أن يزعزع نعيم الدنيا قلعة الإسلام في قلبها قيد أنملة، حيث ردت عليه بأدب وأسلوب أذكى:

“ما مثلك يرد يا أبا طلحة، ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك، ٳن تسلم فذلك مهري ولا أسألك غيره ” رواه النسائي

فهزت هذه الكلمات كيانه وزاد حبه واحترامه لها، ومن أين له أن يجد مثيلتها زوجة له وأما لأولاده، فما شعر من حاله إلّا وهو يردد، أنا على مثل ما أنت عليه أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ومن تلك اللحظة أصبحت أم سليم أكرم نساء الدنيا مهرا كما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم .

وعد من الله أن لا يضيع أجر المحسنين، فقد كافأ هذه المرأة بحياة سعيدة مع زوجها الذي أسلم على يدها وانشرح صدره لدين الحق، فراح ينهل من نبع النبوة ومعين زوجته الصافي، حتى غدا مثالا للمسلم الكريم المنتصر لدينه المؤدي لفرائض ربه، وقد أنزل الله تعالى آية كريمة عناه بها هو زوجته رضي الله عنهما بعدما ضربا أروع مثال للإيثار، كيف لا وقد طوت أم سليم وزوجها طلحة وأبناؤهما بطونا على الطوى،  ومنحوا طعام ليلتهم لعابر سبيل أصابه الجهد والجوع فأنزل الله تعالى قوله : “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ” الحشر 9.

ومن نعيم الدنيا الذي اكتمل بزوج صالح وذرية مباركة حافظة لكتاب الله ٳلى نعيم الآخرة وجنة خلد فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت كما بشر بذلك الصادق المصدوق حين رآها ليلة الإسراء والمعراج في الجنة فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا ؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك” أخرجه مسلم

فسلام على هذه الصحابية الجليلة التي ستظل سيرتها العطرة أثرا يقتفى ٳلى رضى الله .

التهميش: *- الحافظ بن حجر في الاصابة (8/243)

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • الونشريسي

    السلام عيكم

  • الونشريسي

    زهره...القرآن ضمون..ومصون لكن التقوى والصلاح...فلا أحد يعلم الك.
    والحديث يقول .اذا آتاكم من ترضون دينه..وخلقه ولم يقل تقي وصالح...وشكرا

  • الونشريسي

    لم افهم شيئا..

  • زهرة

    انا هنا يا حامل القران و شرطي التقوي والصلاح

  • بدون اسم

    يارمانة اقول ان كلامك وبدون مزايدات بلسم. . لاانه نابع من رحم المجتمع وواقعه الذي نعيشه..وعذرك على راسي وقلبي
    لكن اعلمي ان الخير لاينقطع من امة محمد صلى الله عليه وسلم . مدامت السماوات والارض.
    اعرف من تزوجت بخاتم فقط...ومن اشترطت مهرهاعمرة...وفي هذ ا الاسبوع فقط جاء الخاطب الى فتاة عانس.فسالته هل تصلي قال لا.قالت اذهب حتى تتوب.وتتعلم الصلاة.ورفضته.من اجل الصلا ة..
    فاللهم اجعلي من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا..وارزقني زوجة هي تخطبني ان شاء الله..آمي------------------------ين

  • بدون اسم

    يا حامل القران قد خصك الرحمان بالفضل والايمان.فلا تغضب منهم فهم لا يقصدون بل العكس تماما لو تعرف مكانتك عندهم

  • بدون اسم

    حاشا يا طيب (طيب ونشريسي) من يسخر منك يا ريت كانو الرجال مثلك فقط لم نجد من تليق بمقامك ولو بخاتم من حديد وغير قليل فلا سخرية ولا شىء فمن هي المحضوضة تديك.

  • رمانة

    قلت لا يجب ان تأثر فيك بعض التعليقات التي تحبط من عزيمتك ، اتكل على الله وربي المستعان .
    ربي يجيب الخير ، والزواج مكتوب وكل شيئ يسير بإذنه سبحانه وتعالى .
    أعذر صراحتي واندفاعي و أنا آسفة .

  • رمانة

    جمعة مباركة للجميع
    سيدي الكريم اين نحن من زمن أبي طلحة و الرميصاء ،
    ألا ترى أن كل شيء تغير ، حتى مفهوم الزواج تغير ، وشروطه والمعايير التي يتم بها اختيار الزوج او الزوجة تغيرت ، سيدي نحن في عصر طغى فيه الزيف و الخداع وطال مأكلنا ومشربنا ودوائنا فما بالك بعلاقاتنا فيما بيننا كبشر ، نسأل الله العافية
    بكري كانت المرأة ترى أن منزل زوجها هو الأبقى فتتزوج بهذه النية وتعيش حياة الرضى و القناعة .
    اليوم تتزوج الفتاة لتجعل من زواحها هدفا فقط تتزوج حتى لا تبقى عانس تنجب طفل او اثنين ثم تخلق المشاكل

  • الطيب اللونشريسي

    انا حامل القرآن عرضت نفسي منذ 2سنتين...في صفحة راحة النفوس والجواهر
    لم أجد فتاةمن تقول انا هنا ياحامل.القرآن. محبة في القرآن .... مثل اقالت الرميصاء لابي طلحة...
    لكن عرضت نفسي للسخرية والاستهزاء من فبل سفهاء الاحلام......

  • بدون اسم

    غرت من المراءة الجليلة والله غرت غرت غرت ...........نووها

  • زهرة

    أين أنت يا أم سليم ( بنت الحرمين) فهذا الموضوع لك

  • زهرة

    فأخبرها عنهم فقالت : أدع الله لي أن أكون منهم فدعا لها ثانية . فكان هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم في إخباره بالغيب وما سيأتي إذ حدث ما أخبر عنه في معركة "ذات الصواري " وهي أول حرب بحرية للمسلمين شاركت فيها أم حرام مع زوجهاعبادة بن الصامت... وكذا وصفه لما سيحدث في فتح القسطنطينية.. وغيرها

  • زهرة

    لله درها لها قصة مع الإيمان والإحتساب لا مثيل لها في موت ابنها وتحقق دعوة رسول الله لها ولزوجها عندما حكى له ما جرى منها .
    وفي وحبها لرسول الله حيث نام عندها القيلولة فأخذت تجمع منه عرقه الشريف برفق فاستفاق متفاجيء وقال لها: " ماذا تفعلين يا أم سليم؟ ردت: أجمع عرقك حتى نجعله في طيبنا.
    ونام مرة عند أختها أم حرام بنت ملحان فاستفاق ضاحكا فقالت له لِم تضحك يا رسول الله؟ قال: " عجبت من أناس يركبون البحر كأنهم الملوك على الأسرة " فقالت أدع الله لي أن أكون منهم" فدعا لها ونام ثانية ثم استيقظ ضاحكا فأخب

  • الزاهدة

    رضي الله عنها نساء رائعات شخصية وفطنة فعلا تستحق ان تكون قدوة لنا ولبناتنا اللهم اجمعنا مع هؤلاءالصالحات في الجنة

  • أم إسكندر

    اللهم إجمعنا بام سليم في الجنة وإجعلنا نمشي على خطاها