-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب انهيار القدرة الشرائية للمواطنين

“دفتر الكريدي” يعود بقوة وميسورون على القائمة

نادية سليماني
  • 2617
  • 0
“دفتر الكريدي” يعود بقوة وميسورون على القائمة
أرشيف

عادت دفاتر “الكريدي” بقوة لدى محلات المواد الغذائية، إلى درجة صار بعض التجار لا يمسكون نقودا طيلة 24 ساعة، لأن جميع زبائنهم من أصحاب “الكريدي”، والجديد في الموضوع، أنّ الظاهرة لم تعد حكرا على العائلات المحتاجة، بل انتقلت عدواها إلى بعض الميسورين الذين صاروا يشترون بالدين، بعد انهيار قدرتهم الشرائية في ظل موجة الغلاء التي مست جميع المنتجات.

جمعية الأمان: ضغط “الكريدي” قد يؤدي إلى انتحار صاحبه

تفاقمت ظاهرة العودة إلى دفاتر الكريدي، فبعدما كانت مقتصرة على العائلات المحتاجة، بات حتى الميسورون يشترون بالدين، وضع انعكس سلبا على أصحاب المحلات، المحتاجين لسيولة مالية لشراء بضاعتهم من الجملة، لدرجة اضطرّ كثيرون لتغيير نشاطهم، بعد وصولهم لحافة الإفلاس. تواجدنا بمحل صغير لبيع المواد الغذائية بالقبة بالعاصمة، وشاهدنا أربعة زبائن، جميعهم اشتروا بالكريدي، فبمجرد انتهائهم من طلباتهم يقولون للبائع “دون قيمة المشتريات في الكناش”، وأخرهم سيدة نزلت من سيارتها، وبعدما ملأت أكياسا من مواد غذائية رئيسية وحتى كماليات، طلبت من البائع إضافة المبلغ، إلى آخر سابق مدون في كراس الكريدي.
أخذنا الفضول وسألنا صاحب المحل، عن هذه الظاهرة، فأرانا كرّاسا كبيرا وليس كناشا مليئا بأسماء جميع سكان الحي، وقال “90 بالمائة من سكان الحي باتوا يشترون بالكريدي، لدرجة، أحيانا لا أمسك ولو دينارا طيلة 24 ساعة من التواجد في المحل”.

والمؤسف في الظاهرة، أن بعض المواطنين يتهربون من دفع ديونهم، حسب محدثنا، وقال مستغربا: “هل يُعقل أن يهرب مواطن ويُغير طريقه، لأجل كريدي تاع 200 دج”.

والأكثر غرابة، أن بعض المواطنين يشترون أغراضا كمالية، بالكريدي، حيث كشف محدثنا عن بيعه شوكولاطة ومكسرات وعصائر غالية بالكريدي !!

وفي الموضوع، أكّد رئيس جمعية “الأمان” لحماية المستهلك، حسان منور في تصريح لـ “الشروق”، أن القدرة الشرائية للمواطن الجزائري “تدهورت كثيرا، بفعل ظروف اقتصادية واجتماعية وصحية، ما أنتج ظواهر غريبة في المجتمع، وعلى رأسها العودة وبقوة إلى التبضع بالكريدي”. وعلّق المتحدث “لو كنا نستعمل الرقمنة والدفع الإلكتروني في الشراء، لأصبحنا جميعا مدانين للبنوك !!”.

وقال أيضا بأن البعض يتجاهل الآثار النفسية الخطيرة لظاهرة “الكريدي”، التي قد تقود الفرد حتى إلى الانتحار في حال عجزه عن تسديد ديونه المتراكمة، فالشخص الذي يعيش بالديون، يكون استهلاكه غير منتظم، ويمرض نفسيا، كما يتأثر التاجر الذي لن يجد سيولة للتبضع فيفلس” على حد قوله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!