-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

داعشٌ شيعية في العراق!

حسين لقرع
  • 2978
  • 0
داعشٌ شيعية في العراق!

ما تمارسه هذه الأيام الميليشيات العراقية الشيعية أو بعضها، وفي مقدمتها “فيلق بدر” و”عصائب أهل الحق” بمدينة المقدادية ومحافظة ديالى عموما، من أعمال قتل وحصار وتجويع للسكان، وحرق للمساجد… يؤكد مدى تغوّل هذه الميليشيات وانفلاتها، ومدى خطورتها على وحدة العراق وشعبه.

تصريحاتٌ كثيرة لسياسيين عراقيين يتقدّمهم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وتقارير فضائيات عراقية عديدة، تؤكد أن هذه الميليشيات تقوم بأعمال تنكيل واسعة ضد سكان المقدادية بتهمة “دعم داعش”، وقد قتلت 171 مدني إلى حد الساعة وأحرقت 9 مساجد سنية، وهي تحاصر المدينة منذ أسبوع، إلى درجة أنها منعت حتى رئيس الوزراء حيدر العبادي من دخولها، ما يعني أن هذه الميليشيات التي استغاثت بها الحكومة في صيف 2014 لإيقاف تمدّد “داعش” إثر سيطرتها على الموصل وزحفها على كردستان العراق، قد تجاوزت الحكومة، ولم تعد تخشى القوات النظامية، أو تخضع للقانون، فهي تعمل ما تشاء دون حسيب أو رقيب.

ويدلّ منع العبادي من دخول المقدادية على أن السلطة الحقيقية قد أصبحت في أيدي الميليشيات التي يُعَدّ عناصرُها بعشرات الآلاف، ولا يُستبعد أن تنقلب عليه وتستولي على الحكم، إذا لاحظت منه حزما وإصرارا على لجمها، لاسيما أنها تحظى بدعم قويّ من إيران، ولن تكترث بالعبادي إذا ما قرّر أن يوما أن يكون “حازما” معها.

ما يحدث في المقدادية من انتهاكات، هو ثمرة مُرّة للفساد الذي نخر الجيش العراقي؛ فقد أنفقت الملاييرُ على تسليحه وتدريبه وتأهيله ليخلف جيش صدام الذي حلّه بريمر في 2003، ولكن ما إن حانت ساعة الحقيقة في جوان 2014، حتى انهار 25 ألف جندي أمام 900 عنصر فقط من “داعش”، وهربوا دون قتال من الموصل، وتركوا أسلحتهم الأمريكية الحديثة غنيمة للتنظيم، فاضطرت حكومة العبادي التي خلفت حكومة المالكي، إلى الاستنجاد بالميليشيات الشيعية حتى لا تسقط بغداد نفسها في يد “داعش”، لكنها لم تكتفِ بمحاربة التنظيم، فكانت تقوم بين الفينة والأخرى بانتهاكات وأعمال قتل واضطهادٍ لأهل السنة، لا تكاد تتوقف بضعة أشهر في منطقةٍ سُنِّية ما، تحت الضغوط الإقليمية والدولية الهائلة، حتى تُستأنف من جديد في منطقةٍ أخرى.    

من أجل تفجير مقهى يرتاده عناصرُها، على يد “داعش” قبل أسبوع، قامت هذه الميلشيات بحرق 9 مساجد سُنية بالمدينة، والتنكيل بمئات السنة، عوض أن تنتقم من الجناة من عناصر “داعش”، تُرى ما الفرق إذن بين الطرفين؟ فانتهاكات “داعش” الشيعية المسمّاة تجاوزا “الحشد الشعبي” ضد المدنيين لا تقلّ عن انتهاكات “داعش” السنية المعروفة. 

ما ينبغي أن تستوعبه هذه الميليشيات الشيعية ومن يقف وراءها تسليحا وتمويلا وتشجيعا، هو أن هذه الممارسات لا يمكن أن تخرج منها منتصرة أبدا، بل ستؤدِّي إلى حربٍ طائفية طاحنة قد تُزهق فيها أرواحُ مئات الآلاف من السنة والشيعة هدرا، وقد تتجاوز فتنة عامي 2006 و2007 التي قُتل فيها نحو 180 ألف عراقي من الطائفتين.

لقد علّمتنا التجارب أن الحروب الأهلية والطائفية يخسر فيها الجميع ولا رابح فيها. فهل تغلّبُ هذه الميليشيات، ومن يقف وراءها، صوت الحكمة والعقل وتتوقف عن انتهاكاتها قبل فوات الأوان؟ أم أنها ستقود العراق برعونتها وتهوّرها إلى التفكك والانقسام؟   

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    الأصح "ما يلفظ من قول..." بدون واو

  • حسين لقرع

    يبدو انك لا تحسن القراءة جيداً، لقد سميتُ هذه الميليشيات باسمها "الحشد الشعبي"، وأدنتُ جرائم الجلاّد بوضوح تامّ، ولستُ موالياً لايران كما تزعم، أعد القراءة جيدا قبل إتهام الآخرين، ظلماً ولا تتكلم جزافا وتذكر دائما قوله تعالى "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".

