-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد سلوفينيا وألمانيا جاء الدور على المجر

دبلوماسية الغاز تفتح أسواقا جديدة للجزائر في قلب أوروبا

محمد مسلم
  • 4114
  • 0
دبلوماسية الغاز تفتح أسواقا جديدة للجزائر في قلب أوروبا

ساهم تغيير الجزائر لبوصلتها في تصدير الغاز من الشريك الاستثنائي سابقا، إسبانيا، وتوجيهها نحو الشريك التقليدي، إيطاليا، في فتح آفاق جديدة، طبعها بروز أسواق واعدة في وسط وجنوب شرق القارة الأوروبية، التي تحضّر للتخلص من الغاز الروسي في سياق العقوبات الغربية على موسكو بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وبعد كل من ألمانيا وسلوفينيا اللتان طلبتا الحصول على الغاز الجزائري لأول مرة، جاء الدور هذه المرة على المجر، التي زارها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في الجولة الأوروبية التي بدأها الأسبوع المنصرم من العاصمة التركية أنقرة، بتكليف من الرئيس، عبد المجيد تبون.

الرغبة المجرية في الحصول على الغاز الجزائري جاءت على لسان وزير خارجية بودابيست، بيتر سيارتو، الذي أكد أن “بلاده ترغب في استيراد الغاز الجزائري، وذلك ضمن إستراتيجيتها الهادفة لتنويع مصادر تمويلها”، وفق ما جاء في بيان الخارجية الجزائرية، عبر صفحتها الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي، “فايس بوك”.

وكان رئيس الدبلوماسية الجزائرية قد حلّ، الجمعة المنصرم، بالعاصمة المجرية بودابيست، قادما من أنقرة، وهي الزيارة التي “تندرج في إطار الجهود المبذولة لإضفاء حركية جديدة على علاقات التعاون والصداقة التي تربط بين البلدين، وكذا تعزيز التشاور السياسي البيني حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

ومنذ اندلاع الأزمة بين الجزائر وإسبانيا، على خلفية انحراف موقف مدريد من القضية الصحراوية بدعمها لأطروحة النظام المغربي، وقرار الجزائر بمعاقبة حكومة بيدرو سانشيز بتقليص صادراتها من الغاز إلى إسبانيا، إلى مستوى الأحجام المتعاقد عليها، وتحويل الوجهة نحو إيطاليا بالإعلان عن إعادة إطلاق مشروع أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإيطاليا مباشرة، أصبح للغاز الجزائري زخم وطلب كبيران في جنوب وجنوب شرق أوروبا.

وتجلى ذلك من خلال الاتفاق الموقّع بين شركة “سوناطراك” الجزائرية، والشركة السلوفينية “جيوبلين”، لإمداد سلوفينيا بالغاز الطبيعي لمدة ثلاث سنوات اعتبارا من جانفي 2023، وذلك خلال زيارة نائبة رئيس الوزراء السلوفيني ووزيرة الخارجية، تانيا فايون، في نوفمبر 2022. وتتم عملية ضخ الغاز عبر خط أنابيب “ترانسميد” الذي يحمل أيضا تسمية صديق الثورة الجزائرية، “أنريكو ماتيي”، الرابط بين الجزائر وإيطاليا عبر تونس.

وبموجب هذه الاتفاقية، تزوّد الجزائر سلوفينيا بما يناهز الـ300 مليون متر مكعب من الغاز في السنة عبر خط أنابيب “ترانسميد” الذي تبلغ طاقته ما يناهز الـ33 مليار متر مكعب في السنة، فيما شرعت كل من إيطاليا وألمانيا في دراسة مشروع للربط بين البلدين بأنبوب غاز لنقل الغاز والهيدروجين، القادم من الجزائر.

وتعتبر سلوفينيا شريكا سابقا للجزائر في قطاع الطاقة، غير أن هذه الشراكة التي دامت نحو عشرين سنة توقفت في سنة 2012، لكن دبلوماسية الغاز التي نشّطتها الجزائر في أعقاب انطلاق ما تسميه موسكو “العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”، نجحت في ربح أسواق جديدة، واسترجاع الأسواق المفقودة، مستغلة الظرف العالمي الخاص، المشحون بالسباق من أجل التموقع في سوق الطاقة، ولا سيما الغاز الطبيعي.

ومن شأن الطلب الذي تقدّمت به المجر للحصول على الغاز الجزائري، أن يعزز من موقع “سوناطراك” كشريك لا مناص منه في مجال الغاز في القارة الأوروبية، وهو الدور الذي تمنى أكثر من مسؤول أوروبي، وعلى رأسهم مفوض السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن تلعبه الجزائر، في ظل سعي حلفاء أوكرانيا إلى البحث عن أسواق بديلة تحسبا للإقلاع النهائي عن استيراد الغاز الروسي، في سياق العقوبات التي عملت بروكسل على فرضها على موسكو لوقف الحرب في شرق القارة العجوز.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!