-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دعم عربي “تاريخي” للاحتلال!

حسين لقرع
  • 1644
  • 8
دعم عربي “تاريخي” للاحتلال!
ح.م

لم يخطئ وزير الاتصالات الصهيونية أيوب قرا، حينما وصف تغريدة وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة التي أيّد فيها ضرب القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا، وعدّه “دفاعا عن النفس” بـ”الدعم التاريخي لإسرائيل”؛ فلأول مرّة منذ 70 سنة، يتجرّأ مسؤولٌ عربي بارز على التأييد العلني للاحتلال الصهيوني!
هذه التغريدة البحرينية غير المسبوقة في نصرة الاحتلال، شجّعت وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان على مطالبة دول الخليج “المعتدِلة” كما أسماها، بـ”الخروج من الجُحر، والبدء في الحديث علانية، فقد حان الوقتُ ليكون في الشرق الأوسط محورٌ للدول المعتدِلة”!
اليوم، بدأت الاصطفافات تظهر في المنطقة بشكل واضح لا لبس فيه؛ فمقابل محور إيران وسوريا وحزب الله وفصائل المقاومة في غزة، الذي تشكّل منذ سنواتٍ طويلة، بدأ محورٌ آخر يخرج من السرّ إلى العلن ويمثله الكيانُ الصهيوني وبعض دول الخليج، وقد تنضمُّ إليه لاحقا دولٌ عربية يصنفها الأمريكيون والصهاينة “دولا معتدلة”، وتحتمي هذه الدول بالكيان الصهيوني لحمايتها من التهديد الإيراني بعد أن ساهمت من قبل بنفسها في إسقاط حكم صدام حسين الذي كان لعقودٍ درعاً واقياً يحميها، ومن ثمة تسليم العراق على طبق من ذهبٍ لإيران والمساهمة في توسيع رقعة نفوذها، وهي تحاول اليوم تصحيح خطئها القاتل بخطإ آخر أكثر فظاعة وشؤماً منه، وهو الاحتماء بالاحتلال الصهيوني؛ العدوّ الأول لفلسطين والعرب والمسلمين!
ما لا تريد هذه الدول أن تفهمه هو أن الكيان الصهيوني لن يخوض أبدا حربا مفتوحة ضد إيران لحماية عروشها حتى لو قام “تحالفٌ تاريخي” بين الطرفين، لأن الكيان يُدرك تماماً أن نتيجة الحرب لن تكون دمار إيران وحدها، بل سيمتدّ الدمار إلى مدنه ومنشآته بعد أن تنهال عليه مئات الآلاف من الصواريخ، ولذلك سيكتفي باشتباكات محدودة كما حدث فجر الخميس الماضي، ثم يعلن عن رغبته في عدم التصعيد وتتوقف الأمور عند هذا الحدّ في كل مرة، وسيتّخذ هذه الاشتباكات المتقطعة وسيلة لاستدراجٍ أكبر لدول الخليج وجرّها إلى التحالف معه بعد تنفيذ شروطه، وفي مقدمتها الاعتراف العلني به، والتطبيع الكامل معه، ومواصلة الضغوط على الفلسطينيين لحملهم على القبول بتسوية قضيتهم وفق المنظور الصهيوني – الأمريكي وحده.. وفي المقابل لن يمنحها هذا الكيان غير الاشتباكات المحدودة مع إيران في كل مرة؛ فما واجهه في حرب تموز 2006 على يد حزب الله شكّل رادعا قويا له، والمعروف أن الجيش الصهيوني يفضِّل الحروب القصيرة التي يحقق فيها نصرا كاسحا لا غبار عليه ولا يميل إلى الحروب المفتوحة.
لقد ظل قادة العدو الصهيوني يهددون بضرب المنشآت النووية الإيرانية طيلة 13 سنة، لكنهم لم يفعلوا خشية ردّ فعلٍ إيراني مدمّر، وبقوا يراهنون على أن تفعل الولايات المتحدة ذلك بدلا منهم، ولا يزالون يراهنون على ذلك إلى الآن، ولن يحاربوها لأجل عيون الخليجيين، لذلك نعتقد أن هذا “التحالف” سيفيد فقط الكيان الصهيوني ويُشرْعِن احتلاله لفلسطين ويجمّل وجهه الإجرام القبيح ويُضعِف أكثر القضية الفلسطينية ويقوّي الجهود الأمريكية لتصفيتها، أما الخليجيون فلن يحصدوا إلا الريح وسيتَّضح لهم مع الأيام أنهم خانوا فلسطين والأقصى مجاناً.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • dahmane dehici

    it has been known through history that Arabs are the most dishonest people and easy to stab you in the back before you blink , Palestine and their cause has been let down and killed many times not only by the international community but also by their brothers and sisters in the Arab world , but victory surely will come from Allah first .

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    دعم عربي “تاريخي” للاحتلال! ... إنبطاح عربي تاريخي أمام الإحتلال وهذا هو الأدق وقد صدق إبن خلدةن القائل :
    العرب لا يتغلبون الا على البساط ثم العرب معروف عنهم ركوعهم وإنبطاحهم أمام الأقوياء وتغولهم وغطرستهم تجاه الضعفاء وما إرتكبوه من جرائم خلال قرون مضت في كل أرض حلوا بها من القارات الثلاثة من العالم القديم في حق الشعوب التي قاموا بغزوها لدليل قاطع ثم ماذا تنتظر من عربي يسافر في طائرات صنعتها المانيا ويعالج في مستشفيات فرنسية ويرتدي سروال جينز أمريكي وساعة سويسرية ويحمل حقيبة إيطالية ويدرس في جامعة هارفر الإنجليزية .... ويقول : يجب أن نقاطع الغرب عجيب أمر هؤلاء المنافقين

  • .........

    لقد انعكست الاية ..المؤمنون اشداء بينهم رحماء على الكفار

  • rahma

    تحية لك أخ الكريم و لكل متصفحي الموقع, علينا أن ندرك انه لا استقلالية في اتخاد القرار مالم تكون شرعية و مصداقية لسلطة, وعليه فاننا لانستغرب لما يجري , و علينا أن نبحث على الوسائل المناسبة لايجاد هذه الشرعية , فاعلينا أن نتخذ المبادرة لتغيير هذا الواقع بأقل خصارة ...... ابدء بنفسك على أن لا تكون ألية من أليات تطبيق الاستراتجيات و أن لا تستحوذ عليك دوائر الاستقطاب العالمي.و شكرا

  • عبد الرحمن

    من أقوال شيرشل:
    سئل شيرشل مرة عن رأيه بالشعوب فقال جملة تاريخية:
    - إذا مات الإنكليز تموت السياسة
    - وإذا مات الروس يموت السلام
    - وإذا مات الأمريكان يموت الغنى
    - وإذا مات الطليان يموت الإيمان
    - وإذا مات الفرنسيون يموت الذوق
    - وإذا مات الألمان تموت القوة
    - وإذا مات العرب تموت الخيانة.

  • abbas essabbagh

    Pour survivre il faut demander la protection de la superpuissance et pour demander celle-ci il faut se repositionner vis à vis de l'Iran. C'est ce qu'à fait le Makhzen marocain recemment et c'est ce que fait le Bahrein aujourd'hui.

  • جزائري

    ليس صحيحا أن إيران هي من دفع دول الخليج للارتماء في أحضان الصهاينة لان هذه الدويلات من صنع أمريكا حليفة إسرائيل .دول الخليج تدعم إسرائيل منذ القدم سرا. الآن وجدت ذريعة إيران للخروج بهذا الدعم لإسرائيل إلى العلن وهي كما صرح ترامب لا تقوى على الاستمرار اسبوعا واحد دون حماية خارجية. إسرائيل نجحت ايما نجاح في الاستحواذ على عقول أصحاب المال العربي فتستفيد من أموالهم عن طريق ترامب وتستفيد من دعمهم السياسي وتستفيد من استعمالهم لشرذمة المسلمين وتبرير إسرائيل انها الأقوى فكريا قبل عسكريا

  • جزائري

    مالك بن نبي يقول : لا استعمار دون القابلية للاستعمار. هناك تيار عربي انهزم فكريا أمام إسرائيل والهزيمة الفكرية هي الممهدة للقابلية للاستعمار. محمد (ص) قال: والله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته. هذا هو مؤشر النصر وقد انتصر في مهمته. أما الإعراب والمنافقين فسيتركون الأمر بمجرد إعطائهم كرسي التسلط على شعوبهم .