  • بدون اسم

    لا يقول كلامك الا شيعي . حزب الشيطان يجوع الاطفال و ينتهك الحرمات و يهدم الدور على ساكنيها .. افلام حسن شاروخان لم تعد يصدقها حتى الحمير

  • مح نلحاج علي

    أجمل تعقيب لي هو ما انتهيت به:
    "لقد علّمتنا التجارب أن الحروب الأهلية والطائفية يخسر فيها الجميع ولا رابح فيها. فهل تغلّبُ هذه الميليشيات، ومن يقف وراءها، صوت الحكمة والعقل وتتوقف عن انتهاكاتها قبل فوات الأوان؟ أم أنها ستقود العراق برعونتها وتهوّرها إلى التفكك والانقسام؟"

  • بدون اسم

    محنة عظيمة و الله التي تمر بالمسلمين,
    اللهم فرجها, اللهم اجعل لهم مخرجا يا أرحم الراحمين, اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا, اللهم ارفع غضبك و بأسك عنا.

  • بدون اسم

    " رفعت راس العرب"
    هذه قديمة, اليوم صاروا يجوعون المستضعفين.

  • الياس

    نسيت ان القواعد العسكرية الامريكية التي دمرت العراق و افغانستان و اليوم في اليمن موجودة في ايران و في الضاحية الجنوبية ، ان كنت تعرف ماذا تعني الضاحية (التي رفعت راس العرب )
    و ان اكبر زبائن للسلاح الامريكي هم محور المقاومة
    بئس امة لا تعرف عدوها و ما يخطط لها من مشاريع شيطانية

  • الياس

    نسيت ان القواعد العسكرية الامريكية التي دمرت العراق و افغانستان و اليوم في اليمن موجودة في ايران و في الضاحية الجنوبية ، ان كنت تعرف ماذا تعني الضاحية (التي رفعت راس العرب )
    و ان اكبر زبائن للسلاح الامريكي هم محور المقاومة
    بئس امة لا تعرف عدوها و ما يخطط لها من مشاريع شيطانية

  • بدون اسم

    احسنت بارك الله فيك بردت قلبي لان هذا الاقرع مقاله محاباه لايران و الشيعه و تبرير لجرائمهم

  • بدون اسم

    يا حسين الاقرع شتمت الضحيه و بررت للجلاد . لماذا لا تسميهم باسمهم ميليشيات الحشد الشيعي التي كونها السيستاني ؟ هل تراعي الشيعه حتى في جرائمهم ؟
    هل ميلكم لايران جعلكم تنسون حتى انسانيتكم ؟
    مقالك ستلقى الله به يوم القيامه

  • jamel

    شكرا على تعليقك .نباهة وذكاء....ماشاء الله..

  • حفيد سعيد

    ظاهره محاربة الارهاب و باطنه محاربة اهل السنة،الى متى سنبقى مغفلين ،لقد خدعنا حزب الله، و ما تسميه غرفة عمليات مشتركة هو تحالف صفوي نصيري ارذودكسي

  • مواطن

    وضع المسلمين وخاصة منهم أهل السنة يتحملون وزر شيطنة الوطنيين الذين رفعوا السلاح في وجه جيوش الاحتلال حتى أصبحت"داعش"لا تعني سوى الإرهاب بفعل الحكام الذين خافوا على مناصبهم إثر قيام الربيع العربي.لقد نسينا نحن الجزائريون أن ثورتنا التحريرية اتهمت هي الأخرى بالإرهاب.إذن كل من ينادي بحقوقه المشروعة صنف ضمن داعش حتى يسهل القضاء عليه.زعامة جاهلة لهذه الثورات الوطنية وجرائم المتطرفين سمحت للمغامرين بأن يقضوا في المهد على نهضة الشعوب التي تركت وحدها لتتحمل وزر الفشل وتلجأ إلى الدول الكبرى لتستعبد كذلك.

  • الياس

    هناك غرفة عمليات مقرها بغداد تشارك فيها كل من روسيا سوريا العراق و ايران لمكافحة الارهاب ، يعني كل من يحمل السلاح ضد دولة من الدول المذكورة هو ارهابي .
    باب المصالحة مفتوح و لم يغلق لا في سوريا و لا العراق و لا بديل عن القضاء على الارهاب
    يقول تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )