-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نقص حاد في الأساتذة والحجرات

دخول مدرسي على وقع الاحتجاجات والتلاميذ يهيمون في الشوارع بالجلفة

أحمد خلفاوي
  • 513
  • 0
دخول مدرسي على وقع الاحتجاجات والتلاميذ يهيمون في الشوارع بالجلفة
ح.م

عرف الدخول المدرسي لهذه السنة بولاية الجلفة موجة من الاحتجاجات التي نظمها الأساتذة والتلاميذ وأولياؤهم، التي تسببت فيها العديد من النقائص التي أثرت بشكل كبير على عملية التمدرس، عكس ما صرح به مدير التربية الذي أكد أن الدخول المدرسي لهذه السنة ناجح بكل المقاييس.

“الشروق” تنقلت إلى العديد من المؤسسات التربوية بشمال الولاية وجنوبها وشرقها وغربها ووقفت على حجم المشاكل والنقائص التي رافقت الدخول المدرسي التي أثرت بشكل كبير على نفسية التلاميذ وأوليائهم وكذا الأساتذة الذين وجدوا أنفسهم داخل علب سردين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتمكنوا معها من ممارسة عملهم وأداء رسالتهم على أكمل وجه.

الاكتظاظ يفجر الاحتجاجات وسط الأساتذة والأولياء

هذه الوضعية دفعت أساتذة كل من متوسطتي جقال بايزيد بعاصمة الولاية ومتوسطة عامر الأخضر ببلدية البيرين إلى تنظيم وقفة احتجاجية والتوقف عن العمل بسبب الاكتظاظ، حيث فاق عدد التلاميذ 50 تلميذا في القسم، دون أن تراعي الإدارة التعداد البيداغوجي في القسم. وهي الوضعية التي دفعت كذلك بأولياء التلاميذ إلى الاحتجاج ومطالبة مصالح مديرية التربية بضرورة التدخل ومعالجة هذه المشكلة التي من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على التحصيل العلمي لأبنائهم. وقد أرجع أساتذة متوسطة جقال بايزيد سبب المشكل إلى عدم التصريح الحقيقي للمدير السابق بعدد الأفواج الذي انجر عنه غلق ثلاثة مناصب للأساتذة وخروجهم، بالرغم من أن الأمين العام لمديرية التربية كان قد أكد لهم قبل ذلك أنه لن يتم الأخذ بأي إجراء اتخذه المدير السابق للمؤسسة وبخاصة في ما يتعلق بتشخيص الفائض، إلا أن ذلك بقي مجرد ذر للرماد في الأعين.

كما نظم أولياء التلاميذ المتمدرسين بابتدائية المجاهد كربوب إسماعيل بمنطقة قمامر التابعة لبلدية سد رحال حركة احتجاجية أمام مدخل المؤسسة، من أجل لفت انتباه السلطات الوصية لظروف التمدرس التي وصفوها بالسيئة، التي حالت دون بداية عملية التدريس بالرغم من مرور أزيد من أسبوعين عن انطلاق الموسم الدراسي، ومن ذلك عدم وجود معلم وانعدام حجرة خاصة بتلاميذ السنة الأولى ابتدائي، إضافة إلى عدم وجود معلم اللغة الفرنسية لباقي الأقسام الأخرى، كما أجبر الاكتظاظ العديد من مديري الابتدائيات على العمل بنظام الدوامين، ولجأ العديد من مديري المتوسطات إلى تحويل التلاميذ إلى الثانويات التي تتوفر على قاعات فارغة، وهو الشيء الذي لم يتقبله أولياء التلاميذ لما له من تأثير كبير على تحصيلهم العلمي.

التحويلات العشوائية تسببت في شغور عشرات المناصب

كما تسببت التحويلات العشوائية لأساتذة الأطوار الثلاثة في احتجاج العديد من الأساتذة وأولياء التلاميذ، الذي ساهم بشكل كبير في شغور عشرات المناصب، وقد أكد عدد من الأساتذة في هذا الشأن أن عشرات التعيينات والتحويلات الإدارية تم إنجازها خارج أسوار مديرية التربية، دون مراعاة المدة القانونية التي يجب أن يقضيها الأستاذ في منصبه منذ تنصيبه التي يجب ألا تقل عن ثلاث سنوات، حيث تم تحويل أساتذة لم يمض على تعيينهم نصف سنة. هذه التصرفات غير المسؤولة نتج عنها شغور ستة مناصب بمتوسطة سد رحال، وأربعة مناصب بمتوسطة المجاهد القن محمد بن عياش ببلدية سلمانة، وستة مناصب بمتوسطة الفجر بحد الصحاري، وأربعة مناصب بمتوسطة عين افقه، وتسعة مناصب بكل من ابتدائيتي طاهيري وتواتي بالقرية بالبويقلة ومنصب لغة فرنسية بابتدائية هبال ببلدية قطارة. وتبقى ابتدائية غويني أحمد دون تأطير تربوي، إضافة إلى ابتدائية المجاهد قديم علي بمنطقة الصفي التابعة لبلدية الزعفران التي بقيت دون مدير وتأطير تربوي للأسبوع الثاني على التوالي، وهو الشيء الذي دفع بالتلاميذ وأوليائهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية.
كما تعاني ابتدائية المجاهد عيساوي بلحاج بقرية أم الشقاق التابعة لبلدية القديد حيث بلغ عدد التلاميذ 70 تلميذا في القسم، لتيقى معظم المؤسسات التربوية تفتقر إلى الأساتذة خاصة في اللغات الأجنبية.

حرمان التلاميذ من الدراسة وتأزم وضعية الاحتياط

أثارت قضية عدم إحصاء المناصب الشاغرة موجة غضب وسط الأساتذة الناجحين في القوائم الاحتياطية لجميع الأطوار، ما دفع بعشرات الاحتياطيين إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر مديرية التربية لولاية الجلفة في العديد من المناسبات. وقد وجه المكتب الولائي للجمعية الوطنية للدفاع عن حق وترقية الشغل نداء إلى جميع الاحتياطيين بعد الأوضاع التي آلت إليها عملية التوظيف وعدم استدعاء الاحتياطيين منذ شهر ديسمبر من السنة الماضية، وبعد الاجتماع مع المراقب المالي الذي أقام الحجة على مصالح مديرية التربية في قضية تحرير المناصب الشاغرة، نظمت وقفة احتجاجية سلمية نهاية الأسبوع الجاري أمام مقر مديرية التربية، للمطالبة بالإسراع في عملية تحرير المناصب، واستدعاء الاحتياطيين بصفة متربص، من أجل تغطية الشغور وتمكين التلاميذ من مزاولة دراستهم في ظروف جيدة عكس السنوات الماضية حين قضى معظم التلاميذ خاصة في الطور الثانوي والمتوسط قرابة الفصل دون أساتذة في عدة مواد.

تأخر انطلاق الإطعام ووجبات باردة في أكياس بلاستيكية

بالرغم من أن وزيرة التربية الوطنية أمرت قبل الدخول المدرسي بفتح المطاعم وتقديم وجبات ساخنة للتلاميذ منذ اليوم الأول من الدخول المدرسي، إلا أن أغلب المؤسسات التربوية وخاصة في الطور الابتدائي لم تفتح مطاعمها بالرغم من أنه مر أكثر من أسبوعين عن انطلاق الموسم الدراسي، واكتفت بتقديم وجبات باردة لا تتعدى قطعة من الخبز وحبة بيض وجبن ملفوفة في كيس بلاستيكي، وهو ما فتح المجال للتساؤل عن مصير الأموال التي لم يتم صرفها خلال عشرة الأيام الماضية. من جهتها وجهت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ مكتب بلدية حد الصحاري رسالة إلى والي الجلفة استلمت “الشروق” نسخة منها، تطالب من خلالها بالتدخل العاجل بعد عدم انطلاق المطاعم المدرسية، والغياب التام للرقابة والتفتيش منذ سنوات بسبب عدم وجود إشراف تربوي حقيقي على المطاعم من طرف مفتش التغذية الذي يقتصر فقط عمله على تقديم الإحصائيات، وكذا الغياب التام للبلدية في التكفل بالإطعام المدرسي. وقد تساءل أولياء التلاميذ عن دور البلدية وكذا مفتشي المطاعم، ومن المسؤول عن تأخر فتح المطاعم وتقديم وجبات ساخنة للتلاميذ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!