-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دا محند أمزيان.. 101 سنة مع شهر الصوم والطاعات

توفيق بن يحيى
  • 457
  • 0
دا محند أمزيان.. 101 سنة مع شهر الصوم والطاعات
ح.م

يستحضر عمي بزا الذي يبلغ اليوم من العمر مائة عام أيام رمضان في صباه ثم في متوسط عمره ولأي أخر العمر كما يقول رغم أنه يتمتع بصحة جيدة حيث كل حواسه الخمس تشتغل وحتى السادسة منها لا تزال تتحرك وتنبئه بأنه سيعيش أعواما أخرى.

يقول عمي بزا إن أيام صباه تدور في العشرية الأولى من القرن الماضي حيث لم يكن يتعدى 12 سنة، إن كل شيء كان طبيعيا والحياة تسير بطريقة عادية قبل رمضان بشهر تبدأ النساء في تنظيف المنازل ويبدأ الرجال في تخزين الغذاء الخاص بالشهر الكريم وكانت تسمى علة رمضان “بضم العين”، نستيقظ في الصباح الباكر ونتحول جميعا إلى الحقول حتى النساء وبعد صلاة الظهر تعود النساء إلى المنازل لتحضير الطعام بينما الرجال يواصلون العمل إلى غاية أداء صلاة العصر ثم يلتحقون بالمنازل وفي الطريق العودة تملأ البشاشة محياهم من شدة الفرح بالشهر المبارك، كانوا راضين بالله والله راض بهم.

ذاكرة عمي بزا تعود إلى أيام الحرب العالمية الثانية حيث يقول ” كنا نأكل بعض الحشيش الذي نأتي به من الغابات وبعض الثمار التي تأكلها الحيوانات ولا ننسى الأعلاف التي حلت محل الدقيق وفي الخمسينيات كنا نكتفي بثمار الأشجار دون غيرها ورغم المحن والجوع والعطش والعري كنا نؤمن بالله وبقضائه وقدره لأننا كنا نؤمن بأن دوام الحال من المحال “. أما اليوم فروح رمضان خرجت من قلوب الناس وحولوا موعد الرحمة إلى شهر للبزنسة والربح السريع وينهي عمي بزا لقاءه معنا بدعاء إلى الله ” ربنا استرنا قبل أن يتسترنا التراب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!