دقائق قبل الإفطار.. رعب على الطرقات

تجاوز خطير، وسرعة جنونية فائقة.. الكل يريد أن يصل إلى مقر سكناه مع أذان الإفطار، ولا يبالي بعض السائقين ببقية السيارات السائرة في نفس الاتجاه، وفي وسط مشاهد تحبس الأنفاس وتثير الرعب، تهدد حوادث المرور حتى الذين يسيرون بتأن وحذر ويحترمون قوانين المرور.
وكلما تقترب الدقائق من توقيت أذان الإفطار، تصبح طرقات السيارات السريعة، أشبه بحقول للرعب، والقلق، فالأغلبية تفكر في تلك اللحظة التي يجلسون فيها إلى موائد الفطور، وسط نقص في التركيز وشعور بالإعياء والنعاس، ومن بين هؤلاء سائقون كان همهم تضييع الوقت فخرجوا لشراء الحلويات أو الجلوس في الشواطئ، ولقضاء لحظات في مساحات سياحية، لكنهم يعودون قبل أذان المغرب، متسببين في زحمة الطرقات والتجاوزات الخطيرة.
وعايشت “الشروق” هذه اللحظات في الطريق السريع بين زرالدة وبن عكنون، حيث لم يكن يفصلنا عن الأذان سوى ساعة واحدة، فتشهد مركبات تمر كالبرق، وتتجاوز الجميع مستغلة الفراغات الموجودة بين بعض السيارات، وإذا توقفت إحدى المركبات أو خفضت سرعتها فمصيرها الاصطدام، لأن السرعة في هذه اللحظات شعار الجميع.
وأوضح رئيس جمعية الوقاية من حوادث المرور “طريق السلامة”، حسين بورابة، أن خطر حوادث المرور، يتضاعف في ساعات المساء، والساعات الأولى للصباح، وخلال الأسبوع الأخير لرمضان، وهذا بسبب تأثير النعاس، والتعب، الاكتظاظ والضغوطات التي تكثر عشية عيد الفطر.
وقال إن استهتار السائقين الشباب الذين ينامون إلى منتصف النهار ثم يخرجون في المساء، ويتجولون بمركباتهم بحجة “قضاء الوقت”، يؤدي قبل ساعة أو ساعتين من أذان الإفطار، إلى حركية مرورية وتوتر عند السائقين، ويعرضون الآخرين للخطر ولحوادث لدى العودة إلى مقرات سكناتهم.
وبحسب بيان للمديرية العامة للحماية المدنية، تلقت “الشروق” نسخة منه، فإن مصالحها سجلت منذ بداية رمضان، إلى غاية الاثنين، 3429 حادث مرور خلف 4073 جريح و111 وفاة.