-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

داعش والصهيونية

داعش والصهيونية

عندما قال الرئيس الأمريكي الحالي، في إحدى خرجاته السياسية قبل سنوات، أي عندما كان خارج البيت الأبيض، إنه لو لم تكن “إسرائيل” موجودة، لأنشأتها أمريكا، فقد كان يلخّص سياسة هذا الكيان الأمريكي الكبير، الذي يمكنه أن يصنع الأصدقاء وحتى الأعداء وطبعا الكيانات، ويزرعها حيثما شاء من أجل مصالحه.

لقد طرحت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001، بنيويورك، جملة من التساؤلات، يبدو أن بعضها بدأت تتوضح إجاباتها، عن سرِّ قدرة أسامة بن لادن ورفاقه، على قصف أكبر عاصمة في العالم، في أكبر بلاد في كل المجالات، وأقوى برجي اقتصاد على وجه الأرض، وإحداث هذا الدمار والضحايا، على بُعد عشرات الآلاف من الكيلومترات، في الوقت الذي لم نسمع في تاريخ تنظيم “القاعدة” الذي ضرب قطارات إنجلترا، ودمّر السفارات في كينيا وتنزانيا، عن محاولة واحدة، وواحدة فقط، لإحراج جنديٍّ صهيوني داس بقدميه بيت المقدس، وقتل الأطفال والنساء!

بل إن تنظيم “القاعدة” الذي أسِّس في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، امتد إلى “بوكو حرام” في نيجيريا وبلاد باكستان وأفغانستان والمغرب العربي والساحل، كما امتد “داعش” إلى خراسان، فعاث التنظيمُ فِتنا ودمارا، ولكنه لم يمدّ قطّ يدا اتجاه الشرق الأوسط، فكان هدفه الشيوعية أوَّلا ثم الإمبريالية، وانتهى، وما مسّ شعرة من رأس الصهيونية.

وما حدث في موسكو في عزِّ الحرب الروسية الأوكرانية وفي نار العدوان على الشعب الفلسطيني، هو تنفيسٌ واضح، ومحاولة لخلط الأوراق، تحت اسم “داعش”، أو كما يسمونّها هم “الدولة الإسلامية”، التي قيل، والقائل هي أمريكا منذ فترة، إنها قد صارت من الماضي؟

لقد تهاطلت في الأيام الأخيرة أخبارٌ مدهشة، عن اعتناق الكثير من مشاهير الولايات المتحدة الأمريكية الدينَ الإسلامي، كما تعاطفت الشعوب الحرة مع الفلسطينيين، فبكى لأجلهم البوليفيون والكوبيون والإيرلنديون والنرويجيون والصينيون، وحتى الروس، بل وأحرق أحد الأمريكيين نفسه انتحارا لأجل أطفال غزة، في الوقت الذي أعرب العالم بأسره عن صدمته اتجاه أخلاق اليهود والحليفة الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية، فكان لزاما المسارعة لكفكفة الدموع الصهيونية، وإعادة المشهد السابق الذي حاولت فيه أمريكا أن تُلصق فيه الدماء والقتل والنار بالمسلمين، ولو ببعث تنظيمات بأسمائهم، وتقودهم إلى قتل الناس جميعا بمن في ذلك أبناؤها.

نعود إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، فهو الذي قال ولا أحد قوّله، إنه كان سيخترع “إسرائيل”، لو لم تسبقه إلى هذا الاختراع بريطانيا، فقد كان هذا الكيانُ المزروع في أطهر الأراضي العربية، هو المكان الذي تمدّ فيه أمريكا رجليها، وتفعل فيه ما تشاء، تحت ذريعة محاربة من تسميهم هي “الإرهابيين” الذين صنعتهم وهي بصدد نسفهم، بعد أن انتهت مدة صلاحيتهم، وربما حان الوقت لصنع كيانات أخرى إلى جانب الكيان الصهيوني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!